أعلنت صحيفة بيلد الألمانية أن إدارة نادي باير ليفركوزن وافقت مبدئيًّا على رحيل مدربها الشاب تشابي ألونسو صوب صفوف ريال مدريد، مقابل غرامة مالية لا تقل عن 10 ملايين يورو. يأتي ذلك في ظل الضغوط التي تواجهها كتيبة الميرينغي عقب بداية متذبذبة في الموسم الحالي، ما دفع القيادة الرياضية للاستعداد لاستبدال الإيطالي كارلو أنشيلوتي ببديل صاحب خبرة ميدانية متجددة.
أسباب رغبة الريال بتعيين ألونسو
1. انتصارات متتالية في الدوري الألماني:
قاد ألونسو فريق ليفركوزن للفوز بلقب البوندسليغا للمرة الأولى في تاريخ النادي، مبرهنًا قدرته على إدارة طموحات كبيرة على مستوى الخطط التكتيكية والتغيير أثناء المباريات.
2. رؤية هجومية متوازنة:
يعتمد الأسلوب الذي يقدمه المدرب الباسكي على تنظيم دفاعي محكم مع اندفاع وسط ميدان نشط، مما يماثل فلسفة النادي الملكي في الاعتماد على الضغط العالي وبناء اللعب من الخلف.
3. جاذبية الخطط الحديثة:
يلقى أسلوبه استحسان الجماهير بعد الأداء المبهر ضد كبار أوروبا، ما يرفع من عامل التسويق والعائدات الإعلامية حال اعتماد الرياضة الحيّة على سماته.
تفاصيل الشرط المالي
بحسب المعلومات المتداولة في بيلد، رفض ليفركوزن فكرة السماح بالرحيل دون مقابل مناسب. فقد ألزم المدربين السابقين ببنود تجعل التعاقد يستوجب دفع ما لا يقل عن عشرة ملايين يورو كحد أدنى، وهو مبلغ يعتبر معقولًا مقارنة بحجم الإنجازات التي حققها المؤشر الفني ألونسو.
"رغم أننا سعداء بما قدمه تشابي، إلا أن النادي لا يُغض الطرف عن الاستثمار الذي ضخه في تأهيله وتطوير بنية الفريق. الشرط المالي يعكس قيمة المدرب وقيمة المؤسسة في آنٍ معًا"، صرح المدير الرياضي سيمون رولفس.
عقد يمتد حتى صيف 2026
ينتظر أن تستفيد رئاسة ريال مدريد من بند فسخ يحدده عقد ألونسو المبرم مع ليفركوزن حتى يونيو 2026، والذي يتيح فتح باب المفاوضات مع النادي الألماني لتخفيض المطالب المالية. لكن رغبة الأندية الكبرى في الظفر بخدماته دفعت السعر نحو الأعلى، لا سيما مع المنافسة الشرسة لعدد من الأسماء المطروحة على طاولة الانتقالات الصيفية استعدادًا للموسم المقبل.
أزمة ضيق الوقت قبل كأس العالم للأندية
من أبرز العوائق التي قد تعترض صفقة التعاقد حالة رحيل أنشيلوتي في نهاية الموسم. فالميرينغي سيجد نفسه أمام تحدٍ تمثل في ضيق الوقت، إذ لا يفصل بين تاريخ إعلان الإقالة - المتوقّع قبل 31 مايو - وانطلاق مباراة نصف النهائي في كأس العالم للأندية ضد الهلال السعودي سوى أقل من 24 يومًا. وقد يفرض ذلك تسريعًا في حسم الصفقة أو التفكير بالتعاقد مؤقتًا مع مدرب داخلي لضمان الانسجام قبل البطولة.
سيناريوهات المفاوضات المحتملة
1. تخفيض الغرامة:
قد يتم اللجوء إلى مفاوضات موازية تشمل وعدًا بنسب من عوائد البث الإعلاني الخاصة بليفركوزن أو عقد شراكات تسويقية بين الناديين لتقليل القيمة النقدية المباشرة.
2. إعارة مع خيار شراء:
اقترح بعض الخبراء فكرة إعارة ألونسو لفترة انتقالية قصيرة قبل تفعيل بند الشراء النهائي، ما يتيح تقييمه داخل أروقة سانتياجو بيرنابيو ويخفف الضغط المالي على الريال مؤقتًا.
3. انضمام مساعد من ريال مدريد:
قد يرفق الريال في العرض اسم مساعد تكتيكي من بين موظفيه لإظهار حسن النية أمام الإدارة الألمانية، ما قد يساعد في التفاوض على السعر.
ردود جماهيرية وإعلامية
تزايد الحديث في الصحف الإسبانية عن استعداد مشجعي الميرينغي لترحيب حار بالمدرب الباسكي، لا سيما بعد الفشل النسبي في حصد الألقاب القياسية التي اعتادها النادي بمدينة مدريد. وفي ألمانيا، انقسمت الآراء بين مَن يرى أن ليفركوزن قدم تنازلاً قيّمًا، وبين من يعتبر أن بيع ألونسو بسعر "مقبول" قد يفتح الباب أمام اندلاع نكسة فنية للفريق الموسم المقبل.
الخلاصة
يبقى التحدي الأكبر أمام ريال مدريد حسم ملف المدير الفني القادم قبل نهاية الموسم الحالي، مع ضرورة إيجاد صيغة تلائم رغبة ليفركوزن في الحصول على المقابل المالي، وطموح تشابي ألونسو الشخصي بقيادة أكبر فريق في القارة الأوروبية. والحسم في هذه القضية سيتوقف بالدرجة الأولى على قدرة إدارة الميرينغي على تسريع المفاوضات ودفع قيمة البند الجزائي، أو ابتكار عروض بديلة ترضي الطرفين قبل انطلاقة البطولة الدولية المقبلة.
