تتجه الأنظارُ صوب ملعب “الأول بارك” غدًا، حيث يحتضن كلاسيكو الرياض المنتظر بين النصر وضيفه الاتحاد، ضمن الجولة الثلاثين من دوري روشن السعودي، بعد ساعاتٍ قليلةٍ على وداع العالمي الأبطال الآسيويين من المربع الذهبي. لكن احتفال الجماهير محاطٌ بقلقٍ باغت الجميع، بعدما تعرض المدافع الفرنسي محمد سيماكان لإصابةٍ مفاجئةٍ أبعدته عن تدريب الأمس، وتربك حسابات المدرب ستيفانو بيولي، الذي كان يعتمد على “القنّاص” في قلب الدفاع نتيجة استقرار مستواه وثبات حماسه الدفاعي خلال الأسابيع الماضية.
متى وكيف وقعت الإصابة؟
بحسب ما نقلته صحيفة “الرياضية”، شعر سيماكان بآلامٍ حادةٍ في ساقه اليمنى خلال حصةٍ تدريبيةٍ خفيفةٍ الأحد الماضي، فترك المران قبل نهايته بخمس دقائقٍ، واستكمل رحلة العلاج بجلسةٍ تأهيليةٍ داخل عيادة النادي. الأخطر أن إدارة العالمي لم تُعلن تفاصيل الإصابة بعدُ، واكتفت بتأكيد غيابه عن الحصة الجماعية أول أمس، تمهيدًا لتقييمٍ طبيٍّ إضافيٍّ اليوم قبل اتخاذ قرارٍ نهائي بشأن ضمه لقائمة مواجهة الاتحاد.
سيماكان.. من هو النجم الثابت؟
إنجازاتُ سيماكان هذا الموسم تُعدّ من أبرز أسباب القلق على موقعه في التشكيلة الأساسية. انتقل الظهير الأيسر الفرنسي في صيف 2024 قادمًا من نادي سانت إتيان، وقدّم مستوياتٍ اقتدت بجدارته في قلب الدفاع أحيانًا، بفضل قدرته على استخدام طويل الهجمة المرتدة وتمريراته الطولية السريعة.
- شارك في 26 مباراةً محليةً، حافظ خلالها على شباك نظيفةٍ سبع مراتٍ.
- نجح في قطع 1.8 محاولةٍ هجومٍ للخصم في كل 90 دقيقةٍ، وصنع 4 فرصٍ حاسمةٍ لزملائه.
- ظهر بمعدلِ دقةٍ في التمرير بلغ 87%، يساعد فريقه على الانتقال من الدفاع للهجوم بسلاسةٍ.
هذا الأداء جعله من بين أفضل ثلاثة مدافعين في البطولة حسب إحصائيات أوبتا، وهو ما منحه ثقةً من بيولي ليكون سندًا لحراس المرمى في مواجهة هجمات الاتحاد المرتدة.
تداعيات الغياب.. هل يفتقده بيولي؟
في حال تأكد غياب سيماكان، يواجه بيولي خيارين رئيسيين في قلب الدفاع:
1. علي لاجامي:
المدافع السعودي الذي يتميز بطول القامة والصلابة البدنية، لكنه يفتقد بعض السرعة الانطلاقية مقارنةً بسيماكان. سيكون اختبارًا لقدرته على تغطية المساحات الأوسع التي يخلقها مرواغو الاتحاد.
2. إيمريك لابورت:
الوافد الجديد – القادم على سبيل الإعارة من مانشستر سيتي – يتمتع بمقوماتٍ فنيةٍ عاليةٍ، وسبق له التتويج بدوري أبطال أوروبا، لكن مشاركاته المحدودة حتى الآن تحتاج وقتًا للتأقلم مع إيقاع الدوري السعودي.
وفي حال الدفع بلاجامي ولاپورت، سيبقى اعتماد بيولي على سرعة الأظهرة سلطان الغنام من اليمين ونواف بوشل من اليسار لردع الأجنحة الداهمة، مع دعمٍ من لمسةٍ تكتيكيةٍ في تحولات سريعةٍ من وسط الملعب لهم.
كلاسيكو يحدد مسار اللقب
رغم أن الاتحاد يتصدر جدول دوري روشن برصيد 68 نقطة، متقدمًا بفارق ثماني نقاطٍ على النصر الثالث (60 نقطة)، إلا أن إقامة الكلاسيكو في معقل العالمي يمكن أن يغيّر كثيرًا، خصوصًا مع سباقٍ ضيقٍ على المراكز المؤهلة لدوري أبطال آسيا. فالانتصار يمنح النصر دفعةً معنويةً هائلةً وقدرةً على الضغط على الصدارة، بينما يمنح الاتحاد خطوةً شبه حاسمةٍ في الحفاظ على الفارق.
ماذا يجب على النصر فعله؟
1. تعزيز الشق الدفاعي:
الحفاظ على تماسك المحور الخلفي بانضباطٍ تكتيكيٍ أعلى، وتجنّب الانفرادات الخطيرة التي قد يطلقها نجوم الاتحاد.
2. التحوّل الهجومي من الأطراف:
استثمار السرعات عبر يحيى وآرون رامسديل في الأطراف، وإذا كان رونالدو متاحًا، تضمينه في لاعبٍ حرٍ عند الضغط العالي.
3. استغلال الكرات الثابتة:
رفعها نحو منطقة الجزاء يمكن أن يعوّض غياب قدرات سيماكان على المرتدات الدفاعية، ما يجعلها ورقةً رابحةً للهجوم.
ختامٌ مفتوحٌ على تفاصيل اليوم
يبقى تعزيز الصورة النهائية لإصابة سيماكان مرتبطًا بنتائج الفحص الطبي الأخير الذي سيجرى خلال الساعات المقبلة. ومع اقتراب موعد المباراة بأقل من 48 ساعة، مازال الجهاز الفني لم يعلن تشكيلته، في انتظار تحديد ما إذا كان سيعتمد على قوةٌ محليةٌ مع لاجامي أو على خبرةٌ دوليةٌ مع لابورت.
في الأحوال كلها، لن تغير الإصابة واقع الاستحقاق: مواجهةٌ قاريةٌ بمسحةٍ محليةٍ، تحمل في طياتها أكثر من 90 دقيقةً، وقد تطول إلى الوقت الإضافي وركلاتٍ ترجيحيةٍ، وقد ينحاز اللقب إلى “من استطاع التكيف” أكثر مع أجواء الكلاسيكو، أيا كان الغائبون.
