انطلاقة البرتغالي جوزيه جوميز مع الفتح
وافق المدرب البرتغالي جوزيه جوميز على تحمل المسؤولية الفنية في فريق الفتح في منتصف الموسم الجاري، مستجيبًا لدعوة الإدارة التي كانت بحاجة ماسة لإنقاذ الفريق من شبح الهبوط. تصاعدت التوقعات بعد أن كان الفتح يقبع في المركز قبل الأخير، وبحوزته 6 نقاط فقط من 13 مباراة ابتدائية. ومع تولي جوميز المهمة، شهد الأداء تحسنًا ملحوظًا؛ فقد حقق الفريق 23 نقطة من 15 مواجهة تحت قيادته، بانتقال سريع من قاع الترتيب إلى المركز الثالث عشر برصيد 29 نقطة، مبتعدًا عن مناطق الهبوط بأربع نقاط.
الرحيل المفاجئ من الزمالك وإثارة الجدل
سبقت الخطوة المفاجئة انتقال جوميز من الزمالك إلى الفتح سلسلة من التطورات، إذ اختار المدرب دفع الشرط الجزائي في عقده مع “الأبيض” ليتفرغ لتحدٍ جديد في الدوري السعودي. جاء هذا الأمر في توقيتٍ كان فيه الزمالك ينافس بقوة في بطولة الكونفيدرالية الأفريقية وكأس الرابطة المصرية، مما أثار غضبًا لدى إدارة وجماهير القلعة البيضاء التي اعتبرت السلوك مؤشرًا على انعدام الالتزام بالمرحلة الحاسمة.
الرد الفتحاوي: دعابة تكتيكية وشعار تاريخي
“قوميز يا مدرسة … تكتيك وفن وهندسة”
لم يتأخر حساب “الفتح” الرسمي على منصة “X” (تويتر سابقًا) في الرد على الهجوم الأبيض، فكتب تغريدة ساخرة: “قوميز يا مدرسة … تكتيك وفن وهندسة” اقتباسًا وتحويرًا لشعار جماهير الزمالك “زمالك يا مدرسة … لعب وفن وهندسة”. وأضفت هذه اللمسة الطريفة بعدًا فكاهيًّا للموقف وأظهرت ثقة الفريق السعودي في قدرات مدربه الجديد.
لقطة الصورة: مشجع فتحاوي بقميص الزمالك

وسط أجواء الاحتفال بفوز الفتح على الاتحاد “متصدر دوري روشن” لأول مرة منذ 80 يوماً، التقطت عدسات المصورين لقطة نادرة لمشجع فتحاوي يرتدي قميص الزمالك الأبيض وهو يشارك زملاءه الفتحاويين الفرحة. نشر النادي السعودي الصورة مع تعليق “عودة العلاقات” وإشارة مباشرة إلى حساب الزمالك الرسمي. وانتشرت اللقطة بسرعة عبر منصات التواصل وفُسرت على أنها دعوة للتفاهم واحترام متبادل بين الناديين بعد فترة من التوتر.
من الفشل إلى الانطلاقة: أرقام تدعم جوميز
أثبت جوميز أنه قادر على قلب المعادلات، فقبل وصوله كان الفتح على بعد مباراة من الصدارة… لكن من أسفل. وبعد الانطلاقة الجديدة، سجل الفريق تحت إدارته الفنية أربعة انتصاراتٍ متتاليةٍ، بينها انتصاره الأبرز على الاتحاد. ويستند نجاح جوميز إلى اهتمامه بتنظيم الخطوط الدفاعية أولًا، ثم الدفع بحيوية الأجنحة إبداعًا في المرتدات السريعة؛ ما صعّب مهمة كبار الدوري السعودي أمام فريقٍ كان يُعدّ مرشحًا للهبوط.
الزمالك بلا جوميز: متغيرات وضغوط متزايدة
على الجانب الآخر، وجد “القلعة البيضاء” نفسه أمام تركةٍ فنية مثقلة بالتوقعات بعد رحيل جوميز. وتواصلت النتائج المخيبة؛ إذ ودع الفريق بطولة الكونفيدرالية من دور الثمانية، ولم ينجح في تجاوز دور المجموعات في كأس الرابطة المصرية، كما تراجع ترتيبه إلى المركز الثالث في الدوري المحلي. لجأ مجلس الإدارة للاستعانة أولًا بالمدرب السويسري كريستيان جروس، ثم أقاله سريعًا ليلجأ إلى البرتغالي جوزيه بيسيرو، في محاولةٍ لتثبيت واستقرار المستوى قبل نهايات الموسم.
انعكاسات الصداقة المفاجئة على المناخ الرياضي

تؤكد الحلقة الأخيرة من الأحداث أن كرة القدم ليست مجرد نتائج وأرقام، بل إرث من العلاقات والتفاهمات الثقافية. ولربما حملت لقطة المشجع الفتحاوي بقميص الزمالك رسالةً أعمق عن ضرورة احترام التقاليد وتشجيع الانفتاح في عالم الرياضة. فبعد الأزمة، بدا المشجعون من الجانبين أكثر رغبة في التكاتف ووضع الخلافات جانبًا من أجل صورةٍ إيجابيةٍ لكرة القدم في المنطقة.
توقعات متباينة للمستقبل القريب
في موعدٍ ربما يكون حاسمًا خلال الموسم، لا يزال أمام الفتح فرصة للحفاظ على نتائجه الإيجابية، بينما يضع الزمالك نصب عينيه معادلة الاستقرار الفني قبل الانخراط في الحسم المحلي والأفريقي. ويعتبر كلا الناديين الموسم الحالي نقطة تحوّل: الأول لتأكيد قدرته على البقاء في الصفوة بفضل بشائر جوميز، والثاني لاستعادة نغمة الانتصارات وترتيب الأولويات في ظل تغييرات متكررة على مقاعد البدلاء.
بين ميدان المنافسة وضجيج الجماهير، تظل كرة القدم معرضةً لصراعاتٍ انفعاليةٍ وأيضًا لفرص بناء جسورٍ جديدة. وقد يثبت فصل الفتح وزمالة الزمالك أن لعبة المستديرة قادرة على جمع الأطراف بعد كل صدام، عبر لقطة حظيت بابتسامةٍ عريضةٍ من جمهورٍ لَم يظن يومًا أن يشهد مثل هذه اللحظة بين لونين أسطوريين في عالم الرياضة العربية.