يدخل ليفربول مواجهة توتنهام هوتسبر مساء الأحد على ملعب الأنفيلد، في إطار الجولة الرابعة والثلاثين من الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو يتربّع على قمة الترتيب بفارق أربع نقاط عن مانشستر سيتي الوصيف، ليكون قد قرب خطوة تاريخية نحو التتويج بلقبه العشرين في البطولة.
مسؤوليةٌ لا تُختصر في النقاط
تنبّه سلوت في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم إلى حجم الضغوط المحيطة بالفريق، وقال: "لا ننسى أن آخر مرة حقق فيها النادي لقب الدوري كانت في ذروة جائحة كورونا، حين توّجنا في يونيو 2020 رغم الظروف الصعبة. الجميع يتطلع صوب الأنفيلد في المواجهة المقبلة، لكننا ندرك تمامًا أن مهمتنا لا تقتصر على حصد النقطة المطلوبة، بل على الطريقة التي نؤدي بها المباراة". وأضاف: "نريد أن نمنح الجماهير احتفالًا يليق بإنجازٍ عظيم، لكن البداية تكون من اللعب بتركيزٍ كاملٍ على أرض الملعب والسيطرة على إيقاع اللقاء".
قراءة سلوت لديناميكيات توتنهام
لم يستهن سلوت بإمكانات الضيوف، مؤكّدًا أن توتنهام قدم مستويات لافتة في الأسابيع الأخيرة، خصوصًا تحت قيادة مدربه الحالي الذي يملك خبرة عالية في الكؤوس الأوروبية. وأوضح المدرب الهولندي: "السوبرز فريق لا يقلّ طموحًا عننا، وهم على موعد مهم مع دوري الأبطال بعد أسبوع؛ بالتالي نتوقع مواجهة حماسية من جانبهم، بحثًا عن الفوز لمواصلة الزحف نحو نصف النهائي. علينا الحذر من الانزلاق للمواجهة الذهنية قبل صدورها على أرضية الملعب".
خطة "الحذر الإيجابي" في الأنفيلد

بدا جليًا أن سلوت يفضل اعتماد أسلوب "الحذر الإيجابي"، الذي يقوم على بناء اللعب من الخلف مع الضغط المتقدم في منطقة وسط الملعب، لقطع الكرات قبل وصولها لأقدام نجوم توتنهام. ومن المقرر أن يدفع المدرب بالتشكيل التالي المتوقع:
- حراسة المرمى: أليسون بيكر، لحفظ الشباك نظيفة والتحكم في الكرات العالية.
- خط الدفاع: ترينت ألكسندر-أرنولد على الجهة اليمنى، فيرجيل فان دايك وماتيب في قلب الدفاع، وأندي روبرتسون على اليسار.
- خط الوسط: ثنائي الارتكاز تياغو ألكانتارا وفابيينو لضبط الإيقاع، مع جوردان هندرسون أو أرنولد أحيانًا لدعم مرونة بناء اللعب.
- الخط الهجومي: محمد صلاح وجوتا على الأجنحة، وروبيرتو فيرمينو رأس الحربة الوهمي.
التحديات النفسية وجاهزية الأنفيلد
تعد الأنفيلد واحدة من أعنف الملاعب تكتيكيًا بفضل جماهيره التي لا تتوقف عن التشجيع، وفي الغالب تدفع الفريق لتحقيق أفضل ما لديه. وأشار سلوت إلى أن اللاعبين واعون تمامًا لهذا العامل، وقال: "سيكون حضور الجماهير شخصيًا وفعّالًا، لكن لا بدّ من إشعارهم أننا لا نلعب احتفالًا مسبقًا بل نعمل على تحقيق نتيجة أولًا. حفظ التركيز داخل الصندوق التقني ضروري؛ فالتشتت بالاحتفالات قبل صافرة النهاية قد يكلفنا".
منهجية احتفالية بعد النهاية
بينما يترقب جمهور "الريدز" صافرة النهاية الاولى التي ستطلق التهاني بلقب الدوري، لا يزال سلوت محافظًا على جدية عالية. ولفت إلى أنه بعد الخروج بنتيجة إيجابية، ستأتي احتفالات ما بعد المباراة وفق برنامج مُعدّ من إدارة النادي ليتمكن اللاعبون من مشاركة الجماهير ليل نهار في احتفالات المدينة. وأضاف: "نحن نعلم قيمة اللحظة وأهميتها التاريخية، وسنحتفل كما يليق بتاريخ ليفربول العريق، لكن كل ذلك يأتي بعد تسلّم النقاط الثلاثة".
نظرة مستقبلية للمنافسات الأوروبية

يبدو واضحًا أن سلوت يرى في مباراة توتنهام جسرًا نحو المزيد من الانتصارات الكبرى، ليس فقط على الصعيد المحلي بل أيضًا في بطولة تشهد أهم محطات الموسم، وهي دوري أبطال أوروبا. ومع الواقع الجديد للموسم الذي سيحافظ فيه ليفربول على موقعه كأحد أضلاع "الثلاثي الكبير" في إنجلترا، فإن التتويج أمام توتنهام سيكون بمثابة انطلاقة معنوية إضافية قبل المواعيد الفارقة في إبريل ومايو.