نقد لاذع للقرار الإداري
بعد صافرة النهاية وإحكام “البلوغرانا” قبضته على حظوظ الليغا بفارق سبع نقاط قبل نهايتها بثلاث جولات فقط، قرّر رونسيرو أن لا يبقي له أي اعتبار للإيجابيات.
“ريال مدريد أثبت مرةً أخرى أنه ‘الأغنى في المقبرة’؛ الأموال في الخزائن، وخط الدفاع ينهار أمام كل هجمة. لا يورو واحدٍ أنفقناه في الشتاء للعودة للمنافسة. هذا هو السبب وراء هذه النتائج الكارثية!”
وفي برنامجه التلفزيوني، توسع في نقده قائلاً:
“المشكلة تكمن في الخلف، يكفي أن تضع لوكاس فاسكيز في مركز الظهير الأيمن لتدرك أن هناك خللًا كبيرًا. هذا اللاعب اجتهد في مراكز الجناح، لكن ليس بِمتاحفٍ فيه ما يكفي من الخبرة الدفاعية في مبارياتٍ عالية المستوى. حاول أنشيلوتي تدارك الأمر بإشراك فالفيردي في بعض الأوقات، لكنه لا يستطيع أن يحلّ المشاكل من الوسط فقط، خصوصًا في غياب كامافينجا.”
الفاتورة الدفاعية وتبعاتها

لا يقتصر اللوم على التشكيل وحسب، بل يتعداه إلى سياسة الانتقالات. يؤكد رونسيرو أن الفريق كان بأمسّ الحاجة لاثنين أو ثلاثة مدافعين جدد خلال نافذة الشتاء، خصوصًا بعدما ظهر ثنائي قلب الدفاع – غابرييل وخاميس – غير قادرين على مجاراة وتيرة المباريات الكلاسيكية.
ومن هنا جاءت لفظة “الأغنى في المقبرة” كوصفٍ ينتقد فيه ثروة النادي التي ظلت حبيسة البنك بدلًا من أن تُوظَّف لتقوية الخطوط الخلفية.
وتعدّ هذه المرة الأولى في تاريخ مواجهات الكلاسيكو التي يحقق فيها برشلونة أربع انتصاراتٍ خلال موسمٍ واحدٍ، بعدما سبقه إلى الفوز في نهائي كأس الملك ونهائي السوبر الإسباني.
ردة فعل أنشيلوتي والفريق
من جانبه، حافظ المدير الفني كارلو أنشيلوتي على موقفه المتحفظ أمام الإعلام، حين اكتفى بالقول:
“الكلاسيكو دائمًا ما يكون مباراة استثنائية، لقد واجهنا فريقًا قويًا ومتحفزًا. علينا الآن أن نركز على المباريات المتبقية وأن نعيد ترتيب صفوفنا.”
في غرفة خلع الملابس، بدا معظم اللاعبين متأثرين بالخسارة، لكن بعض الأصوات دعت إلى نسيان الكلاسيكو سريعًا والانتقال للفترة الحاسمة من الموسم؛ إذ تنتظر الملكي مواجهات مباشرة مع إشبيليا وبيتيس وفياريال، إضافة لزيارة مضيفه ليجانيس في الجولة الأخيرة.
الشباب والبدائل وأزمة العمق

سهام النقد طالت أيضًا لاعبي الوسط الذين لم يقدموا الدعم الكافي لدفاعات الفريق. فبعد خروج كامافينجا للإصابة مؤخرًا، لم يملأ الفارق بفاعلية، وبقي فالفيردي لاعبًا بمقومات هجومية أكثر منها دفاعية.
وسط هذا الجدل، يلحُّ الحديث عن الاعتماد على الشاب أنسو فاتي في خيارات عمق الخطوط، لكن تجربة الصيف الماضي لم تكن مرضيةً بما فيه الكفاية لتجاوز الاختلاف في الأدوار.
في هذا السياق، تشير تسريبات صحفية إلى أن إدارة النادي لا تستبعد إعادة البحث عن مدافع صلبٍ في الميركاتو الصيفي المقبل، حيث يتردد اسمٌ واحدٌ صباح “ماركا” و”موندو ديبورتيفو”؛ وهو نجم يوفنتوس ماتيس دي ليخت، بصفقةٍ قد تنافس مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان.
الجماهير في مرمى نار الخيبة
لم تترك جماهير “سانتياغو برنابيو” الخشبة الإعلامية، وتفاعلت بآلاف التعليقات على مواقع التواصل، مستاءةً من الأوضاع الإدارية والفنية.
فقد حمل البعض رونسيرو على عاتق الاعتذار، فيما ذهب آخرون إلى دعوة الإدارة للاعتراف بالخطأ والاعتذار للخماسة الدفاعية في أوروبا التي أهداها الاتحاد الإسباني لجاره الكتالوني.
“كل النقاط مهمة” و”عزاؤنا دوري الأبطال”، كانت من بين العبارات التي رددها أنصار الملكي في محاولةٍ لتحويل الهدف إلى إعادة ترتيب الأولويات.
ختام الموسم والإرث المقبل
مع تبقي ثلاث مبارياتٍ على ختام الليغا، يمكن لريال مدريد حسم الوصافة والثأر في دوري الأبطال. لكن الموسم الحالي سيظل عالقًا في الأذهان كتجربةٍ دراميةٍ سجلت فيها نتائجٌ غير مسبوقةٍ أمام أقرب منافس، مع بطولاتٍ آسيويةٍ استنزفت الجهود الدفاعية التي ظلت طوال عقدٍ هي نقطة قوته.
“متى سيخرج ريال مدريد من مقبرة ثروته ليتحول إلى مصنعٍ للاعبينٍ مدافعينٍ يليقون باسمه التاريخي؟” – توماس رونسيرو