يبدو أن مانشستر يونايتد يعيش واحدة من أكثر فتراته إحباطًا في السنوات الأخيرة، بعدما تلقى هزيمة جديدة في الدوري الإنجليزي الممتاز، جاءت هذه المرة على يد برينتفورد بنتيجة 4-3، في مباراة مثيرة جمعت بين الفريقين ضمن منافسات الجولة الـ35 من البريميرليج.
سقوط الشياطين الحمر بهذا الشكل يفتح الباب أمام العديد من علامات الاستفهام، سواء على المستوى الفني أو التخطيطي للفريق، في وقت ترتفع فيه حرارة سوق الانتقالات الصيفية مع دخول إدارة النادي في مفاوضات حامية للحصول على خدمات المدافع الألماني جوناثان تاه.
هزيمة جديدة تفضح عمق الأزمة
خاض مانشستر يونايتد المواجهة على ملعب برينتفورد كضيف ثقيل، لكنه خرج منه منكسرًا للمرة السادسة على التوالي دون انتصار في الدوري. رغم تسجيل الفريق لثلاثة أهداف عن طريق جارناتشو، ماونت وديالو، إلا أن الأخطاء الدفاعية الكارثية، ومن ضمنها هدف عكسي سجله لوك شاو في مرماه، وضعت الفريق في موقف حرج مجددًا.
برينتفورد من جانبه استغل كل ثغرات دفاع اليونايتد، حيث تألق كيفن شايد بشكل خاص بتسجيله هدفين، إلى جانب تألق يوان ويسا في هز الشباك، ليصل الفريق اللندني إلى النقطة 52 ويقفز إلى المركز التاسع في جدول الترتيب.
في المقابل، تجمد رصيد مانشستر يونايتد عند 39 نقطة في المركز الخامس عشر، وهو ترتيب لا يعكس بأي حال حجم الطموحات أو الاستثمارات التي ضُخّت في الفريق منذ بداية الموسم.
تراجع دفاعي صارخ رغم الأسماء الثقيلة
الانهيار الدفاعي الذي شهده الفريق أمام برينتفورد، وغيره من مباريات الأسابيع الأخيرة، سلط الضوء مجددًا على هشاشة الخط الخلفي للفريق، وهو ما دفع الإدارة لتكثيف تحركاتها بحثًا عن مدافع جديد يُعيد التوازن إلى هذا الخط الحيوي، خاصة مع تكرار الإصابات وتراجع المستوى الفني لعناصر مثل هاري ماغواير ورافاييل فاران.
سباق على المدافع الألماني تاه
وبحسب تقارير صحفية ألمانية موثوقة، أبرزها من شبكة "سكاي ألمانيا"، فإن مانشستر يونايتد فتح خط محادثات جادة مع وكيل أعمال المدافع الألماني جوناثان تاه، لاعب باير ليفركوزن، تمهيدًا لضمه خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
جوناثان تاه (29 عامًا)، الذي ينتهي عقده مع ليفركوزن بنهاية الموسم، أصبح محط أنظار العديد من كبار أوروبا، من بينهم برشلونة، إنتر ميلان، ريال مدريد، وبايرن ميونخ. ورغم دخول مانشستر يونايتد على خط التفاوض مؤخرًا، إلا أن حسم الصفقة ما زال معلقًا في ظل التنافس الشديد.
اللاعب خاض 46 مباراة في مختلف المسابقات هذا الموسم وسجل 3 أهداف، كما يُعرف عنه قوة الأداء البدني والتمركز الممتاز، مما يجعله إضافة مثالية لفريق يعاني من اختلالات دفاعية مزمنة.
مانشستر يونايتد بين فشل فني وارتباك إداري
الأزمة الحالية التي يعاني منها مانشستر يونايتد ليست وليدة اللحظة، بل تراكمت على مدار الموسم، حيث فشل الفريق في فرض نفسه كمنافس على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، ما يُنذر بموسم صفري جديد.
الجماهير بدأت تُعبّر عن غضبها بشكل علني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبة برحيل بعض العناصر التي لم تعد تضيف شيئًا للفريق، وسط تساؤلات عن هوية المدرب القادم ومدى جدية الإدارة في إعادة بناء المشروع الفني من جديد.
لقاء صعب أمام وست هام في الأفق
وبينما لا يزال الفريق يلعق جراح الخسارة أمام برينتفورد، تنتظره مواجهة صعبة أخرى في الجولة القادمة أمام وست هام يونايتد، وهي مباراة ستحدد بشكل كبير شكل ختام الموسم بالنسبة للشياطين الحمر. أي تعثر جديد قد يضع الفريق في دائرة الخطر الحقيقي للهبوط، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ النادي الحديث.
هل يكون تاه بداية التصحيح؟
صفقة جوناثان تاه – حال نجاحها – قد تكون أولى خطوات التصحيح داخل مانشستر يونايتد، لكنها وحدها لن تكون كافية ما لم يتبعها إصلاح شامل في هيكل الفريق واختيار اللاعبين والمدرب القادم.
يُتوقع أن يكون الصيف ساخنًا جدًا داخل "أولد ترافورد"، فالفريق بحاجة إلى إعادة هيكلة من الجذور، وإعادة بناء الثقة بين الإدارة والجماهير التي لم تعد تقبل المزيد من الأعذار.
الخلاصة
في النهاية، يستمر مانشستر يونايتد في تقديم أحد أسوأ مواسمه في البريميرليج، ومع كل خسارة جديدة، يزداد الضغط على الإدارة لتقديم حلول جذرية تعيد الفريق إلى مكانه الطبيعي في قمة الكرة الإنجليزية والأوروبية.
هل يكون جوناثان تاه هو أول مسمار في جدار التصحيح؟ أم أن الأزمة أعمق من مجرد تدعيمات دفاعية؟ الأيام القادمة ستحمل الكثير من الإجابات.