سلسلةٌ من الإهدارات النارية… رونالدو يتحدى جدار الخليج ويغازل الكرة الساخرة!

في واحدةٍ من الأمسيات التي يثبت فيها الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو قدرته على قلب المعادلات بلا خوفٍ من الإخفاق، قاد النجم المتجدد النصر إلى فوزٍ صعبٍ أمام الخليج بنتيجة 2-0 في الجولة الثالثة والثلاثين من دوري روشن السعودي، لكنه منحنا سلسلةً من الإهدارات المذهلة قبل أن يسجل بركلة جزاءٍ حاسمةٍ ويُطلق تغريدةً ساخرةً اعترافًا بليالي “الكرة العنيدة”. 
اوراق المباراة والأحداث الكبرى 
شهد استاد “مرسول بارك” تنافسًا متكافئًا في شوطٍ أولٍ أظهر تفوق النصر على منطقة الوسط، لكن الخليج صمد دفاعيًا أمام هجمات الدون، واعتمد على المرتدات السريعة. 
• الدقيقة 44: انفرد رونالدو بحارس الخليج مصطفى ملائكة، راوغ المدافع الأيمن ببراعةٍ، لكنه اختل توازنه في لحظةٍ حاسمةٍ فأرسل الكرة بعيدةً عن المرمى. 
• الدقيقة 65: نال الدون ركلة جزاءٍ إثر عرقلةٍ داخل المنطقة، لكن ضربة حديديةٍ سددها هذه المرة بجوار القائم الأيمن، ليعتذر لجماهير النصر وسط تصفيقٍ مُحبطٍ. 
• الدقيقة 73: استغل جون دوران مساحةً في اليسار، فمرر عرضيةً أرضيةً إلى رونالدو داخل المنطقة، إلا أن تسديدةً قويةٍ ذهبت بجوار القائم رغم خلو المرمى تمامًا. 
• الدقيقة 90+7: عاد رونالدو ليتأكد من قدرته على حسم اللقاء، فترجم ركلة جزاءٍ ثانيةٍ بنجاحٍ إلى هدفٍ قاتلٍ منح النصر ثلاث نقاطٍ ثمينةٍ في صراع المربع الذهبي. 
“ليلةٌ لم ترغب فيها الكرة في الدخول”… تغريدةٌ تكشف روح الدون 
بعد صافرة النهاية، كسر البرتغالي حاجز الرتابة الصحفية بمزيدٍ من روح الدعابة على “إكس” (تويتر سابقًا)، حين غرّد:

 
“إحدى تلك الليالي التي لم ترغب فيها الكرة في الدخول… حتى دخلت.” 
هذه الكلمات – البسيطة والذكية – تحولت سريعًا إلى وسمٍ رائجٍ بين جماهير الكرة السعودية والعالمية، إذ عبّرت عن فلسفة الدون في تحويل الإخفاقات إلى قصصٍ يُفرّج بها عن ضغوط المباريات. 
اعتذارٌ أمام جماهير الملكي… اعترافٌ بالخطأ 
لم يمر إهدار ركلة الجزاء الأولى مرور الكرام؛ فقد خرج رونالدو بعد المباراة ليوجّه اعتذارًا صادقًا لجمهور النصر، قائلاً في تصريحاتٍ نقلتها “إس إس سي”: 
“أنا آسف لجماهير النصر على الإهدار، لكني كنت مصرًا على التعويض. وهذه هي كرة القدم… أحيانًا تؤلمك، وأحيانًا تُنقذك.” 
وعلى الرغم من تراجعه الواضح في بعض اللقطات الفردية التي اعتاد الأسطورة على حسمها بسهولةٍ، أكّد بقوّةٍ أن الخبرة والتحدي هما سرّ استمراره في الملاعب رغم بلوغه 39 عامًا. 
الإحصائيات الصادمة… هل كسرت “لعنة ميسي”؟ 
خلال مواجهة الخليج، ارتفع رصيد رونالدو من الإهدارات الصريحة في دوري روشن إلى 11 فرصةً واضحةً ضاعت في 13 مباراةً، ما يضعه في صدارة قائمة أكثر اللاعبين إهدارًا للفرص في المسابقة. وقد سخر البعض من المقارنة بينه وبين ليو ميسي، قائلاً إن الدون حقق “اللقب الزيارة” لكنه دفع ثمن “اللقب السلبي” على صعيد المحاولات. 
ردود فعل الجماهير والإعلام 
• جماهير النصر: تباينت ردود الأفعال بين من رفض الإخفاقات بالرغم من الفوز، ومن اعتبر أنّ الدون “يدفع الثمن طبيعيًا لسنّه” وأن الأهم هو حسم النتائج. 
• وسائل الإعلام: أبرزت “الجزيرة الرياضية” قدرة رونالدو على “الانسحاب من سوء الأداء قبل أن يستعيد براعته من نقطة الجزاء”، فيما أكدت “الرياضية” أن الفوز جاء بفضل تركيز اللاعبين الشبان وخبرة الدون.

 
كيف قرأ المدرب رونار المشهد؟ 
أشار خوسيه إيرناندو رونار مدرب النصر إلى “شخصية الدون التي لا تعرف الاستسلام” في المؤتمرات الصحفية، وقال: 
“رونالدو يُجيد الانطلاق في اللحظة الأخيرة. هو قائدٌ حقيقي”، مؤكّدًا أنّ الفريق استفاد من شخصيته القيادية لتجديد النشاط الدفاعي والهجومي حتى صافرة النهاية. 
الآفاق المقبلة… تحديات “النصر” والصقر البرتغالي 
مع بقاء جولةٍ نهائيةٍ أمام الفيحاء وسفرٍ إلى كأس العالم للأندية، على النصر الحفاظ على “منظومة النتائج” رغم إهدارات الدون القياسية. أما كريستيانو، فسيواجه اختبارًا أكبر أمام أبطال العالم؛ حيث سيتم تسليط الضوء على قدرته على إنهاء المباريات بثباتٍ وهدوءٍ أمام مرمىٍ لا يقبل التراخي. 
في نهاية المطاف، تظل مواجهة الخليج ليلةً خالدةً في ذاكرة الدوري السعودي؛ شاهدنا فيها كيف يُمكن للأسطورة أن يكسر الإخفاق بالضحكة، ويؤكد أنّ العظمة ليست في النتيجة الصافية فحسب، بل في روح “اللاعب الذي لا يستسلم” الذي يملك شجاعةً للاعتراف بأخطائه أمام العالم.