لابورت يواجه مصيراً مجهولاً في النصر بعد خلافه مع بيولي

خلفيات الأزمة

لم تكد أصداء خسارة النصر أمام الاتحاد (2-3) تتلاشى حتى انتشرت تقارير تشير إلى أن المدافع الإسباني إيميريك لابورت لن يخوض ما تبقى من المباريات هذا الموسم مع “العالمي”. الخلاف الدائر حالياً بين صاحب الخبرة الكبيرة والمدرب الإيطالي ستيفانو بيولي أخرج اسمه من قائمة مواجهة الكلاسيكو أمام العميد، وسط تسريبات تؤكد أن المسألة تتجاوز أسباباً فنية بحتة.

تحذير وجملة مفادها “لا تظن نفسك فوق الفريق”

استبعاد لابورت من لقاء الاتحاد، الذي شهد هدف الفوز للضيوف في الوقت بدل الضائع، أثار مفاجأة كبيرة لدى متابعي الدوري السعودي، خصوصاً أن اللاعب خاض 69 مباراة رسمية مع الفريق منذ انتقاله في صيف 2023 قادماً من مانشستر سيتي، وسجل خلالها 9 أهداف وصنع تمريرة حاسمة. في البداية، عاد أهل الرياضة إلى التصريحات الصحافية التي أشارت إلى قرار فني اتخذه بيولي لتعزيز المرونة التكتيكية أمام هجوم الاتحاد. ولكن سرعان ما كشف الإعلامي متعب الهزاع في برنامج “نادينا” عن وجهة نظر مختلفة، مؤكدًا أن سبب الاستبعاد يعود إلى “إشكالية شخصية” تتعلق بأسلوب تعامل لابورت مع توجيهات المدير الفني.

اتهم الهزاع المدافع الإسباني بالتراخي في احترام هيكلية الفريق والانشغال بترتيبات انتقال لاحق إلى أوروبا. وأوضح: “لابورت يجب أن يعي حجم مشروع الدوري السعودي والاهتمام العالمي المتزايد به. لا يجوز أن يشعر بأنه أعلى من النادي الذي جلبه بمقابل مالي ضخم”. تأتي هذه التصريحات لتضع اللاعب تحت ضغوط إضافية في ظل ما يُتردد عن رغبة مارسيلما في ضمه بصفقة انتقال حر الصيف القادم، خاصة بعد حصوله على جائزة أفضل لاعب دفاعي في كأس أمم أوروبا 2024 مع منتخب إسبانيا.

احتمالية الرحيل ترتفع… والراتب يعيق ريال مدريد

ذكرت بعض المصادر الصحفية الأوروبية أن مارسيليا باتت تُجري اتصالاتٍ مكثفة مع وكيل لابورت لضمه في الميركاتو المقبل، فيما أشارت إذاعات فرنسية إلى أن المفاوضات وصلت إلى 90% من الاكتمال. في المقابل، يعود اهتمام ريال مدريد بضم إيميريك إلى حاجته الملحة لتعزيز الخط الخلفي، لكن راتبه الضخم في الرياض يشكل عائقاً أمام خطوة التعاقد، إذ يفضل النادي الملكي إتمام صفقته بلا قيمة انتقالية. هذا الواقع دفع إدارة النصر إلى وضع شرطٍ جزائي مرتفع في عقده الممتد حتى 2026.

أرقام وإنجازات تُشوّش المشهد

يُعد لابورت أحد أبرز المدافعين الأوروبيين في العقد الأخير، بفضل تنوعه بين اللعب كقلب دفاع أو كظهير أيسر عند الضرورة. تألقه مع مانشستر سيتي وساهم في تتويجهم بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، ثم أظهرت مشاركاته مع إسبانيا في “يورو 2024” أنه لا يزال عند مستوى المنافسات الكبرى. لكن النجاح لا يمنع أن الخلاف على الأرض وبين الأربعة خطوط قد يطيح بمسيرة إنسانية ومهنية بدأت بإشادة نجوم البريميرليج.

بيولي ورؤيته التكتيكية… وإدارة الأزمات

يُعرف عن ستيفانو بيولي اعتماده على الانضباط التكتيكي والتوزيع الدقيق للأدوار في الملعب. في النصر، تبنّى الإيطالي أسلوب الضغط المرتفع وبناء الهجمات من العمق، مع ضرورة تحرك الجميع داخل المستطيل الأخضر. هذه الرؤية تتطلب تناغماً جماعياً، وقد رأى المدرب أن لابورت، رغم خبرته، يرفض الانصياع التام للخطط المتغيرة خلال المباريات، خصوصاً عند التراجع للدفاع أو التحول السريع للهجوم، وهو ما خلق شرخاً في علاقتهم.

كيف سيؤثر غياب لابورت على النصر؟

1. النقص في الخبرة الدفاعية: يضيف المدافع الإسباني توازناً بفضل قراءة المباريات وتمركزه الذكي. غيابه قد يعرض النصر لمطبات أمام فرق وسط الجدول أو الصغرى التي تعتمد على الهجمات المرتدة.
2. تأثير على المعنويات: رحيل قائد بحجم لابورت عن التشكيلة يرسل رسالةً للاعبين الآخرين تفيد بأن أي خلاف قد يُفقدهم حق المشاركة. وهذا قد يخلّف جوّاً من القلق داخل غرفة الملابس.
3. فرص الاستعداد للصيف: إذا استمر الوضع على ما هو عليه، قد يعلن النصر رسمياً نهاية عقد لابورت مبكراً، ما يمكّنه من اللحاق بعجلة الانتقالات الأوروبية الصيفية مبكراً وتجنيب النادي دفع راتبٍ ضخم.

أمام لابورت فرصة أخيرة

لا يزال الموسم الجاري يضم مباريات حاسمة للنصر في دوري المحترفين السعودي وكأس الملك. ومحطة نهائي الكأس قد تكون فرصة للتصالح مع الجماهير وإظهار التزام كامل بإرث “العالمي”. أما في الدوري، فالتنافس على المراكز المتقدمة يعطيه مساحةً لتصحيح المسار قبل نهاية تعاقده. وعلى المستوى الشخصي، يبقى القرار النهائي في يد اللاعب لإما تصحيح العلاقة مع بيولي وتفادي مغادرة مبكرة أو المضي في فصل جديد من مسيرةٍ ستشهد تحولاً كبيراً للغاية.