وصفٌ لمسيرة الزعيم في الجولات الأخيرة
في أجواء تتسم بالتحدي بعد موسمٍ امتدّت فيه تقلبات الأداء محلياً وقارياً، بثّ الأمير الوليد بن طلال، العضو الذهبي في نادي الهلال، رسالة طمأنينة لجماهير “الزعيم” بأن الأيام القادمة ستحمل عودةً إلى البطولات الكبيرة، رغم إشارات رحيل رئيس النادي فهد بن نافل التي أطلقها الأخير بعد الخروج المبكر من دوري أبطال آسيا.
يخوض الهلال رحلة مجنونة في سباق دوري روشن السعودي للمحترفين، إذ جمع حتى الآن 65 نقطة وضعته في المركز الثاني بفارق ست نقاط عن الاتحاد المتصدر، مع تبقّي أربع مراحل قبل نهاية الموسم. وعلى الرغم من توديع مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين من دور الثمانية، ومن ثم الخروج من نصف نهائي دوري أبطال آسيا بخسارةٍ قاسية أمام الأهلي الإماراتي بواقع 3-0، إلا أن الأمل يبقى قائماً بين أروقة النادي.
بكلماتٍ معبّرة بدأ الأمير حديثه في حلقةٍ من برنامج “يا هلا”، قائلًا:
“الهلال حقق في السنوات الست الماضية تحت قيادة فهد بن نافل بطولاتٍ لا يُستهان بها، بما يزيد على 17 لقباً، وبلَغ وصافة بطولة العالم للأندية”.
هذه الأرقام ترجمت قوة المشروع الرياضي والإداري الذي حدده مجلس الإدارة منذ صيف 2019، خاصة مع توالي الألقاب في الدوري والكأس والسوبر محلياً، إلى جانب ثنائية دوري الأبطال الآسيوي 2019 و2021.
قراءة في إشارة بن نافل الأخيرة
سبق أن أعاد فهد بن نافل صياغة خطاب الخروج من معترك آسيا بدافعٍ عاطفي، حين اختلطت دموعه بكلماتٍ ألمحت إلى احتمال عدم استمراره في موقعه: “اليوم انتهت ثقتي بنفسي، وربما لا أكمل المسيرة”. ورغم أن تلك العبارة أثارت جدلاً داخل الشارع الرياضي السعودي، إلّا أنها لم تحجب الصورة الكبرى التي رسمتها إدارة الهلال لمرحلة ما بعد 2025.
رسالة الاستقرار والتحفيز
حرص الوليد بن طلال على أن يكون صوته مصدراً للثقة لدى الأنصار، مؤكداً:
“مثلما تقول أم كلثوم في أغنيتها الخالدة (غدًا ألقاك)، فلن نترك إرث الهلال يتلاشى. لا يهمني أي جمهور حول العالم، فقلبي مع الزعيم فقط، وسأقف إلى جانبه دوماً”.
هذا التوظيف الفني للكلمات الكلاسيكية ساهم في إضافة بُعدٍ عاطفي إلى الرسالة، وربما يقصد به تقديم دفعة معنوية قبل المواعيد الحاسمة في الدوري.
جردٌ سريع للبطولات المحلية والقارية

على مستوى الألقاب المحلية، تُوِّج الهلال بلقب كأس السوبر السعودي مطلع الموسم بعد الفوز على الفيصلي (1-0) في كأس الدرعية، بالإضافة إلى أن الفريق احتل موقع الوصافة في كأس الملك. قاريًّا، تضاف إنجازات 2019 و2021 في دوري أبطال آسيا إلى سجل النادي، رغم خيبة أمل الخروج الأخير أمام “الفرسان الحُمر”.
الخطة الصيفية ورهان الاستمرار
تتجه الأنظار حالياً إلى سوق الانتقالات الصيفي، حيث سيشكل قرار فهد بن نافل المرتقب عاملَ حسمٍ لمسار المشروع. فالثبات الإداري سيمنح الجهاز الفني بقيادة إيغور تاراسوف الفرصة لتقديم تقييم شامل لخيارات الصفقات ودراسة تدعيم الصفوف في جميع الخطوط. وتشير المصادر إلى رغبة الأمير الوليد في دعم الخزينة المالية للنادي بما يواكب طموحات المنافسة على الألقاب الثلاثة: دوري روشن، كأس الملك، ودوري الأبطال الآسيوي.
تحذيرٌ ضمني لأندية روشن
لا غموض في نبرة الوليد بن طلال حين أرسل إنذاراً خفياً للمنافسين: “استعدوا لموسمٍ مختلف. الهلال لم يتحقق من كامل إمكاناته بعد، وسيعود أقوى”. تأتي هذه الجملة بمثابة تحدٍ مباشر لكل الأندية التي تنوي تضييق الخناق على صدارة الدوري، خصوصاً الاتحاد والفيصلي والشباب، الذين أبدوا مستويات متباينة طوال الموسم.
أثر رسائل الطمأنينة على الجماهير

لاقت تصريحات الأمير تجاوباً كبيراً بين أنصار الهلال على منصات التواصل، حيث بدت علامات التفاؤل واضحة في التعليقات التي تداولت مقاطع من الحلقة. بعض الجماهير شبهت هذه اللحظة بـ”قصة شعب ألقى شعلته في الليالي المعتمة”، معتبرين أن الدعم المالي والإعلامي الفعال من رموز النادي يشكّل جدار أمان للعبة كرة القدم في العاصمة.
خطوات لاحقة قبل الحسم
- حل الملف الإداري: إعلان رسمي عن استمرار فهد بن نافل أو تسليمه مهامه إلى خليفة مضبوط.
- خطة فنية مُجدّدة: تحديد أولويات التعاقد مع لاعبين مهرّبين على المنافسات الآسيوية، ودعم ألعاب وسط الميدان بدقة.
- التواصل الجماهيري: تنظيم لقاءات مفتوحة بين الإدارة والأنصار لاستطلاع الرأي وتفعيل دورهم في مسيرة الدعم.
- استراتيجية إعلامية: إطلاق حملة وسمية (#الهلال_قادم) لتعزيز الروح المعنوية قبل الجولات الحاسمة.
ختاماً
في نهاية المطاف، تظل كلمة الوليد بن طلال بمثابة شرارة أمل في مسيرة الهلال، الذي يسعى لتعويض خيبة الأبطال الآسيويين بإنهاء الدوري المحلي في الصدارة، وربما العودة لمنصة التتويج القارية. الأيام القليلة القادمة ستحمل إجابات واضحة عن اتجاه إدارة “الزعيم” ومستقله، لكن المؤكد أن المعركة على البطولات ما زالت ذات نكهةٍ استثنائية في سماء الرياض.