
في تطورٍ مثيرٍ قلب الموازين في سوق المدربين قبل موسم 2025–2026، أعلن جوسيب باراندياران، وكيل أعمال المدرب الإسباني أندوني إيراولا، أن موكله يرفض تفعيل الشرط الجزائي البالغ 9 ملايين جنيه إسترليني (حوالي 45 مليون ريال سعودي) للخروج من عقده مع نادي بورنموث للانتقال إلى أي وجهة، رغم العروض المتتالية من الأندية السعودية وعلى رأسها الهلال. كيف وصل الأمر إلى هنا، وما الأسباب التي دفعت إيراولا للتمسك بالبريمييرليج؟
اتصالات نارية من السعودية وهروب إيراولا من “الإغراء”
بحسب تصريح باراندياران لصحيفة “الرياضية”، تلقى إيراولا اتصالات عديدة رسمية من أندية الدوري السعودي الممتاز، التي تسعى لتعزيز قيادتها الفنية بمدرب صاحب مسيرة صاعدة ومناهج تطويرية مُثبتة. وكان الهلال الأبرز بين المهتمين، في خطوة تأتي في إطار حملة الأندية الخليجية لضم كوادر تدريبية أوروبيّة متميزة.
غير أن وكلاء إيراولا لم يترددوا في وصف هذه العروض بـ”الجادة”، مؤكدين أن قيمة البند التعجيزي في عقده مع بورنموث تسمح له بفسخ العقد فورًا، والرحيل لأي مكان يشاء
العنصر
التفاصيل
نطاق الشرط الجزائي
9 مليون جنيه إسترليني (≈45 مليون ريال سعودي)
مدة العقد المتبقية
حتى 30 يونيو 2026
الوجهات المطروحة
الهلال السعودي وأندية أخرى في دوري روشن للمحترفين
رأي الوكيل
“بإمكاننا تفعيل البند والرحيل فورًا، لكننا لا نريد ذلك"
قرار حاسم.. السعادة بالبريمييرليج تغلق الباب

رغم قيمة الشرط الجزائي التي تجعل من انتقال إيراولا إلى السعودية أمرًا في متناول اليد، شدد باراندياران على عدم وجود “أي نية للتغيير في الوقت الحالي”، لافتًا إلى أن المدرب الإسباني سعيد تمامًا باستمراره في الدوري الإنجليزي الممتاز. وجاء في تصريح الوكيل:
“أندوني يشعر بالراحة والثقة في مشروع بورنموث، ولا يرى أي سبب يدفعه لتفعيل البند. التواجد هنا يمنحه حرية تنفيذ أفكاره التكتيكية بعيدًا عن ضغوط انتقالٍ كبير.”
هذا الموقف يعكس استقرارًا نفسيًا وفنيًا لدى إيراولا، الذي اختبر قوة المنافسة في “البريميرليج” على رأس القيادة الفنية لفريق شاب يصارع من أجل البقاء، فحول بورنموث إلى قوة دفاعية متماسكة وفريق ضاغط على الخصوم.
خريطة مسيرة المدرب الإسباني قبل بلوغ عتبة الإنجليز
• 2018 – 2019 | أيك لارنكا (قبرص): أول تجربة أخوضها إيراولا في عالم التدريب، حيث بدأ في دوري أقل تنافسية، لكنه وضع حجر الأساس لفهمه للفلسفة الأوروبية.
• 2019 – 2020 | ميرانديس (إسبانيا): تجربة ميدانية في دوري الدرجة الثانية، أظهر خلالها قدرة على تطوير لاعبين شباب وإخراج أفضل ما لديهم.
• 2020 – 2023 | رايو فاييكانو (إسبانيا): صعد بالفريق إلى اللا ليغا، ثبّت موقعه كمدرب تكتيكي ناجح، ولفت الأنظار بأسلوب اللعب الهجومي المتوازن.
• يونيو 2023 – حتى الآن | بورنموث (إنجلترا): دخوله البريميرليج كان تحديًا حقيقيًا، لكنه حافظ على فريقه في الصفوف الوسطى بالتركيز على الانضباط الدفاعي والضغط العالي.
هذه الرحلة المتدرجة من قبرص إلى إنجلترا أكسبت إيراولا خبرةً واسعة في إدارة الفرق الصغيرة والمتوسطة، ووضعت اسمه على خريطة الأندية الراغبة في مدربٍ قادرٍ على صنع شخصية فنية متميزة.
الهلال يتنفس الصعداء ويبحث عن بديل

مع إعلان وكيل إيراولا تمسّكه بالمشروع الإنجليزي، باتت إدارة الهلال السعودية أمام معضلةٍ جديدة لإنهاء مهمة البحث عن مدرب أجنبي يضمن الاستقرار الفني للفريق. وقد كشفت مصادر مقربة أن أسماءً أخرى باتت قد طرحت بقوة على طاولة التفاوض:
• جوليان ناجلسمان (لايبزيغ سابقًا)
• إيمري غارسيا (سولدادو الحالي)
• كريستوف غالتير (ليفربول – المدير الفني المقترح سابقًا)
وتسارع اللجنة الفنية الزرقاء الزمن لتوقيع عقد جديد قبل بداية معسكر الإعداد الصيفي.
لماذا يُصر إيراولا على البريميرليج؟
1. فرصة لتطبيق المنهجية كاملةً: في بورنموث، يملك حريّة أكبر لاختبار أفكاره التكتيكية وتطوير اللاعبين بلا ضغوط ميزانيات كبيرة.
2. التحدي التنافسي: الدوري الإنجليزي يقدّم له فرصًا مستمرة لقياس الأداء أمام الأفضل، ما يعزّز من سمعته التدريبية.
3. استقرار عائلي وشخصي: يعيش إيراولا مع عائلته في جنوب إنجلترا منذ عامين، وارتبط بجذور محلية وعلاقات طيبة مع لاعبيه وإدارة النادي.
خاتمة تفتح آفاقًا جديدة
مع إغلاق الباب رسميًا أمام انتقال إيراولا للهلال أو أي دوريٍ آخر، يشهد سوق المدربين صراعًا محتدمًا بين المشاريع الطموحة والفرص الفنية. مدربٌ بحجم إيراولا وجد منصّة انطلاقٍ في “البريميرليج” ليصقل خبراته، بينما تبحث الأندية السعودية عن نجمٍ تدريبي جديد يعوض الفائت. وفي انتظار الإعلان عن اختيارٍ جديد للزعيم الهلالي، سيظل قرار إيراولا بالتمسك بعقده علامةً قويةً على رغبته في كتابة قصة نجاحٍ متكاملة في إنجلترا قبل التفكير في مغامرات قارية أخرى.