دراما الشوط الأخير وبقية أحداث المباراة
لم يكن هدف عبد الله الخيبري (د.37) للنصر كافياً لوقف اندفاعة الاتحاد، الذي عاد في الشوط الثاني عبر ثنائية نجولو كانتي (د.52) وحسام عوار (د.90+4) بعد هدف كريم بنزيما (د.49) ليمحو تأخره بهدفٍ ويتقدم بثلاثية. بيد أن ما اُشتهر بعد صافرة الحكم الهولندي داني ماكيلي (د.90+6) لم يكن نتيجة المباراة بل الفوضى التي تلتها.
كيفية اندلاع الاشتباك الجماعي
فور إعلان صافرة النهاية، شهد ملعب “الأول بارك” احتكاكاً بين الفرنسي موسى ديابي لاعب الاتحاد وعبد الله الخيبري لاعب النصر في منتصف الميدان، فاندفع ديابي لمواجهة خصمه، ليقتحم ستيفن بيرجفاين زميله في الاتحاد المشهد بدفعٍ قوي للخيبرى أسقطه أرضاً. لم تتأخّر بقية العناصر في الالتحام، فتبادل الجميع اللكمات والدفع وسط حضور طواقم الأمان ومحاولات إيقاف الاشتباك.
توزيع البطاقات وأزمة تطبيق الـVAR
في موقفٍ أثار جدلاً واسعاً، أشهر ماكيلي البطاقة الحمراء في وجه موسى ديابي مباشرة، فيما اقتصر الإنذار الأصفر على ستيفن بيرجفاين وعبد الله الخيبري. غير أن محلل التحكيم سمير عثمان استوقفه قرار تحريك بطاقتي الصفر لاثنين من المتشاجرين، معتمداً على تسجيل الفيديو، وهو ما يخالف بروتوكول الـVAR المعتمد، إذ يُفصِل نظام الفيديو بين أربعة مواقف للتدخل (أخطاء التسجيل، قرارات ركلات الجزاء، البطاقات الحمراء المباشرة، وهويات اللاعبين الخاطئة)، ولا تشمل السلوكيات التي تعاقب بإنذارٍ وحيدٍ (الافتعال أو الدفعات) تدخل غرفة الفيديو.
وفي حديثه عبر برنامج “أكشن مع وليد”، قال عثمان:
“الحكم أخطأ في اللجوء إلى تقنية الفيديو لإشهار البطاقة الصفراء لستيفن بيرجفاين وخيبري، لأن الـVAR لا يراجع الإنذارات الصفراء إلا في حالات الخلط بين اللاعبين. لقراءة المخالفة ذاتها كان على ماكيلي الاعتماد على رؤيته الميدانية دون انتظار تدخل الـVAR”.
ردود فعل رسمية وشعبية

لم يصدر بيان رسمي من الاتحاد السعودي لكرة القدم بشأن الخطأ التحليلي لتطبيق تقنية الفيديو، لكن الصحف المحلية اعتبرت أن الخطأ التحكيمي لم يؤثر على سير المباراة ولا على النتيجة النهائية. في المقابل، ضجّت منصات التواصل الاجتماعي بمنشوراتٍ انتقدت إطالة المشهد الأمني داخل أرض الملعب، معتبرةً أن سوء تطبيق البروتوكول يزيد الشبهات حول نزاهة المباريات الكبرى.
اللقاء الفني وتأثيره على صراع الصدارة
فوز الاتحاد رفع رصيده إلى 71 نقطة في الصدارة، مبتعداً بست نقاط عن الهلال الوصيف، ما قارب بقوة تتويجه باللقب قبل نهاية الموسم بأربع جولات. أما النصر فتجمد عند 60 نقطة في المركز الرابع، بفارق نقطة عن الأهلي ثالث الترتيب، فيما سيلتقي كل فريقٍ في الجولات المقبلة:
• الاتحاد:
- يلتقي الفيحاء ثم أهمال ضمك أمامه مبارياتٌ قريبة للحسم.
• النصر:
- يلتقي فولهام ويتابع مع بيرنموث وتوتنهام قبل الختام بنزال شرسٍ على ملعب مانشستر يونايتد مؤجلاً.
العبرة الفنية واللاعبون المتألقون

من الناحية التكتيكية، استحق كريم بنزيما إشادة واسعة رغم عدم تسجيله سوى هدفٍ وحيدٍ، إذ شارك في بناء الهجمة التي نفّذها وسط ضغطٍ عاليٍ من لاعبي الاتحاد. كما تفوق نجولو كانتي على نفسه في وسط الميدان باستعادته العشر الضربات وكسر بناء اللعب النصراوي. أما حسام عوار فثبت أنه من اللاعبين القادرين على اقتناص الفرص في الثواني المصيرية.
على الجانب النصراوي، قدم عبد الله الخيبري أداءً مقنعاً في صناعة اللعب، لكنه تلطخ بسلوكياته بعد المباراة وارتكب خطأً كلفه الإنذار وإشكالاً قد يطول في مسيرته داخل النادي، مع تزايد التساؤلات حول بقاء السلوك الفردي الجانبي في مبارياتٍ بلا سلطةٍ لضبط الأعصاب.
خاتمة ونظرة مستقبلية
بينما يتجه الاتحاد نحو استكمال معركته على لقب دوري روشن بنظرةٍ هادفةٍ وحساباتٍ دقيقةٍ للفرق المنافسة، سيجد النصر نفسه أمام تحدٍ مزدوجٍ؛ استعادة الروح التكتيكية وضبط الانضباط الجماعي داخل وخارج الملعب. وسيظل ملف الأخطاء التحكيمية وتطبيق الـVAR مادةً أساسيةً للمراجعة في الجولات المتبقية، وسط مطالباتٍ بضرورة احترام البروتوكولات التقنية لضمان نزاهة المنافسة وسمعة الدوري السعودي على مستوى الإعلام الدولي والمحلي.