معطيات البطولة وموقف تشيلسي
أوقعت القرعة تشيلسي ضمن المجموعة الرابعة إلى جانب فلامينغو بطل كوبا ليبرتادوريس والترجي التونسي، مع انتظار الفائز من لقاء التصفيات بين كلوب أمريكا المكسيكي ولوس أنجلوس الأمريكي لتحديد خصمه الأول يوم 16 حزيران/يونيو. يأتي ذلك بعد موسمٍ صعبٍ للنادي اللندني، الذي لم ينجح في الوصول إلى الأدوار المتقدمة في الدوري الإنجليزي أو دوري الأبطال، مما دفع إدارة المالك تود بوهلي إلى البحث عن حلولٍ عاجلةٍ لتعزيز تشكيلة المدرب جراهام بوتر قبل المغامرة القارية.
شائعات انتقال رونالدو وأسبابها
حفّز التألق المستمر للنجم البرتغالي في دوري روشن السعودي، حيث يمتاز بقدرات فردية لا تُضاهى في تسجيل الأهداف، وسائل الإعلام البريطانية على إطلاق التكهنات حول رغبة تشيلسي أو مانشستر سيتي في ضمه لمواجهة صانعي اللعب الكبار في كأس العالم للأندية. فمن جهة، يمثل اسم رونالدو مادةً إعلامية ضخمةً وجذباً جماهيرياً هائلاً، ومن جهةٍ ثانية، يفتقد “البلوز” إلى لاعبٍ متمرسٍ في إنهاء الهجمات تحت الضغط، خاصةً بعد رحيل عددٍ من أقدام الخبرة في نهاية الموسم.
وجهة نظر كريس ويدل
في مقابلةٍ حصريةٍ مع موقع camel1.live، رفض ويدل الاقتراح تماماً، موجهاً النصيحة لتشيلسي بضرورة ترك رونالدو يستمتع بفترة راحةٍ في السعودية ويؤجّل عودته إلى أوروبا حتى الموسم المقبل. وقال:
“عودة كريستيانو رونالدو للعب مع تشيلسي ستكون عنواناً جذاباً للصحافة، لكن دعونا نكون واقعيين؛ لقد شاهدته أخيراً وهو يلعب مع النصر، وأدركت أنه لا يجري كثيراً مثلما اعتدنا رؤيته في اليونايتد أو الريال. مهارته عند استلام الكرة لا تُضاهى، لكنه يفتقد الوتيرة البدنية المطلوبة في هذه البطولة التي تجمع أبطال القارات”.
وأضاف ويدل:
“هذه المسابقة ستتطلب جرياً متواصلاً وضغطاً عالياً طوال 90 دقيقة على الأقل، وهو ما لا يراه في أداء رونالدو الحالي. أفضل له أن يستريح ويواصل هدفه الشخصي في تسجيل الأهداف والرقم القياسي في الموسم المقبل. إذا كان الأمر يتعلق بالإعلان والدعاية، فسيقولون: ‘رونالدو مع تشيلسي في كأس العالم للأندية!’ ولكن على أرض الواقع، لن يفيد الفريق”.
التحديات البدنية والتكتيكية

يشير ويدل إلى أن النجم المخضرم، الذي يوشك على إكمال عامه الأربعين، يفتقر حالياً لقدرة التحمل التي تتطلبها المباريات المتلاحقة، إضافةً إلى السرعة المطلوبة لقطع مسافاتٍ طويلةٍ والانخراط في الضغط على حامل الكرة. وتعتمد خطة تشيلسي الحالية على استحواذ الكرة من الخلف والارتداد السريع، ما يستدعي عناصر قادرةً على التحوّل بين الأدوار الهجومية والدفاعية بغزارةٍ وطاقةٍ لا تنضب.
من الناحية التكتيكية، يرى النجم الإنجليزي السابق أن إدخال رونالدو وسط فريقٍ لا يزال يُعيد بناءه تحت قيادة بوتر قد يخلّ بتوازن التشكيلة أكثر من أن يعزّزه، خصوصاً مع وجود لاعبين مثل ريس جيمس ومسونزي وميسيِّيه في العمق، والذين يتمتعون بقدرة عالية على تأسيس الهجمات من العمق وصناعة الفرص.
بدائل أكثر ملاءمةً للفريق اللندني
أشار ويدل إلى أن السوق الصيفي القادم يتيح لتشيلسي فرصةً لضم أوجه شابةٍ وعصريةٍ تتلاءم مع فلسفة النادي في استعادة الوهج. ويمكن للاعبين مثل دومينيك سولانكي، أو استهداف نجمٍ شابٍ في الأسواق الأوروبية كإضافةٍ طويلة الأمد، أن يضمنوا للفريق مقومات التجدد المنشود. ومن وجهة نظره الاحترافية:
“إذا أراد تشيلسي فعلاً سد الثغرات، فليبحث عن مجددين في منتصف الملعب لا عن نجمٍ مخضرمٍ يحتاج إلى انتقاء لحظاته”.
آراء أخرى في الوسط الإعلامي

لم يقتصر الاعتراض على ويدل؛ إذ وجدت وجهة نظره صدىً واسعاً على القنوات التحليلية في “سكاي سبورتس” و”بي تي سبورت”، حيث رصد محللون مثل غاري نيڤيل وجيمي كاراجر أن فكرة التعاقد مع رونالدو تأتي على حساب بناء المشروع المستقبلي للفريق. وأوضحوا أن كأس العالم للأندية، رغم قيمته الترويجية، لا يمثل أولويةً رياضيةً للفريق الإنجليزي مقارنة بالعودة إلى مركزٍ مؤهلٍ لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
خاتمة وبداية الاستعداد الجادّ
في ضوء معارضة الخبراء مثل ويدل، يتجه تشيلسي الآن إلى مرحلة التخطيط الفعلي للاستحقاقات القادمة، متيحاً الفرصة لظهور لاعبين شبابٍ وأسماءٍ جديدةٍ في البطولة القارية. ومع استعداداتٍ تُجريها الإدارة للتعاقد مع وجهٍ مناسبٍ يضمن التوازن بين الخبرة واللياقة، يبقى القرار النهائي في يد المالكين والجهاز الفني الذي يرغب في إحداث نقلة نوعيةٍ بلا اضطراباتٍ إعلاميةٍ أو مخاطرٍ تكتيكية.
ومن المؤكد أن الشهور القادمة ستشهد مزيداً من الخطط والمفاوضات، بينما يترك النجم البرتغالي صفحة السعودية مشرقةً بإنجازاته الشخصية، مبتعداً عن “استعراضٍ أوربي” قد لا يتناسب مع متطلبات العهد الجديد في “ستامفورد بريدج”.