تسلسل الأحداث التحكيمية
1. المباراة وسياق الهدف: خاض برشلونة المباراة تحت ضغط واستطاع قلب تأخره بهدفين إلى فوز مثير برباعية، ثم أضاف لوبيز هدفًا خامسًا يخطف به الصدارة من أنياب مدريد لبرهةٍ وجيزة.
2. استدعاء الفار: بعد احتفال لوبيز، طلب الحكم هيرنانديز الاستعانة بالـVAR لمراجعة اللمسة المشكوك فيها.
3. القرار الأولي والتواصل: جلس الحكم على شاشة الملحق يراجع اللقطة عن قرب، قبل إدخال صوت غرفة الفار للمناقشة النهائية.
4. إعلان الإلغاء: أعلن هيرنانديز إلغاء الهدف بسبب “اليد المرتفعة” للاعب برشلونة، رغم أن سرعة الحركة وتصاعد الكرة بداا بسيطًا للبعض.
محتوى التسجيل الصوتي
التسريب تضمن المقتطفات التالية (بحسب ما تداولته حسابات رياضية مقربة من “ماركا” و”موندو ديبورتيفو”):
- مسؤول غرفة الفار (بصوتٍ بدا عليه الحماس): “مع ارتفاع اليد… نشكر الرب. نعم، نعم، بالتأكيد.”
- بعدها طلب هيرنانديز: “لقطةً واسعة” ليؤكد وجود التماس يدوي.
- أتم الحكم تحليله بقوله: “اليد مرفوعة بوضوح، سألغيه.”
رغم أن الاتحاد الإسباني نشر في وقتٍ لاحق التسجيل الكامل لمحادثات الفريق التحكيمي عبر موقعه الرسمي، فقد استثنى عبارة “الحمد لله” من النص المنشور، ما زاد من استياء المشجعين وتشكيكهم في الدوافع.
ردود الفعل والتهم الموجهة

- جماهير برشلونة: رأت أن “نشكر الرب” يعكس انحيازًا فكاهيًا لصالح ريال مدريد، وأطلقت هاشتاجاتٍ انتقدت تدخل الفار لحذف هدفٍ تأكدت صحته بمعايير تقنية أخرى.
- أنصار مدريد: استغلوا التسجيل للدفاع عن نزاهة الفار والاكتفاء بتأكيد وجود اللمسة باليد، معتبرين أن التخليص الصوتي لا يضعف من مصداقية القرار.
- محللون تحكيميّون: قسموا الآراء بين من اعتبر العبارة خارجة عن اللياقة المهنية وتستوجب فتح تحقيقٍ رسمي، وبين من رأى أنها “تعبير عفوي” عن اكتشاف مخالفة واضحة.
تداعيات على سباق اللقب
كان التعادل السلبي في كلاسيكو الإياب كفيلًا بالحفاظ على الفارق عند 7 نقاط بين برشلونة المتصدر (79 نقطة) وريال مدريد الوصيف (72 نقطة) قبل ثلاث جولاتٍ على النهاية. ومع إلغاء الهدف الخامس، أزال الفارق الافتراضي لبرشلونة (الذي كان سيصل إلى 8 نقاط)، وحافظ على آمال ريال مدريد في الظفر بلقب الليغا حتى الرمق الأخير.
“لحظةٌ تحكيميةٌ بسيطة قد تتحكم في وجهة اللقب النهائي” – تعليق محلل قناة “Telemadrid”.
مطالبة بالتحقيق
طالب نادي برشلونة والعديد من الأصوات القانونية بإجراء تحقيقٍ شفاف من رابطة الحكام والاتحاد الإسباني، لضمان عدم تكرار أي تصرفاتٍ قد تُعزّز الشكوك بشأن تأثيراتٍ خارج السياق الرياضي. كما دعت تقارير صحفية إلى طلب مقاطع كاملة من مراصد الفيديو وكاميرات الملاعب، ليستطيع الجمهور والعارفون بفلسفة التحكيم تقييم اللقطات دون اجتزائها.
استعادة الثقة في نظام الفيديو

ظهرت في السنوات الأخيرة انتقادات متزايدة حول تقنية الـVAR، سواء في الدوري الإسباني أو الدوريات الكبرى. فبينما اعتمد الاتحاد الدولي على الفيديو لتقليل الأخطاء الفادحة، انتشرت في ذات الوقت مقاطعٌ صوتية وشهاداتٌ لمسؤولين يُبررون قراراتٍ يصفها البعض بـ”الانفعالية”. وتزامن هذا مع ضغوطٍ إعلامية من قبل جماهير الفرق الكبرى، ما فرض تحديًا على الحكام المستقلين للمواظبة على الحياد التام.
الدرس المستفاد
لن يقتصر الدرس على تحسين البروتوكول الصوتي داخل غرف الفار، بل يجب:
- ضبط قواعد التواصل: حظر استخدام التعبيرات الدينية أو الانفعالية أثناء اتخاذ القرارات.
- الشفافية المطلقة: نشر التسجيلات كاملة بعد المباريات دون حذفٍ لأي جزئية.
- تدريب إضافي: منح الحكام ومن في غرف الـVAR دورات متقدمة لإدارة النقاشات بموضوعية.
بهذه الإجراءات، يمكن للاتحادات استعادة ثقة الجماهير التي ترى في تقنية الفيديو ملاذًا للتصحيح وليس مصدرًا لآراء متحيزة. في النهاية، يبقى الهدف الأسمى هو حماية نزاهة المباريات الكبرى، وخصوصًا الكلاسيكو الذي يقرر مصائر الألقاب ويحتشد حوله العالم بأسره.