رحيل جيسوس وبداية عهد الشلهوب
أصدر مجلس إدارة نادي الهلال، عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، بيانًا يوضح فيه اتفاقه مع المدرب جورجي جيسوس على إنهاء التعاقد، مثمنًا "الجهود التي بذلها الجهاز الفني كاملًا منذ الموسم الماضي". وجاء في البيان أيضًا: "قرر المجلس تكليف المدرب الوطني محمد الشلهوب لقيادة الدفة الفنية للفريق الأول في منافسات دوري روشن السعودي".
يشتهر جيسوس بأسلوبه التكتيكي الصارم وقدرته على حصد الألقاب، لكنه لم يتمكن من إسعاد جماهير الهلال بتحقيق البطولة الآسيوية هذا الموسم، بعد خسارة نصف النهائي أمام الأهلي بهدف مقابل ثلاثة. وهو ما دفع الإدارة لإعادة ترتيب أوراقها سريعًا عبر إسناد المهمة إلى أحد أكثر اللاعبين أسطورة في تاريخ النادي.
المحطة الدولية الأولى: دعوة دعم غير متوقعة
لم تمر سوى ساعات قليلة على إعلان الهلال، حتى تصدّر خبر تولي الشلهوب قيادة الفريق اهتمام الحساب الرسمي لمانشستر يونايتد باللغة العربية، والذي كتب: “تهانينا لمشجع يونايتد الأول في السعودية الكابتن محمد الشلهوب”. بهذه الكلمات البسيطة، عبّر النادي الإنجليزي العريق عن تقديره للعلاقة الخاصة التي تربط أسطورة الهلال وناديه الإنجليزي المفضل.
يُذكر أن الشلهوب لطالما أبدى ولاءً غير خافٍ لمانشستر يونايتد، فتواجد أكثر من مرة في مدرجات أولد ترافورد، وشارك متابعيه بصوره وهو يرفع شعاره في مناسبات عدة. كما نشر النادي الإنجليزي، قبيل يومين، تغريدة وداعية عند إعلان اعتزاله اللعب في 2018، كتب فيها: “كفيت ووفيت”، مما يدل على الاحترام المتبادل بين الطرفين.
خلفية تاريخه الزاهر في الأزرق

محمد الشلهوب، الذي قضى أكثر من 17 عامًا بين صفوف الهلال كلاعب وسط مبدع، يعد واحدًا من أكثر اللاعبين تحقيقًا للألقاب في تاريخ الكرة السعودية؛ حيث تُوّج بالعديد من ألقاب الدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين ودوري أبطال آسيا، إضافة إلى السوبر السعودي والخليجي.
وتمتاز مسيرة الشلهوب بانضباطه التكتيكي وقدرته على صناعة اللعب، إذ كان يلعب أدوارًا متعددة بين المحور والارتكاز وظهر بمستوى مميز في الكلاسيكيات ضد النصر والشباب.
بعد أن اعتزل اللعب رسميًا في مايو 2018، انخرط الشلهوب في العمل الإداري والتدريبي داخل أكاديمية الهلال، ثم انضم للجهاز الفني تحت قيادة خورخي جيسوس كمدرب مساعد. وخلال هذه الفترة، اكتسب خبرة واسعة في التعامل مع لاعبين كبار وصغار، وتعلم فلسفة المدرب البرتغالي التي تعتمد على تنظيم الخطوط والضغط العالي.
تحديات المرحلة الانتقالية

تسلم الشلهوب المهمة الفنية خلال فترة حرجة يمر بها الهلال، إذ يسعى للحفاظ على صدارة دوري روشن السعودي والمنافسة على لقب البطولة، فضلًا عن استعادة الثقة الجماهيرية بعد الإخفاق القاري.
ومن المتوقع أن يعتمد على التكامل بين نجوم الخبرة مثل سالم الدوسري وكاريكيو وغياب النجم المغربي سالم عطَّاوة في بعض اللقاءات لإعطاء الفرصة للشباب.
وأمام الشلهوب أيضًا اختبار مهم في كيفية إدارة غرفة ملابس تضم أسماء ذات شخصيات قوية، بالإضافة إلى مواجهة فرق مثل الاتحاد والرياض والوحدة التي تسعى للانقضاض على أي هفوة من الهلال. كما تنتظر الفريق مواجهات ساخنة في دورَي الثمانية والنصف النهائي لكأس الملك، ما يستوجب تحضيرًا نفسيًا وفنيًا عالي المستوى.
أثر الدعم الدولي على مهمته
تهنئة مانشستر يونايتد تمثل دفعة معنوية كبيرة للشلهوب، إذ تؤكد أن مسيرته كلاعب وتوجهه الشخصي لم يكن سرًا على أكبر الأندية الأوروبية.
ويعزز هذا الدعم الشعور بالمسؤولية نحو تحقيق نتائج إيجابية يليق باسمه وباسم الهلال، كما قد يمنحه مزيدًا من الثقة أمام الجماهير والإعلام المحلي، لاسيما وأن أسلوبه التدريبي لم يُختبر من قبل في إدارة فريق كبير مثل الهلال.
نظرة مستقبلية
مهما كان قرار إدارة الهلال النهائي بشأن المدير الفني المقبل، فإن تجربة الشلهوب المؤقتة ستظل محطة مهمة في مسيرته التدريبية.
نجاحه في هذه الفترة القصيرة قد يفتح له أبوابًا أكبر لتولي مهام دائمة في المستقبل، سواء في ناديه الأم أو مع فرق أخرى في الدوري السعودي.
ختامًا
حتى يختتم الشلهوب مهمته المؤقتة، يترقب جمهور الهلال أولى مبارياته تحت قيادته أمام أندية متوسطة الترتيب، قبل الانخراط في معارك الدوري وكأس الملك.
وبينما يعول عليه الجميع في الحفاظ على استقرار النتائج، فإن رسالته الأساسية ستكون الحفاظ على هوية الزعيم والتأكيد أن الأسطورة قادرة على الإبداع ليس فقط كلاعب، بل كمدرب يرتدي ألوان الهلال.