صعود القمة الآسيوية
يعيش النادي الأهلي حالةً استثنائيةً من الاحتفال والتألق، بعد أن انتزع لقبه الأول في تاريخ مشاركاته بدوري أبطال آسيا “النخبة” للمرة الأولى يوم السبت الماضي، ثم زاد فرحة جمهوره مساء الثلاثاء بمنح فريق السلة الدرع بعد فوزه الصعب على الجار الاتحاد 80–78 في نهائي كأس وزارة الرياضة. على رغم أن إنجازات “الراقي” الكروية والقارية ارتقت بمكانته في القارة، فإن بعض جماهير “العميد” لم تتوانَ عن تذكيره بأمجاد هبوط فريق كرة القدم عام 2022 إلى دوري يلو، محاولةً للتقليل من إنجازاته الحديثة.
لم يكن التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة حدثًا عادياً في تاريخ الأهلي، الذي ظلّ لعقود يأمل في الانضمام إلى أندية السعودية الحائزة على اللقب من قبل (الهلال أربع مرات، والاتحاد مرتين). تقدّم “العالمي” بهدفٍ لعمر السومة في الشوط الأول من النهائي أمام الياباني كاواساكي فرونتال، ثم أضاف كيسييه الهدف الثاني في الشوط الثاني، ليحسم الأهلي البطولة 2–0 ويُسجّل رقمه الآسيوي الأول بعد ثلاثة محاولاتٍ خذلته فيها ركلات الترجيح أو أهدافٌ في الوقت القاتل.
تحدث مهاجم الفريق عمر السومة بعد اللقاء قائلاً:
“حققنا حلم جماهيرنا المظلومين في القارة الآسيوية، اللقب الأول سيُدخل الأهلي التاريخ.”
أما المدرب ماتيس ييسله، فاعتبر أن العمل الذي بدأ قبل عامٍ في بناء الفريق تكلّل بالنجاح، وقد أظهر لاعبو الأهلي شخصية الفائز في اللحظات الحاسمة لكسر عقدة البطولة.
فرحة السلة تتجدد بكأس وزارة الرياضة
لم يتوقف “الراقي” عند حدود القارة في ملعب كرة القدم، بل انتقل إلى صالات السلة حيث انتزع درع كأس وزارة الرياضة للمرة الثالثة في تاريخه، بعد فوزه على غريمه التقليدي الاتحاد 80–78. سجّل نجم الأهلي فيليب براون 22 نقطةً وقاد فريقه للصدارة في الربع الأخير، قبل أن يلمس دفاعه الكرات الحرجة في الثواني الأخيرة لاسترجاع التفوق رغم مطاردة “العميد” حتى الرمق الأخير.
وقال قائد فريق السلة أحمد عباس:
“اللقب مُهْدَى إلى جماهيرنا التي دعمتنا بلا توقف، الفوز على الاتحاد دوماً له طعمٌ مختلف.”
سخرية اتحادية وتذكير بالهزيمة التاريخية
على وقع هذه الأفراح، صدحت مدرجات الاتحاد بشعاراتٍ ساخرةٍ مثل “الإثنين يوم هبوطك” و”بطولات جبر الخواطر لن تمحي العار”، في إشارةٍ إلى هبوط الأهلي المفاجئ إلى دوري يلو عام 2022 للمرة الأولى منذ تأسيسه (0–0 مع الشباب، الجولة 30). ولم تقتصر السخرية على الهتافات، بل رفع بعض الأنصار لافتاتٍ تضمنت عبارات مثل:
“ابتعد عن المدارج دومًا يا شبح، كأس النخبة لن تطمس وصمة الانحدار.”
وهذا التصرف أثار ردود فعلٍ متباينةٍ بين جمهور الكرة السعودية، بين من رأى فيه تذكيراً بنهاية حقبةٍ سوداءٍ للأهلي، ومن اعتبره “إفسادًا لفرحة إنجازٍ تاريخي”.
رد الأهلي بالإنجازات ليس بالكلمات
لم يترك لاعبو الأهلي مجالاً لمزيدٍ من الاحتجاج، بل جمّدوا الضحكات الاتحادية في مدرجات استاد الأمير فولاذ سالمان بشباك جديدةٍ تطاول طموحهم القاري. بعدها، لم تكن مكافأة السلة سوى تجسيدٍ لإصرار النادي على التعويض في جميع الألعاب الجماعية، فحقق “الراقي” لقب الشباب في شباب أبطال آسيا وكأس المحترفين في اليد.
مدير الكرة بالأهلي ثامر السويكت علّق على المشهد قائلاً:
“نحن في مرحلة البناء المستدام، هذه الانتصارات تأتي تتويجًا لرؤيةٍ وفلسفة ترتكز على الاستثمار في الشباب وتوفير أفضل النجوم.”
سعودية صلبة على عرش آسيا
بفضل ألقاب الهلال (4 مرات)، والاتحاد (مرّتين)، والتتويج الجديد للأهلي، باتت السعودية تملك سبع بطولاتٍ قارّيةٍ في دوري أبطال آسيا “النخبة”، ما يؤكد استمرار الهيمنة المحلية على أكبر أندية القارة.
في الختام
يبرز ما قدمه الأهلي هذا الموسم كرسالةٍ واضحةٍ لكل الأندية السعودية: لا مكان للشعارات وسط المنافسة؛ الجمهور يُبهِر بأدائه لا بسخريته، والعنوان الأبرز للأندية هو الألقاب والأرقام التي تُسجل في سجل البطولات لا على جدران الاستهزاء.
