البداية الصادمة وتألق فيرنانديز
من اللحظات الأولى، دخل تشيلسي بهمةٍ هجوميةٍ عاليةٍ تحت قيادة مدربه ماريسكا، فأطلق البرازيلي الثنائي بيلينجهام وفيرنانديز نموذجًا للضغط المُكثف على حامل الكرة، مما أثمر عن هدفٍ مبكرٍ في الدقيقة الثالثة: استلم فيرنانديز كرة عرضية من ريس جيمس، وتلاعب بقلب دفاع ليفربول قبل أن يُسكنها الشباك بقوةٍ عاليةٍ.
وقد أشاد محللو “ماركا” و“موندو ديبورتيفو” بسرعة انتقال تشيلسي من الدفاع للهجوم، ما مفاجأ رجال يورغن كلوب.
- إحصائيًا: نسبة استحواذ تشيلسي في العشر دقائق الأولى بلغت 55%.
- التسديدات: 4 على المرمى مقابل اثنتين لليفربول.
- دقة التمرير: 89% للاعبي البلوز مقابل 83% لليفربول.
سيطرة كاسحة وتعديل مبسط للتماسك
بعد التقدم المبكر، توزعت الكرة في منتصف الملعب بين فيكايو توموري وباوليستا في الدفاع، وبدأت ثنائيات ممتدة بين فينغر وسيلفا في قلب “المعقل”، ما حال دون تمكن ثلاثي هجوم ليفربول “صلاح–ماني–فينيسيوس” من إطلاق مفاتيح الهجمات المرتدة.
اعتمد تشيلسي على التحول السريع عبر جيمس وبنينغ، قبل أن يسدد أوسكار هدفًا ملغيًا بداعي التسلل في الدقيقة 20 بعد تمريرةٍ قاتلةٍ من كول بالمر.
دفع ذلك كلوب لتبديلٍ مبكرٍ بدخول كيتا بدلاً من فابينيو (د.27)، بهدف استعادة العمق في وسط الملعب، لكنه لم يستطع منع صلابة الجبهة الأمامية لتشيلسي التي واصلت استيطان نصف ملعب ليفربول.
خطأ قاتل وأهداف حاسمة

مع انطلاق الشوط الثاني، اندفع ليفربول بحثًا عن تعديل النتيجة، إلا أن اندفاعه كلفه هدفًا إضافيًا في الدقيقة 56. إذ حاول غاريث كوانساه إبعاد كرةٍ عرضيةٍ أرضيةٍ داخل منطقة الجزاء، لكنها اصطدمت بقدمه وسكنت المرمى عن طريق الخطأ، معلنة الهدف الثاني لصالح تشيلسي.
لم يكن أمام يورغن كلوب سوى الدفع بدييجو جوتا بدلًا من لوفتوس-تشيك للحاق بالركب الهجومي وإنعاش الخط الأمامي، فيما رأى ماريسكا في ذلك الوقت فرصةً لتعزيز التشكيل دفاعيًا بإشراك كونور غالاخر بدلًا من كونور رودجرز في الدقيقة 65.
تقليص الفارق وإطلاق العنان لكورتوا
استفاق “الريدز” أخيرًا بهدف فاجئ الجميع سجله المدافع فيرجل فان دايك في الدقيقة 85، بعد ركلة ركنيةٍ هزّت الشباك بتسديدةٍ رأسيةٍ متقنة.
غير أن هذا الهدف لم ينهِ معنويات البلوز، الذين أبقوا على تماسكهم الدفاعي حتى الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع، حين احتسب الحكم ركلة جزاءٍ لصالح تشيلسي إثر عرقل جودنكو داخل المنطقة، ترجمها كول بالمر بهدوءٍ إلى الهدف الثالث، وختم على فوزٍ سيبقى ذا ثقلٍ كبيرٍ في مسيرة الفريق نحو العودة إلى دوري أبطال أوروبا.
لم يقتصر دور كورتوا حارس البلوز على صدِّ هجماتٍ خطيرةٍ فحسب، بل بادله الدفاع ثقةً عاليةً في تأمين مرماه وسط ضغطٍ هائلٍ من ليفربول، ما عكسه معدل الإنقاذات (7 تصدِّياتٍ بينها 3 متقنة) وفقًا لتقييم “أوبتا”، ليكون رجل اللقاء الأول.
تبعات فنية وجماهيرية قبل جولة الختام

بعكس احتفالات ليفربول الرياضية التي تهيأت للاحتفال بفوزه باللقب الأسبوع الماضي، فرض تشيلسي أجواءً أخرى في غرب لندن تُذكّر بأن المعركة لم تنته بعد.
- ترتيب الدوري: تعادل تشيلسي مع نيوكاسل بفارق الأهداف في المركز الرابع.
- فارق النقاط: نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي صاحب المركز الثالث.
- الجولة الأخيرة: ستتحدد المراكز الحاسمة عبر مواجهات تشيلسي ضد برايتون، ونيوكاسل ضد ليفربول، وسيتي ضد آرسنال.
على الصعيد الجماهيري، اكتظّت مدرجات ستامفورد بريدج بالألوان الزرقاء البيضاء، وانتشرت هتافات دعمٍ صاخبةٍ تُطالب الإدارة بتمديد عقد أنطونيو روديغير وضم صفقاتٍ تعزز العمق الفني قبل انطلاق سوق الانتقالات.
في المقابل، غادر مشجعو ليفربول الأنفيلد محبطين من الأداء، رغم رفدهم بصيحاتٍ تشجيعيةٍ في لندن أكدت قوة الروح التي يستمدها “الريدز” من مسيرتهم الحافلة بالإنجازات.
دروسٌ مستفادةٌ والخطوات المقبلة
- ضبط الأجنحة: تبرز فاعلية جيمس وبنينغ في صناعة الفرص، ما يفرض على ليفربول معالجة هشاشة الجناحين عبر استعادة أنماط ضغط فينيسيوس وصلاح.
- التحكم في الوسط: فرض تشيلسي سيطرة وسطٍ قويةٍ بفضل سيموندز وفيرنانديز، وهو ما يحتاجه “الريدز” أمام خصومٍ كثرٍ في الختام.
- تكثيف التهديف الجماعي: أثبت البدلاء شريانًا جديدًا عند ماريسكا، فيما افتقر ليفربول التنويع في معول الهجوم بعد خروج مبابي وفيرجين دَير فان دايك المصاب.
ختامًا: هل يعود تشيلسي إلى أمجاد أوروبا؟
رغم أن ليفربول لا يزال في الصدارة بفارق مريح، فإن هزيمته أمام تشيلسي كانت بمثابة تحذيرٍ مبكّرٍ من أنه لن يكون الطريق سهلاً في الجولة الأخيرة. أما تشيلسي، فبرهن أن لديه القوة والروح اللازمة لإحياء آماله الأوروبية، وأن معركة المراكز العليا ستظل مشتعلة حتى اللحظات الأخيرة.