سخرية رونالدو وتعليقاته على أرضية الملعب
لم يقتصر دور صاحب الهدف الأول الذي أحرزه في النصر على التسجيل فحسب، بل شمل أيضاً انتقاداً ضمنياً لزملائه. ففي الدقيقة 52، عندما سجل نجولو كانتي هدف التعادل للفريق الأزرق والأصفر، ظهر رونالدو وهو يشير إلى لاعبي النصر بالإيماء وكأنه يقول “أنتم نائمون”، في سلوكٍ اعتبره كثيرون تقليلاً من قيمة المجهود الجماعي وتكتيك الدفاع المضاد.
هذه الواقعة تكررت بمشاهد متفرقة أثناء المباراة؛ فالرأس المرفوعة والعين الموجهة إلى السماوات وجدت أصداء سلبية في أوساط جماهير النصر، التي اعتبرت أن “الدون” بات يبرئ نفسه من مسؤولية الإهدار المتكرر للفرص السانحة أمام المرمى، بينما يتحدث عن تقصير الآخرين.
مقارنة حادة بين بنزيما ورونالدو في لحظة التوتر
لم يقتصر الفارق بين قائدَي الفريقين على لون القميص فحسب، إذ وقعت مناوشة بالأيدي بين لاعبي الفريقين عقب صافرة النهاية، حين توترت أعصاب اللاعبين وتداخلوا لتهدئة الأجواء. كان من اللافت أن كريم بنزيما، قائد الاتحاد وخصم الأمس، هو من سار وسط المشتبكين ونجح في تفريقهم بلفتة قائد حقيقي، خلافاً لرونالدو الذي غادر أرض الملعب بسرعة دون محاولاتٍ لفتح صفحة تصالحية مع المنافسين أو التقاط صور مشتركة مع لاعبي الاتحاد، في موقفٍ انتُقد بشدة.
انتقاد تركي العجمة ونداء للاعتذار

سارع الإعلامي تركي العجمة، مقدم برنامج “كورة”، إلى توجيه لسانه الحاد لردود فعل رونالدو، قائلاً:
“ما فعله بنزيما كان فيه احترام للفريق المناوب والخصم، بينما رونالدو، قائد النصر، ترك فريقه في الموقف الأشد توتراً ورحل، وسخريته من زملائه تعكس عدم احترامٍ جماعي”.
ودعا العجمة في رسالته المفتوحة إلى أن يبدأ مشروع النصر للموسم المقبل باعتذار رسمي من رونالدو تجاه الجماهير ولاعبي الفريق، قائلاً:
“هذا التصرف لا يبني فريقاً متجانساً؛ الأفضل أن يتحمل الدون مسؤوليته ويعتذر، حتى لو ظل الهداف الأبرز، فلا يصنع الفريق لاعباً واحداً”.
انفعال بيولي في المنطقة الإعلامية
لم يقتصر الانفعال على قائد النصر، بل شمله المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي أيضاً. إذ لامس عددٌ من الصحفيين المدرب بعد انتهاء المؤتمر الصحفي ودعوه لتوسيع أقواله حول خسارة الكلاسيكو، فاستشاط بيولي غضباً ورفض بحدة الحديث مجدداً، موجهاً كلامه:
“لقد أجبت على أسئلتكم في المؤتمر، ما زلت هنا لأغادر سريعاً إذًا دعوني أتوجه إلى غرفتي”.
هذا الموقف أثار دهشة البعض، خاصة أن بيولي اعتاد الانفتاح مع وسائل الإعلام، مما يطرح سؤالاً حول الضغوط النفسية والاحتكاك الكبير في الدوري السعودي، وتوقع البعض أن تكون هذه علامة تدل على توتر العلاقة داخل الجهاز الفني.
تداعيات الترتيب وتحديات الفريقين

على صعيد جدولي، تركت خسارة النصر أثرها المباشر عبر تراجعه إلى المركز الرابع برصيد 60 نقطة، بفارق نقطة عن الأهلي الذي يستقر في المركز الثالث، مع تبقي أربع جولات حاسمة. ويواجه النصر في الجولات المقبلة: فولهام، ثم مواجهة الذهاب أمام باريس سان جيرمان في نصف نهائي الأبطال الآسيوي، ثم مباراتي بيرنموث وتوتنهام قبل الختام بمواجهة مانشستر يونايتد في “أولد ترافورد”.
في المقابل، واصل الاتحاد انتفاضته ليعزز صدارته برصيد 71 نقطة، بفارق ست نقاط عن الهلال الوصيف، مع تبقي مباراتين له قبل ختام الموسم. ومع الزخم الجماهيري وأداءٍ هجومي لافت من بنزيما وكانتي وحسام عوار، يبدو العميد الأقرب لإحكام قبضته على اللقب قبل المرحلة الأخيرة.
ماذا ينتظر النصر؟
تُعد معركة إدارة النادي في الصيف المقبل شاملة: تجديد دماء الفريق وتدوير عقود اللاعبين، وتقييم بقاء النجوم الكبار تحت صيغٍ مالية ملائمة، مع ضرورة ضخ دماء شابة لتعويض أخطاء الموسم الحالي. ومن أبرز الملفات العالقة: بقاء رونالدو على رأس قائمة الأعلى رواتبٍ في الدوري، وقدرته على المساهمة عملياً في النتائج الكبرى، وهل سيتحمل فشلاً قادماً إذا تكررَ السلوك المستقل داخل الملعب؟
الختام
بينما تعلو الصافرات وتحتفي منصات التواصل بنجوم الفوز، يظل السؤال الأهم: هل سيتعلم النصر من هذه الأزمة ويعيد بناء فريقه على أسس الاحترام المتبادل والمسؤولية المشتركة، أم سيبقى “الدون” في صدارة الزجاجة التي يصعب قلبها؟ وحتى يعلو الجواب، سيستمر النقاش الساخن عن حُسن قيادة القائد وتمسك الجماهير بفريقٍ جعله حلم الأندية.