إشاعاتٌ عن صفقةٍ “عالمية”
طفت شائعاتٌ خلال الأسابيع الماضية تُفيد بأن الهلال وضع فيرنانديش على رأس قائمة أولوياته لتعزيز خط وسطه قبل انطلاقة الموسم الجديد في “دوري روشن”، مستغلاً التقارير التي تحدّثت عن رغبة مانشستر يونايتد في بيع عددٍ من لاعبيه لتلبية متطلبات الهيكلة المالية. وأشارت شبكة “ESPN” الأميركية إلى أن العرض السعودي قد يصل إلى 60 مليون يورو نقدًا سنويًا كراتبٍ للاعب، فضلًا عن مكافآتٍ سخيةٍ مقابل الأداء والظهور الإعلامي.
غير أن تقاريرٍ متلاحقةٍ من “مانشستر إيفيننغ نيوز” و”سكاي سبورتس” كشفت اليوم عن رفضٍ مُسبقٍ من فيرنانديش للرحيل، متبنيًا قرارًا صلبًا يرمي إلى البقاء تحت قيادة المدرب روبن أموريم، الذي استقطب احترامه عبر أسلوبه الشجاع في العودة إلى الدفاع الخطّي والضغط العالي.
تعود تفاصيل العلاقة بين فيرنانديش وأموريم إلى فترة صيف 2024، حين اختار مانشستر يونايتد الإبقاء على “محرّك” خط الوسط البرتغالي في فترةٍ استثنائيةٍ من الانتقالات، رغم العروض المغرية من أنديةٍ إيطاليةٍ وإسبانيةٍ. ووفق “بي بي سي سبورت”، فقد وجد فيرنانديش في فلسفة اللعب تحت قيادة أموريم مساحةً للتحرّر الهجومي مع التزامٍ تكتيكيٍّ صارمٍ، ما ساعده على تسجيل 19 هدفًا وصناعة 18 تمريرةٍ حاسمةٍ هذا الموسم في 52 مباراةٍ بجميع المسابقات، وهي أرقامٌ تُسلّط الضوء على دوره الرفيع في استعادة روح الفريق بعد سلسلةٍ من الانتكاسات القارية والمحلية.
علاقةٌ راسخةٌ مع أموريم

وعلى الرغم من استمرار الحديث عن “سوقٍ سعوديٍّ نشطٍ” يجمع بين الأسماء الأوروبية الكبرى، أكّد مصدرٌ مطلعٌ من داخل أولد ترافورد بأن فيرنانديش “أبلغ إدارة النادي بحسم موقفه قبل نهاية أبريل، وأنه لن يدخل في أي مفاوضاتٍ خارجيةٍ للانتقال”. وأفاد المصدر بأن اللاعب يرى في مشروع أموريم فرصةً نادرةً لإعادة بناء ثقة الجماهير والمنافسة على الألقاب، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
مانشستر يستعد لمصافحة العروض الأخرى
رغم تمسّك فيرنانديش ببقائه، لم يغادر ملف الإعارات والانتقالات إدارة “الشياطين الحمر”، إذ يدرس النادي عرضيْن من يوفنتوس وروما لضم كل من كوب ماينو وأليخاندرو جارناشو لتعزيز الجانب المالي والرياضي معًا. وفي الوقت نفسه، وضع أموريم خطةً تبقي على خطوط الدفاع والوسط صلبةً، مع احتفاظه بالنجم البرتغالي كمركزٍ أساسيٍّ لتعزيز السيطرة على الإيقاع وتمريرات “القدم اليسرى الخاطفة” التي عوّض بها فيرنانديش انقطاعه عن العطاء التهديفي في بعض المباريات الحاسمة.
مستقبلٌ ينتظر إشارة البداية من أولد ترافورد

يُفترض أن يظل عقد فيرنانديش مُمتدًّا حتى يونيو 2027، مع خيارٍ لتجديدٍ لموسمٍ إضافيٍّ بحسب بطاقة التسجيل الحالية. ويأتي موقفه الصريح قبل الاستحقاق الأوروبي المقبل، حيث سيلعب مانشستر يونايتد لقاء الإياب من نصف نهائي الدوري الأوروبي أمام أتلتيك بيلباو الخميس المقبل، عقب فوزٍ ذهابٍ 3–0 خارج الديار. ويأمل أموريم في أن يواصل الفاعل البرتغالي تألقه في صناعة الأهداف وربط خطوط الفريق، ليكون حجر الزاوية في مشروعٍ يُعيد للفريق لونه التنافسي في البطولات القارية.
ختامٌ يرفع سقف الطموح
بات من الواضح أن برونو فيرنانديش اختار مسار الإبقاء على مسيرته في أوروبا وتعميق ارتباطه بفلسفة النادي الإنجليزي على حساب المردود المادي المرتفع في السعودية. وتثبت هذه الخطوة أن قيمة اللاعب الفنية والنفسية في قلب تشكيلة مانشستر يونايتد تفوق بكثير أي عرضٍ ماليٍّ مغرٍ.
وللإشارة، فإن الخطوة التي أقدم عليها فيرنانديش وناديه قد تُشكل نموذجًا للاعبين آخرين يواجهون عروضًا خليجية وسعودية ضخمة، مؤكدةً أن الطموح الرياضي والارتباط بالمشروع التكتيكي للفريق يُعدان عاملاً أساسيًا في دمشق الكبار، لا يُشترى بالمال وحده.