الهدف الرابح وتداعياته
خاض برشلونة المباراة وسط رغبةٍ قويةٍ في مواصلة مشواره نحو اللقب، بعدما كان متقدمًا على ريال مدريد بفارق ثماني نقاط قبل المواجهة. ورغم تقدّم الميرينغي في أكثر من مناسبة بهدفٍ عكسيٍّ من دفاع برشلونة، أعاد أصحاب الأرض ترتيب أوراقهم وتقدّموا برباعيةٍ قبل أن يسجّل رودريغو هدفًا ثالثًا للضيوف قبل صافرة النهاية. ثم أضاف فيرمين لوبيز الهدف الخامس قبل أن يُلغيه حكم اللقاء بعد مراجعة الفار، لكن هذا لم يمنع برشلونة من تحقيق الفوز ورفع الفارق إلى سبع نقاط قبل ثلاث جولات على نهاية الموسم.
لحظة «15» وخلفيتها التاريخية
في الدقيقة 70، ومع سيل الاحتفالات وتبادلات الأدوار الهجومية، استبدل كارلو أنشيلوتي فينيسيوس ودفع بإيسكو مكانه، وسط صافرات استهجانٍ من مدرجات المضيف. وحين مرّ البرازيلي بجانب مقصورة الجماهير، أخرج خمس أصابعٍ في كل يد، مشيرًا إلى الرقم «15»، تذكيرًا بالعدد القياسي من ألقاب دوري أبطال أوروبا التي يحملها ريال مدريد في تاريخه، ما اعتبره أنصار برشلونة استهزاءً صريحًا بإرثهم ونجاتهم من كابوس سيناريو مشابهٍ في الملاعب الأوروبية.
وقد تناولت صحيفة «ماركا» الإسبانية الواقعة بانتقادٍ لاذع، مشيرة إلى أن «فينيسيوس بالغ في تنفيس غضبه، فجعل من الإشارة الرمزية لمحبي ريال مدريد مادةً لجدلٍ لا علاقة له برياضية المباراة.
سخرية جماهير برشلونة والكرة الشاطئية
لم يمر مشهد «15» مرور الكرام على جماهير برشلونة، إذ انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطعٌ لعددٍ من المشجعين وهم يحملون كرة شاطئية ملونة ويرمونها نحو فينيسيوس، في تلميحٍ إلى خسرته جائزة الكرة الذهبية العام الماضي. وظهر في الفيديو أحدهم يلوّح بالكرة ويقول بصوتٍ عالٍ: «خذ هذه يا فيني»، ما فجر احتجاجات إضافية من اللاعب الذي ردّ بلفظٍ غير مسموحٍ به داخل الملاعب الإسبانية، ما أدى إلى رفع لافتات تطالب رابطة الحكام بفتح تحقيقٍ فوري.
“حين اتجه فينيسيوس نحو المدرج المنخفض، لقي سخريةً بصيحات ‘Beach Ball’ التي تمثل كرة الشاطئ، فارتفع ضغطه وعاد ليرد بإيماءاتٍ لاذعةٍ وألفاظٍ موقفها بعيدٌ عن نضج اللاعب الشاب.”
الإصابة والتبعات التكتيكية
لم تنتهِ الصدمة عند هذه الحدود، إذ خرج فينيسيوس مصابًا في الدقيقة 88 إثر تعرضه لالتواء في كاحل القدم اليمنى، وفق التقارير الرسمية التي أشارت إلى إمكانية غيابه حتى نهاية الموسم. وقد أكّد أنشيلوتي بعد المباراة أنَّ «اللاعب يجرّب بعض الآلام، وسننتظر نتائج الفحوصات لتحديد المدة الفعلية للغياب»، رافضًا الخوض في مزيدٍ من تفاصيل التوتر الحاصل، لكنه أبرز «ضرورة ضبط أعصاب اللاعبين في المباريات الكبرى».
وتأتي الإصابة في توقيتٍ حرجٍ لريال مدريد، الذي يحاول تعويض فارق النقاط السبع قبل ثلاث جولاتٍ من النهاية. ويعول أنشيلوتي في الأمتار الأخيرة على قدرات رودريغو وبنزيما لتعويض غياب الجناح البرازيلي، إضافة إلى إمكانية اعتماد فيدي فالفيردي في مركز الجناح الأيمن لبعض المباريات المقبلة، كما تلوح أسماءٌ مثل لوكا يوفيتش في سوق الشتاء إذا ساءت الأحوال.
تأثير الجدل على المنافسة
يطرح المشهد تساؤلاتٍ حول قدرة اللاعبين على التعامل مع الاستفزازات الجماهيرية في ملاعبٍ لا تعرف رحمًا، وكيف يمكن للطاقم التدريبي تفادي مثل هذه الانفعالات التي تفتّت التركيز. وفي برنامج التحليل على قناة «TV3»، رأى المعلق كارليس فيفاس أن «فينيسيوس دفع ثمن لحظةٍ انفعالٍ، إذ منح الخصم حافزًا إضافيًا»، بينما أكد محلل آخر في «Cadena COPE» أن «هذا الجدل سيظل يتردد حتى نهاية الموسم وربما يؤثر على معنويات الملكي في مبارياته المتبقية».
الكلاسيكو وجوائز الموسم
على صعيدٍ موازٍ، نشط الحديث عن جوائز «اللاعب الأفضل في الليغا» وجائزة «الكرة الذهبية»، حيث يُرشّح فينيسيوس لقائمة أولى في أوروبا، لكن تراجعه أمام برشلونة وإشارته المثيرة قد تضعف فرصه أمام اللجان الفنية. وقد نقلت تقارير أن «المحافظين» داخل الصحافة الإسبانية يرون أن «المواقف الاحترافية خارج الملعب تلعب دورًا في المعايير النهائية».
السباق نحو اللقب
في النهاية، يبقى ما حدث في مونتجويك «درسًا قاسيًا» للنجوم الشباب حول أهمية ضبط الانفعالات بين المدرجات وخارجه، وأن لحظة واحدة كافية لتحويل بطل إلى مادة سجالية تزيد من الضغط النفسي قبل جولات حاسمة. ومع تبقي مواجهات أمام أوساسونا وريال سوسيداد وإشبيلية قبل زيارة إيفرتون في ختام كأس رابطة الأبطال، على ريال مدريد أن يستعيد التماسك سريعًا، بخاصة أن اختيارات أنشيلوتي في التشكيلة المقبلة ستحدد مصيره في رابع سباقٍ على التوالي يحسمه برشلونة لصالحه.
