من “جواربي” إلى “العلم الأحمر والأسود”
انتقل توني هذا الصيف إلى صفوف القلعة الحمراء في جدة، قادمًا من برينتفورد الإنجليزي، في صفقة أثارت جدلًا محليًا ودوليًا نظرًا لقيمة العقد ونوعية المسابقة الجديدة المسماة دوري أبطال آسيا للنخبة. لكن ما لم يتوقعه أحد أن اللاعب، الذي طوى صفحة الدوري الإنجليزي برصيد متواضع من التهديف الموسم الماضي، سيُسطِّر اسمه بمداد من ذهب في الأدوار القارية في القارة الصفراء، حينما سجل ستة أهداف وصنع اثنين في طريق الأهلي إلى اللقب التاريخي أمام كاواساكي الياباني.
“عروضه الآسيوية” تُطير العقل
خلال النهائيات، بدا توني كمن يلتهم المساحات ويبتلع المساحات، فانتقل من مهاجم يبحث عن بصمات إلى مهاجم يصنع الفارق في كل تحرك. ووفقًا للمصادر نفسها، أرسل مسؤولو توخيل تقارير مشفوعة بوثائق الإحصائيات ولقطات تحليلية لصانع الأهداف الإنجليزي، مع مقاطع تظهر تجاوب لاعبي المنتخب الإنجليزي مع أسلوبه في بناء الهجمة من العمق. لم يمضِ سوى أسبوعين على تتويج الأهلي باللقب القاري حتى فوجئ الجميع بإدراج رقم توني في القائمة الأولية التي أعلنها “السير” الجديد لـ"الثلاثة الأسود".
انقلاب في ترتيب المهاجمين
كان من المعتاد أن يضم منتخب إنجلترا مهاجمين بارزين من أمثال هاري كين وداروين نونيز وغيرهم من الأسماء التي صنعت مجد “بريمرليغ” ودوري أبطال أوروبا. بيد أن توخيل، الذي قاد من قبل بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان وتشيلسي، لديه مقياس مختلف للأداء يعتمد على التوازن التكتيكي والقدرة على الاندماج في خطة الفريق سريعًا. الاختيار الذي اعتبره البعض “انقلابًا تكتيكيًا” لم يكن وليد صدفة، بل جاء بعد “جلسات مشاهدة” مدتها شهر كامل لمباريات دوري المحترفين السعودي وبطولة الأندية الآسيوية.
لماذا أثار القرار هذه الضجة؟
تأتي هذه الخطوة في وقتٍ يتهيأ فيه المنتخب الإنجليزي لخوض جولات تصفيات يورو 2028، وستُختبر بها شخصية اللاعبين الجدد أمام جزر فارو، كوسوفو وإيطاليا في سلسلة من التحديات الصعبة. ضم توني يُشير إلى أن المركز الضيق في خط الهجوم لن يُعطى لمجرد الاسم أو الرصيد التاريخي، بل لمن يظهر “قدرة هجومية فورية” في معترك المباريات. قرار توخيل فتح الباب أمام نقاش واسع حول استبعاد مهاجمين تقليديين والتحول إلى مواهب تكتسب زخماً في منافسات أقل شهرة وفق أوزان أوروبا.
ردود الأفعال في الإعلام والجماهير
مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت فور إعلان القائمة؛ فالمثبتات التي تُبرز لحظات تسجيل توني للأهداف في جدة تصدرت الترند الإنجليزي، فيما احتدم النقاش بين مؤيدٍ يرى أن اللاعب وصل إلى “ذروة جاهزيته الفنية”، ومعارضٍ يبرر أن مستوى دوري آسيا لا يقاس بمعايير “البريمرليغ” الصارمة. وفي الغالب، اعتُبرت هذه الخطوة رسالة توخيلية إلى نجوم إنجلترا الأساسيين مفادها: “الأداء هو الحكم الأخير”.
إلى أين يتجه “ملك الإنجازات الآسيوية”؟
بعد استدعائه الأول، سيخضع توني لبرنامج متكامل مع الطاقمين الطبي والفني، يشمل اختبارات لياقية خاصة بمعدلات السرعة والانطلاق، إلى جانب تدريبات تكتيكية تُحاكي أسلوب توخيل في الضغط العالي وبناء الهجمة من الخلف. هذه التجربة الدولية الأولى قد تمهد له ظهورًا كبيرًا في دوري أبطال أوروبا إذا نجحت خططه مع الأهلي، وتفتح له آفاقًا شرطية للاحتراف مجددًا في أوروبا بمستوى أعلى.
آفاق الموسم القادم مع “الثلاثة الأسود”
سيركز توخيل على دمج مهاجمين لديهم قدرات مختلفة: من التهديف من العمق إلى الانطلاق خلف المدافعين، مرورًا بتثبيت المهاجم الصريح وأدوار الـ"فاكيشن" لصانع الألعاب خلفه. وجود توني في القائمة يضاعف خيارات الضغط على المنافس ويخلق فرصًا مزدوجة أمام الدفاعات المغلقة. ورغم أن اختباراته الدولية ستبدأ بلقاءات ضعيفة الترتيب على الورق، فإنها ستكون بمثابة “بروفة حية” لتقييم مدى سرعة اندماجه وتأقلمه مع النظام الجديد.
ختامًا:
يواجه توخيل تحديًا مزدوجًا: نجاحه في قيادة “الثلاثة الأسود” لاعتلاء عرش أوروبا مجددًا، وقدرته على تخريج جيل ثانٍ مستعد للصراع على البطولات. ومع انضمام توني غير المتوقع، يكفي أن تضغط على زر “تشغيل” لتتابع كيف سيحول مهاجم جدة تجربة آسيوية نادرة إلى منصة لإطلاق مسيرة دولية تحمل شعارٍ واحد: “أداء بلا حدود”.
