حوارٌ ناريٌّ وكلماتٌ تعانق الصراحة
نشرت قناة “روتانا خليجية” مقاطع تشويقية من حوارٍ جمع الإعلامي تركي العجمة بالمهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله، وهما يتناولا قضايا ساخنة: من خلافه القديم مع النصر، مرورًا بانتقاله المفاجئ للاتحاد، وصولًا إلى تقييمه الشخصي لزميله السابق كريم بنزيما.
وجاء أحد أبرز عبارات مهاجم الشباب الحالي كالصاعقة:
“إذا كان هو يرى نفسه كريم بنزيما… فأنا عبدالرزاق حمدالله”
قبل أن يختتم الجملة بابتسامةٍ من قلبه:
“ولو كان يعتقد أنه فيلسوفٌ في الملعب… فأنا موسيقي في صناعة الأهداف وترتيب الهجمات”.
ثقةٌ بالنفس تبلغ القمر السعودي
لم يكتف حمدالله بتلك المقارنة الجريئة، بل ذهب أبعد من ذلك حين اعتبر نفسه “الرقم 1” في الدوري السعودي، مؤكدًا:
“هناك عبدالرزاق، ثم يأتي اسمي مجددًا بعد ذلك”.
وأضاف:
“العروض كانت تأتي من دول خليجيةٍ وأوروبيةٍ أيضًا، لكنني اخترت الاستمرار هنا لأطرد شبح الهبوط والنحس، ولأن دوري روشن استحق أن أكون فيه الرقم الأول”.
وللفت الأنظار أكثر، عرض المهاجم المخضرم إحصائياته مع الاتحاد:
- 67 هدفًا و8 تمريرات حاسمة في 84 مباراة رسمية (من يناير 2022 إلى صيف 2024).
- تصدر قائمة هدافي دوري روشن في موسم 2022–2023 برصيد 30 هدفًا، متفوقًا على نجوم عالميين.
خلافٌ مع النصر وانتصارٌ للعدالة

أشار حمدالله إلى سرد قصة رحيله عن النصر بشيءٍ من المرارة، حيث قال:
“كُنتُ أرى الحب في قلوب جماهير النصر، لكن صداماتٍ داخل غرفة الملابس جعلتني أضطر للمغادرة، بعد أن اتهموني بسلوكياتٍ لا تمتّ لي بصلةٍ. وفي النهاية، عادت لي حقيقتي مع الاتحاد عبر بوابة الأهداف”.
وكانت قيادة النصر تلاحقه قضائيًا بعد فسخ عقده في نوفمبر 2021، بانتظار قرارٍ من لجنة الكفاءة المالية، قبل أن ينتقل “سيف الذيب” إلى صفوف الاتحاد في يناير 2022 ويُثبت أنه لا يُهزم في منطقة الجزاء.
“اتحاد القلوب” وخطوة الشباب الجديدة
مع انتقاله إلى نادي الشباب صيف 2024 بعقدٍ يمتد حتى يونيو 2027، أعاد حمدالله صياغة صورته كلاعبٍ لا يهاب المسميات الكبيرة. ففي موسم 2024–2025، سجّل للنصر 15 هدفًا مثّلت فارقًا كبيرًا في معركة البقاء، بعدما صعد “الليوث” إلى المربع الذهبي لأول مرةٍ منذ سنوات.
وفي ردٍّ على تحدٍّ أطلقه بعض الصحفيين حول قيمة صفقة الشباب، قال المهاجم المغربي:
“عندما تبحث عن الفوز والدرع، لا يهمك المال بقدر ما يهمك كيف تقهر المنافسين، وكيف تترك بصمتك في كل أهدافك. الشباب منحني فرصتي الثانية، وسأقدّم له أكثر مما تعتقدون”.
هل يستمر الجدل بعد الحلقة الكاملة؟

من المنتظر أن تطلق الإذاعة والحلقة الكاملة في الأيام المقبلة، لتكشف عن مزيدٍ من التفاصيل حول رأيه في قلة مشاركاته مع منتخب المغرب في المونديال 2022، وكيف استطاع تقبل الانتقادات وسجنها في سجل إنجازاته المحلية.
ويُتوقَّع أن تثير التصريحات الجريئة وضحكاته الثقيلة جدلاً واسعًا بين جماهير الاتحاد الذين اعتادوا عليه كهدافٍ لا يفرط في أي فرصٍ، وبين جماهير الشباب التي ستحاول دعم “ملك التهديف” في رحلته الجديدة. أما أعداءه فسيحاولون تصغير إنجازاته عبر هاشتاجاتٍ ساخرةٍ، لكن حمدالله بات يقود معركةً أكبر: “أن يكون الرقم 1 في السعودية، وألا يحتاج لصورةٍ مع غيره ليثبت وجوده”.
ختامٌ بميدانٍ واسعٍ
لا تزال كرة القدم السعودية تمرّ بتحولٍ تاريخيٍّ سريعٍ، تجمع فيه الأموال الضخمة مع الأسماء العالمية، لكن في النهاية، يظل لاعبٌ يمتلك الثقة المطلوبة قادرًا على قلب أي معادلةٍ. وستحفل الأيام المقبلة بردود الأفعال الرسمية – إن وُجدَت – من كريم بنزيما نفسه، وبين مجلسَي الاتحاد والشباب، على تصريحاتٍ خرجت من قلبٍ لا يعرف الخوف من رفع الصوت في تحدٍّ للمعتاد.