خريف 2022 يتكرر في الأفق
في موسم 2021–2022، عاش جمهور الاتحاد مأساة لن تُنسى، عندما كان العميد على بُعد خطوات قليلة من انتزاع درع دوري روشن السعودي للمحترفين، قبل أن يطيح به الهلال في الجولات الأخيرة بصورة درامية أشبه بالكابوس. ومع بقاء أربع جولات على ختام الموسم الحالي والفارق الذي لا يتجاوز ست نقاط بين الاتحاد والهلال، يعود رعب ذلك السيناريو السيئ ليطل برأسه من جديد، وسط معركةٍ مزدوجة تنتظر العميد: سباق الدوري وضغط نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام القادسية.
قبل ثلاث سنوات، كان الاتحاد يتصدر الترتيب بفارق مريح قبل خمس جولات من الختام، لكنه خسر نقطتين ثمينتين بالتعادل واضعف فرصه بانتصارٍ واحدٍ فقط في تلك المباريات، فيما انتفض الهلال لتحقيق أربعة انتصارات متتالية، ليتوج أخيراً باللقب (الرياضية). هذا التاريخ المؤلم لا يزال محفوراً في ذاكرة الجماهير الصفراء، التي ترى اليوم مشهداً مماثلاً، لكن هذه المرة الفرصة سانحة للتدارك.
ماذا تبقى للعميد؟
مع بقاء 12 نقطة فقط للاتحاد هذا الموسم، فإن أي هدرٍ لأكثر من ثلاث نقاط سيقلب المعادلة لصالح الغريم الأزلي، خاصة إذا واصل الهلال ملاحقته بلا أخطاء. وفي حال سقوط العميد في تعثرٍ جديد، سيتحول الفارق إلى نجمتين ساخنتين تذكّره بقدرة الهلال على قلب الموازين حتى الرمق الأخير (صحيفة الرياضية).
نهائي الكأس: اختبار طموحٍ وانتقامٍ

قبل الخوض في الجولات الأربع، يواجه الاتحاد خصماً ليس بالسهل في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين: القادسية. ورغم أن تاريخ “العميد” يملأ خزائنه بلقب الكأس أربع مرات، فإن “العبور” إلى درع الكأس هذا الموسم لن يكون مفروشاً بالورود. لقد أثبت القادسية قدرته على مفاجأة الكبار، سواء على صعيد الأداء الدفاعي الصلب أو التنظيم التكتيكي المدروس (الشرق الأوسط الرياضية)، ما يجعله عقبة حقيقية أمام اتحادٍ يعتزم التتويج محلياً بعد جفافٍ طويل.
الهلال يخوض المعركة الأخيرة
أما الهلال، فيدرك جيداً أن بطولة الدوري تمثل أمله الوحيد هذا الموسم، بعد خسارته في الكأس وخروجه المبكر من دوري أبطال آسيا. لذا، سيقاتل لاعبو “الزعيم” حتى الدقيقة الأخيرة من كل مباراة، سعياً لاستغلال أي تعثرٍ للاتحاد وتقليص الفارق قبل الجولة الختامية. وفي ظل جاهزيةٍ فنية وإصرارٍ جماهيري هائل، فإن الهلال لا يرغب في الخروج خالي الوفاض من موسمٍ شهد استثماراتٍ ضخمة في الصفقات والهيكلين الإداري والفني (أخبار 24).
مخاوف فنية في معسكر الاتحاد
لم يخلُ أداء الاتحاد في لقاء الكلاسيكو الأخير ضد النصر من علامات الاستفهام، ولا سيما على مستوى التنظيم الدفاعي والضغط على حامل الكرة. إذ ظهر ارتباك بين دانيلو بيريرا وعبد الإله العمري في التمركز أمام المهاجمين، فيما عانى الظهيران مهند شنقيطي وحسن كادش من صعوبة في التغطية وتحديد الأولويات. وأدى ذلك إلى استقبال هدفين في الشوط الأول، كاشفاً عن ثغراتٍ قد يستثمرها المنافسون في الجولات القادمة (الرياضية).
من جانب آخر، برزت قدرة النصر على خنق مفاتيح اللعب في وسط الملعب، وخاصة منع تنقل الكرة بين حسام عوار ونغولو كانتي، إضافة إلى التضييق على تحركات كريم بنزيما خلف المدافعين. ومع معرفة المنافسين المُسبقة بنقاط قوة الاتحاد، فإن التحدي المقبل يقتضي تنويع مصادر الخطر، من خلال الدفع بلاعبين قادرين على تغيير الإيقاع وإجبار الخصم على إعادة حساباته.
سيناريو الأسوأ: كيف يتجنبه العميد؟

- التركيز على المباريات الأربع المتبقية: لا مجال للتفريط في أي نقطة. يتوجب على سونا وموسى ديابي وعبد الرحمن العبّود الحفاظ على صلابة الخط الهجومي، وتوفير متابعة دقيقة لتوزيع التمريرات الحاسمة.
- حسم نهائي الكأس مبكراً: التتويج بلقب الكأس يعطي دفعة معنوية هائلة قبل المراحل الحاسمة من الدوري، ويخفف الضغط عن اللاعبين.
- تعزيز الجبهة الدفاعية الفنية: من خلال إعادة تركيب شراكة بيريرا–العمري وتقليل المسافات بين خطوط الدفاع والوسط، وتوظيف بدائلٍ سريعة تحسباً للإصابات والإيقافات.
- استثمار عمق الدكة: استغلال اللاعبين المعارين والعائدين من الإصابات لمنح دورانٍ تراتبي دون المساس بصلابة الفريق.
ختامٌ مشوب بالتوتر
حينما تدخل كرة القدم مرحلة الصراع على اللقب، يصبح كل خطأ أشبه بانزلاق في هاويةٍ لا نهاية لها. وبين شبح موسم 2021–2022، وضغط نهائي الكأس، ودافع الهلال المتلهف، يرسم الاتحاد ملامح موسمه الأخير في دوري روشن السعودي. ويبقى السؤال الأبرز: هل سينجح العميد في تحويل كوابيس الماضي إلى حكاية انتصارٍ جديدة، أم سيمنح الهلال فرصةً أخيرة لكتابة نهاية درامية في الأربع جولات المقبلة؟