انهيار قاتل وأنغام الحلم المؤجل
لم يستسلم النصر رغم الهدفين المبكرين للضيوف، فبادر البديلون بإحياء الأمل في الشوط الثاني. سجل البرتغالي دانيلو بيريرا الهدف الأول من ركلة ثابتة رائعة في الدقيقة 58، قبل أن ينجح المحترف المغربي عبد الرزاق حمد الله في معادلة النتيجة عند الدقيقة 72 بضربة رأس مستغلاً ركنية متقنة. غير أن الأمل بدا هزيلاً مع الهدف الثالث الياباني بعد تباطؤ دفاعي واضح، ليعلن حكم المباراة نهاية الحلم النصراوي قبل أن يستوعب الجميع الدرس القاسي.
في أعقاب صافرة النهاية
نشر الهداف البرتغالي الكبير كريستيانو رونالدو عبر حسابه الرسمي في “إكس” (تويتر سابقًا) تغريدة لُخوص المشاعر، جاء فيها:
“أحيانًا يضطر الحلم إلى الانتظار. فخور بهذا الفريق وبكل ما بذلناه على أرض الملعب. شكرًا لجماهيرنا العظيمة التي آمنت وساندت في كل لحظة. دعمكم يصنع الفارق.”
تعكس كلمات رونالدو حكمة مدرب وقائد، واعٍ بأن طريق الأمجاد يمر بمنعطفات مؤلمة قبل بلوغ الهدف المنشود. هذه التغريدة لاقت تفاعلًا واسعًا بين الجماهير النصراوية والعربية، إذ تداولها الآلاف مع تعليقات تشيد بعزيمة الفريق وأخرى تدعو لبذل المزيد من الجهد في الموسم المقبل.
سابقة الصمت المتعمّد… لابورت يختفي رقميًا
على النقيض من مشاركة رونالدو العاطفية، لفت المدافع الإسباني إيميريك لابورت الأنظار بتصرف خطير لا يقل غرابة عن نتيجة المباراة نفسها. عقب دقائق من هزيمة الفريق، عمد لابورت إلى إغلاق حسابه الشخصي في “إكس” بشكل مفاجئ، مع إبقاء متابعة الحسابات التي يحظى بها أصدقاؤه فقط. لم يصدر المدافع الدولي أي بيانٍ أو توضيح، ما أثار موجة من التكهنات حول دافعه لهذا القرار.
يربط بعض المتابعين خطوة لابورت بهجوم شرس تعرّض له عبر المنصات الرقمية بعد تراجع مستواه في مباراة النصر، خصوصًا في الهدفين الأولين؛ حيث بدا غائبًا عن التغطية والتواصل مع شريكه في المحور، ما سمح للاعبي كاواساكي باستغلال ثغرات واضحة. ورأى محللون أن لابورت ربما لجأ لهذا الأسلوب كوسيلة للاعتكاف المؤقت عن ضجيج الانتقادات وشحن شحنات ذهنية إيجابية بعيدًا عن الضغط الإعلامي.
انعكاسات الإقصاء على الموسم النصراوي

بخلاف الخروج الآسيوي، يواصل النصر مطاردته لصدارة الدوري السعودي وتقلباته في كأس خادم الحرمين الشريفين، حيث يعتمد فريق المدرب البرتغالي روي فيتوريا على الأداء الهجومي السريع. ومع ذلك، تبرز الحاجة الملحة إلى تدعيمات دفاعية وسط الحديث عن ضم قلب دفاع أجنبي جديد، تحسبًا للرحيل المحتمل للاعبين مثل بيتي مارتينيز وجوليانو في نهاية الموسم.
كما يُتوقع أن يشهد الصيف المقبل مراجعة عقدية مع بعض المحترفين وتقييم المشاركة الآسيوية في ضوء خروجه المخيب، لضمان إعادة بناء ثقة الجمهور. وتطرح صحف “ماركا” و”موندو ديبورتيفو” الإسبانية فكرة استقدام مدرب متخصص في المنافسات القارية يتفهم خصوصية دوري أبطال آسيا، بعدما بات المدربون الأوروبيون في كثير من الأحيان يفتقدون الإلمام بمتطلبات السفر الطويلة والارتفاعات الجوية.
دروس مستفادة وانطلاقة جديدة
تظل المنازلة أمام كاواساكي بمثابة رادع ذهني لنجوم النصر، يدعوهم للصمود في المباريات الحاسمة والتعامل مع مفردات الضغط الجماهيري والقاري. وفي حديثٍ مع القناة الرسمية للنادي، أكّد حمد الله أن “الفريق سيعود أقوى. هذه الهزيمة ليست نهاية الحلم، بل محطة نتعلم منها وننطلق بعدها لتحقيق بطولات جديدة داخليًا وخارجيًا”.
على الجانب الإداري، يُرتقب أن يعقد فيتوريا جلسة تقييم شاملة مع اللاعبين بدءًا من الأداء الفردي وحتى التكتيكي، مع تجهيز برنامج إعداد بدني ونفسي لكسر حاجز الضغط في المباريات الحاسمة. وبالتوازي، سيعمل النادي على تعزيز البنية التحتية للمعسكرات الخارجية والاستشفاء السريع عبر التعاقد مع أخصائيين عالميين.
مستقبل الجماهير ورؤية جديدة

يبقى دعم الجماهير النصراوية الشعلة الأهم لاستمرار مشروع النادي الملكي في المنطقة، كما وصفها رونالدو، لذا من المتوقع تنظيم سلسلة من الفعاليات الصيفية واللقاءات المفتوحة مع اللاعبين لمشاركة المخططات المستقبلية وإعادة بناء الثقة. هذه اللمسة الجماهيرية قادرة على ترجمة “صمت لابورت” إلى حماس جماعي يملأ استاد “مرسول بارك” بلوحات التفاني والولاء.
في النهاية
يظل الحلم النصراوي في استعادة أمجاد القارة الآسيوية قاب قوسين أو أدنى، شرط أن يتعلم الفريق من مآسي هذا الموسم ويحوّل الانتظار إلى حافزٍ يدفعه لتحقيق المجد المقبل على الأصعدة كافة.