
لحظة الهدف والخطاب الإلكتروني
في قمةٍ مثيرةٍ من مباريات الجولة 35 من الدوري الإسباني، قلب لامين يامال لاعب برشلونة الطاولة على مضيفه ريال مدريد بفوزٍ ساحقٍ (4–3) على ملعب “مونتجويك”، مسجّلاً هدف التعادل الشهير قبل أن يضرب “البلوغرانا” بقوةٍ على قلوب “الميرينغي” ويمهد الطريق نحو حسم لقب الليجا.
ما إن تناثرت أصداء المواجهة داخل المستطيل الأخضر، حتى اشتعل الجدل خارجها عبر منصات التواصل الاجتماعي، حين وجّه النجم الكتالوني صفعةً معنويةً لنجمي ريال مدريد جود بيلينجهام وسيرخيو راموس بطريقةٍ ساخرةٍ جَسّدها في تعليقٍ مقتضبٍ على صورةٍ نشرها بموقع “إنستجرام”.
في الدقيقة 59، تابع يامال تمريرةً عرضيةً من زميله فيرمين لوبيز مرفوعةً على الطائر، فأودعها برأسه في شباك الحارس تيبو كورتوا، معيدًا التوازن إلى المباراة التي كان برشلونة متأخرًا فيها بهدفين نظيفين. هذه اللقطة لم تغلق صفحاته الإعلامية بعد صافرة النهاية، إذ شارك صورةً للاحتفال عبر حسابه الرسمي، مرفقةً بعبارةٍ مقلّدةٍ لاستفزازٍ سابقٍ، كتب فيها:
“مم… ريان سجّل! (لا تنسَ الإعجاب بهذه أيضًا).”
الخلفية: انتقامٌ رقميٌ من الإقصاء الأوروبي

وتضمّنت الصورة إيماءةً إلى إشارة “لايك” أمام وجهٍ ساخٍ للخصم، مما دفع أنصار “البلوغرانا” والمتابعين لرفع ردود الفعل بشكلٍ جنونيٍّ، فيما خرج بيلينجهام وراموس عن صمتٍ تقليديٍّ عبر توجيه “لايك” على منشورٍ للاعب إنتر ميلان أليساندرو باستوني، فيه الإشارة إلى صورتهما وهما يراقبان يامال مصابًا على أرض الملعب في نصف نهائي دوري الأبطال 2023–2024، عندما فاز إنتر على برشلونة وتأهل للنهائي.
استحسان الجمهور وتفنيد المشككين

لم تكن عملية “لايك” هذه عابرةً بالنسبة ليامال؛ فقد اعتبرها تصعيدًا بعد تخلي بيلينجهام وراموس عن دعم زميلهما السابق في مباراةٍ دراميةٍ. واستقبل الكولومبي في تلك الليلة استفساراتٍ عن ردّه على ما اعتبره انتقامًا رقميًا، فأردف في تصريحاتٍ لـ”موندو ديبورتيفو”:
“لا أخشى النقد أو اللعب وسط الضغوط، كنت أتحضر للمباراة بتركيزٍ كامل. أما ما يحدث على وسائل التواصل فيدخل ضمن الحرب النفسية قبل الفريزر أخلاقيًا.”
وأكّد يامال أنه “سيستخدم كل الوسائل للدفاع عن ألوان برشلونة”، وأن اللاعب الذي يملك الجرأة على الإساءة في الشبكات الاجتماعية عليه أن “يتعلم أن كرة القدم باتت لعبةً تجمع بين الأداء البدنيٍّ والذهنية الصلبة، ومساحةٌ للمنصات التي تصنع القصص الكبرى”.
- #يامال_يُحطم_بيلينجهام: حمل علامةً مؤيدةً للنجم الكتالوني، متهمةً الدولي الإنجليزي بأنه “ليس أول من يسجّل الأهداف في لحظاتٍ حاسمةٍ، إذ لم يقدّم ما يشفع له”.
- #لايك_راموس: سلّط الضوء على تضامن الأسطورة راموس مع لاعبٍ برّانيٍّ، ما فسّره البعض على أنه “انتماءٌ مقوّرٌ لمجرد إظهار الحضور”.
التأثير الفني والنفسي على الفريقين
من الناحية التكتيكية، شكّل هدف يامال نقطة التحوّل الحقيقية، إذ أعاد التوازن النفسي لبرشلونة، ومنحهم دفعةً معنويةً قبل العشرين دقيقةً الأخيرة، استثمروا فيها هدفًا إضافيًا في الشوط الثاني ليتفوقوا بثقةٍ على بطل أوروبا.
أما لريال مدريد، فكان تضييع هذه الفرصة—إلى جانب الاستفزاز الرقمي—سابقةً تنخرط في سياق السقوط الرابع في الكلاسيكو هذا الموسم (نهائي السوبر وكأس الملك ومباراتا الليجا)، ما أفرغ حظوظهم في لقبه المحلي.
وعلى مستوى التأثر النفسي، أشعل “لايك” بيلينجهام وراموس ميدان المشاعر بين اللاعبين؛ إذ عبّر عددٌ من نجوم برشلونة عن تأييدهم ليامال علنًا بعد المباراة، بينما بدا بيلينجهام غير مرتاحٍ عند توجيه الكاميرات إليه في الخُروج من ملعب “كامب نو”.
ما بعد الحرب الرقمية… الطريق نحو حسم اللقب
مع تبقي ثلاث جولاتٍ على نهاية الدوري، صار الفارق سبع نقاطٍ بين برشلونة المتصدر (82 نقطة) وريال مدريد الوصيف (75 نقطة).
ويدرك الناديان أن كل تفصيلةٍ داخل الملعب أو خارجه—حتى في منصات التواصل—تتحول إلى ورقةٍ تُلعب على الطاولة النفسية قبل مواجهة الجولات الحاسمة.
ويواصل يامال وفريقه العمل بتركيزٍ لتحقيق ثلاثة انتصاراتٍ فقط تضمن لهم الدون النهائي في “إل كلاسico” المقبل.
في المقابل، يحاول أنشيلوتي استعادة تماسك لاعبي ريال مدريد وتجنّب أي استفزازٍ إضافي، عبر التركيز على خط الهجوم المنقوص بفينيسيوس المصاب، ورفع الضغط على بيلينجهام ليدلّ ما إذا كان “ملك الكلاسيكو الجديد” أم مجرد ضحيةٍ أخرى من ضحايا “حرب الكلاسيكو” الرقمية.