يأتي هذا النقاش على وقع العمل على “روزنامة” الموسم الرياضي 2025-2026، التي ستشهد إضافة بطولاتٍ محليةٍ وقاريةٍ جديدةٍ.
في مفترق طرقٍ قبل انطلاق الموسم الجديد، باتت إقامة كأس السوبر السعودي في الصين مرهونةً بمشاركة النصر، فبعد عرضٍ صينيٍّ مغرٍ لاستضافة الكأس على أراضيه، بدأ اتحاد الكرة السعودي يفكر جدياً في التراجع عن الفكرة إذا غاب النادي “العالمي” عن المنافسة. وتتضح خلفية القرار من حرص الاتحاد على ضمان حضور نجمٍ عالميٍ يرفع من قيمة التظاهرة قبل رحيل كريستيانو رونالدو بنهاية عقده في 30 يونيو 2025.
ومن بين هذه المسابقات، اعتاد عشاق الكرة السعودية على انطلاق كأس السوبر قبيل افتتاح الدوري أو مع بدايته، بمشاركة أربعة أندية: أصحاب المركزين الأول والثاني في دوري روشن السعودي للمحترفين، وبطل ووصيف كأس خادم الحرمين الشريفين. ونتيجة لذلك، بات النصر هو الفريق الثالث في الدوري حالياً برصيد 60 نقطة من 29 مباراة، ما يضمن له مقعداً في السوبر إلى جانب متصدري الترتيب الاتحاد والهلال وبطل كأس الخادم.
غير أن قرار الاتحاد بإقامة الكأس غاب عن أرض الوطن لسنواتٍ عدةٍ، بعدما انتقل إلى الصين في مناسبتين سابقاً ضمن مسعى لتعزيز تسويق “اللعبة” السعودية عربياً وقارياً.
قد تلقت السعودية عرضاً جديداً من هيئة الرياضة الصينية لاستضافة السوبر 2025 في إحدى مدنها الكبرى، وهو ما رحب به الاتحاد في بادئ الأمر، مستنداً إلى عامل الجذب الجماهيري والمردود المالي من حضور جماهير تحمل تيشرتات الأندية السعودية، لا سيما مع وجود رونالدو في صفوف النصر.
لكن مصادر مقربة من “الاتحاد السعودي لكرة القدم” أوضحت أن هذه الاستضافة ستُلغى إذا لم تتضمن البطولة النصر، وإلا فسيقضي تنفيذها دون ضمان تحقيق الهدف التسويقي المنشود. وعلّق الإعلامي الرياضي عبدالعزيز العصيمي عبر حسابه في “إكس” (تويتر سابقاً) بأن “اتحاد الكرة يرى ضرورة وجود النصر في كأس السوبر بالصين، حتى تكتمل عناصر الجذب الإعلامي وحضور الجماهير”، مشيراً إلى أن “السوبر بلا رونالدو” لن يصنع الحدث المطلوب.
الفكرة تتجاوز مجرد حضور كريستيانو رونالدو؛ فهي تُشير إلى دور النصر كناديٍّ يملك قاعدةً جماهيريةً واسعةً داخل السعودية وخارجها، ويعد ثلث القوة التسويقية لأي بطولة محليةٍ في هذه المرحلة.
فعقب خروج رونالدو وآخرين في تجاربٍ أوروبيةٍ من كأس العالم للأندية 2023 في المغرب، تقلص تأثير البطولة السعودية على الصعيد الدولي، ما دفع الاتحاد إلى التفكير ملياً قبل تكرار التجربة في الصين.
وفي حالة عدم إقامة كأس السوبر السعودي في الصين، فإن السيناريو الأقرب وفق اللوائح، هو عودة المنافسة إلى ملاعب المملكة قبل افتتاح الدوري، سواء بنظام مباريات “نصف النهائي والنهائي” أو بمواجهةٍ واحدةٍ تجمع بطل الدوري وبطل الكأس. وسيُحدد اتحاد الكرة قبل إقرار الجدول الفنّي و”روزنامة” الموسم الجديد الموعد والمكان المناسبين لعقد السوبر محلياً، بخاصة إذا تعذر السفر إلى الصين لأسبابٍ لوجستيةٍ أو تسويقيةٍ إثر غياب النصر.
من جانبه، أكّد عددٌ من أعضاء الجمعية العمومية أن “السوبر” يجب أن يبقى في السعودية لخطورة الإحراج أمام الجماهير إذا لم يحضرهم نجمٌ ضخمٌ مثل رونالدو.
وفي حديثٍ لرئيس لجنة المسابقات السابق صالح الفيفي لصحيفة “الاقتصادية”، قال:
“الحضور الجماهيري الكبير للنصر في المباريات الدولية يخلق بيئة مدريديةٍ للاحتفال قبل بدء الدوري، لا يمكننا التضحية بذلك في الصين”.
ويبقى أن يحسم اتحاد الكرة موقفه في الأسابيع المقبلة، قبل فتح باب التسجيلات الصيفية رسميّاً مع إنهاء الموسم الحالي. وإذا تأكد استمرار النصر في الدوري والتجديد المحتمل للعقد مع رونالدو، فسيُعاد النظر إيجابياً في العرض الصيني. أمّا إن استمر الغموض حول مستقبل رونالدو، فستعود بطولات “جبر الخواطر” إلى ملاعب المملكة، لتضمن حضور نجومٍ محليين وخارجيين ضمن منافساتٍ داخل الديار، بعيداً عن مغريات الخارج.
