تفاصيل القرار وأسبابه
قبل أقل من أسبوع على قمة الجولة الثلاثين من دوري المحترفين السعودي، قرر الفرنسي لوران بلان، مدرب نادي الاتحاد، الابتعاد تماماً عن خوض المباريات الودية والتركيز على حصص التدريب الداخلي لمواجهة النصر. يأتي هذا القرار في إطار حرصه على الحفاظ على لياقة لاعبيه وخوض أدوار تشكيلية دقيقة بدلاً من المجازفة بإصابات محتملة تُفسد تحضيرات الفريق للمباراة المفصلية. أوضحت صحيفة "اليوم" السعودية أن بلان رفض خوض أي ودية خلال فترة الاستعداد، مفضلاً تجهيز لاعبيه من خلال منهجية تعتمد على المناورات التكتيكية داخل معسكر النادي. وقال مصدر مقرب من الطاقم الفني:
«التركيز سيكون على تصحيح الأخطاء التكتيكية وتحسين التناغم بين الخطوط، بعيداً عن أي عامل قد يتسبب في الإرهاق أو الإرهاصات العضلية».
ويأتي هذا التوجه بعد أن لاحظ المدرب الفرنسي خلال المراحل الأخيرة من الموسم أن الوديات لا تحاكي مستوى المباريات الرسمية بالشكل الكافي، فضلاً عن احتمالية تعرض الحارس مارسيلو غروهي أو أي من لاعبي الارتكاز لإصابات غير متوقعة قد تؤثر بشكل مباشر على آمال "العميد" في الحفاظ على الصدارة.
الحالة الفنية والوضع في جدول الترتيب
يتصدر الاتحاد ترتيب المسابقة برصيد 68 نقطة بعد نهاية الجولة التاسعة والعشرين، بفارق ثماني نقاط عن أقرب ملاحقيه. وعلى الجانب الآخر، يحتل النصر المركز الثالث برصيد 60 نقطة، ويملك مباراة مؤجلة أيضاً، مما يجعل مواجهته أمام الاتحاد فرصة لتقليص الفارق وربما قلب الطاولة على الصدارة. ويسعى بلان، الذي تولى القيادة الفنية للأصفر والأسود في بداية الموسم، إلى تعزيز الصورة الدفاعية للفريق على أمل استغلال مواطن القوة الهجومية التي يقدمها الثنائي رومارينهو والفرنسي بافيتيمبي جوميز. وفي هذا السياق، يرى المدرب أن المناورات الداخلية كافية لرصد جاهزية كل لاعب وتحديد أفضل تشكيلة يمكن الاعتماد عليها.
انطباعات اللاعبين واستراتيجية التحضير
خلال الأيام القليلة الماضية، أجرى لاعبو الاتحاد تدريبات مزدوجة، اشتملت على تمارين بدنية صباحية تحت إشراف الجهاز الفني والطبي، يليها مساءً حصة كرة تتخللها تقسيمات تكتيكية صغيرة ركزت على الضغط العالي والدفاع المنظم. وأشاد المدافع يحيى الشهري بالجهود قائلاً:
«المنهجية تتيح لنا التركيز على التفاصيل التي تحدث فارقاً داخل أرض الملعب، وأشعر أننا أصبحنا أكثر انسجاماً كفريق واحد».
من جهته، شدد لاعب الوسط سيسلوك لوبو على أهمية عدم تشتيت الانتباه بالوديات الخارجية التي قد لا تضيف جديداً:
«ما نحتاجه الآن هو تعزيز التفاهم وليس اختبار مستويات منافسين قد يختلفون جذرياً عن طبيعة التعامل مع خصم بحجم النصر».
معطيات خاصة بمواجهة النصر

ستُقام المباراة في السابع من مايو على ملعب الأول بارك، وهو لقاء قد يشكل منعطفاً حاسماً في مسار البطولة. ويخوض النصر منافسة شديدة هذا الموسم، إذ يتجه ابتداءً من الغد لخوض نصف نهائي دوري أبطال آسيا النخبة أمام كاواساكي فرونتال الياباني. ومع اعتماد المدرب روي فيتوريا على خطة هجومية متوازنة، فإن الاتحاد مطالب بالرد على سرعة الأطراف وتصرفات جوناثان سوريانو والمهاجم الأرجنتيني لوتارو مارتينيز، بهدف تأمين النقاط الثلاث والثبات في القمة.
السجل التاريخي وأهمية اللقاء
تُعد مواجهات "العميد" و"العالمي" من أهم الكلاسيكوهات في الدوري السعودي، وسبق أن حسم فريق الاتحاد بعض هذه اللقاءات في مناسبات عدة، آخرها في موسم 2022–2023 حين انتهى اللقاء لصالح الاتحاد بهدفين دون رد. ومع تقارب مستوى الأداء هذا الموسم، تبدو التوقعات مفتوحة على أكثر من سيناريو، خاصة مع تراجع نسق الإصابات وانتعاش الحالة البدنية في صفوف الاتحاد.
خلاصة التحضيرات

بتجاهل الوديات والاعتماد على المناورات الداخلية، يسعى لوران بلان إلى ضمان أعلى درجات التركيز وتحضير اللاعبين ذهنياً وفنياً قبل المواجهة الحاسمة مع النصر. وقد أثبت هذا النهج نجاحه من قبل مع مدربين كبار، إذ يوفر بيئة محكومة بالجدية والتنافسية الداخلية دون الوقوع في فخ المباريات النمطية التي لا تعكس احتكاك الدوري. وستتضح ملامح خطة بلان التكتيكية عند انطلاق صافرة اللقاء في 7 مايو، ليكشف بعدها مدى فاعلية الخيارات التي تم تجهيزها خلال الأسابيع الماضية.