حاجات دفاعية ملحة
يعاني برشلونة هذا الموسم من اختلال في التوازن الدفاعي على الأجنحة، إذ يتحمل الشاب أليخاندرو بالدي أغلب المسؤولية في مركزي الظهيرين الأيسر والأيمن، مع اعتماده الجزئي على الفرنسي جينييه في ظل الإصابات المتكررة للاعبين الأساسيين. ومع اقتراب نهاية عقد بالدي، وتزايد الشائعات حول رغبة أراوخو بالرحيل إلى نادٍ آخر في "البريميرليغ" أو العودة إلى بوكا جونيورز، باتت إدارة النادي برئاسة خوان لابورتا أمام تحدٍ حقيقي لتأمين بدائل قادرة على المنافسة الفورية.
أخبار “جريمالدو” بين الحقيقة والخيال
ارتبط اسم جريمالدو (25 عاماً) بالقميص الكتالوني، نظراً لكونه أحد أبناء مدرسة لا ماسيا التي شقّت طريقها إلى أول فريق قبل انتقاله في 2018 إلى ألمانيا. وقدّم الظهير الأيسر مستويات لافتة مع باير ليفركوزن في "البوندسليغا"، مظهراً توازناً هجوميًّا ودفاعيًا مع 4 أهداف و7 تمريرات حاسمة هذا الموسم. ورغم ذلك، نفى فابريتسيو رومانو عبر حسابه في "إكس" وجود أي مفاوضات رسمية بين الحكماء وناديه الألماني، مشيراً إلى أن الأمور التي تُروّج بشأن قرب انتقاله "غير مدعومة بمصادر موثوقة" وأن برشلونة يراقب اللاعب ضمن قائمة متابعة طويلة الأمد دون تحرك فوري.
خلفية “باستوني” والسيناريو الداخلي

من جانب آخر، ظهر اسم أليساندرو باستوني (26 عاماً) كمرشح لتعزيز مركز قلب الدفاع، تحسباً لأي رحيل محتمل لأراوخو أو لإضفاء القوة البدنية والطول (1.88 م) على الخط الخلفي. واستعاد الإيطالي الذي تألق مع أتالانتا قبل انتقاله إلى إنتر في 2021، جزءاً من مستواه بعد فترة عدم انتظام في التشكيلة الأساسية، ما جعله قريباً من استدعاء مدرب "النيّرادزوري" سيموني إنزاجي للمباريات الحاسمة. ومع ذلك، شدد رومانو على أن اتصالات برشلونة مع إدارة إنتر "سطحية حتى الآن"، وأن التفكّر في الصفقة لا يتعدى مرحلة رصد الخيارات المحتملة على المدى المتوسط.
خطة برشلونة البديلة
في الوقت الذي يرفض فيه النادي الكتالوني تأكيد أي صفقة مع جريمالدو أو باستوني، يكثف الجهاز الفني بقيادة تشافي هيرنانديز دراسة السوق الأوروبي للعثور على وجوه جديدة في مركز الظهير الأيسر، تتوفر فيها "السرعة والانضباط التكتيكي" اللذان يفضلهما المدرب. كما يبحث الفريق عن قلب دفاع يمكنه الانسجام مع ارتفاع خطوطه الهجومية، حيث يُعد التفاهم بين المدافعين وقلب الوسط الدفاعي أساساً لأسلوب البناء من الخلف.
ويُنظر من داخل "كامب نو" إلى اللاعبين الشبان الذين يمكن تطعيمهم بخبرة محدودة لكي يكونوا أكثر استعداداً للتحدي على المدى الطويل. وفي هذا السياق، يواصل النادي تقييم تقارير أجهزة الاستخبارات الرياضية المتعلقة بعدد من الأسماء القادرة على الانضمام بنظام الإعارة مع خيار الشراء، بما يضمن مرونة أكبر في حالة تغيّر الظروف المالية أو التكتيكية.
التركيز على الكلاسيكو وسباق اللقب

تجدر الإشارة إلى أن الأخبار المتداولة عن سوق الانتقالات تأتي قبل أقل من 48 ساعة على مواجهة الكلاسيكو ضد ريال مدريد (الأحد، الجولة 35)، وهي مباراة قد تحدد مصير برشلونة في صراع لقب "الليغا" مع الملكي. فوز "البلوجرانا" في مونتجويك سيمنحه أفضلية مهمة من ناحية الفارق النقطي واستعادة الثقة الجماهيرية، مما يخفف من ضغوط التعاقدات الصيفية ويتيح لإدارة النادي مزيداً من الوقت لدراسة ملفّات السوق.
ختام المرحلة ووضع الأولويات
بالرغم من الضجيج الإعلامي المحيط بالاسمين المنتظرين جريمالدو وباستوني، يرفض برشلونة اتخاذ قرارات متسرعة، ويكتفي بمراقبة الأوضاع أولاً في ظل تأكيد رومانو أن الحديث عن مباحثات رسمية مبالغ فيه. وتبقى الأولوية حالياً لتثبيت مركز الظهير الأيسر بتجديد عقد بالدي أو ضم بديل يقبل التحدي الفوري، ثم دراسة تعزيز قلب الدفاع إن اقتضت الحاجة ذلك. وفي انتظار انتهاء الموسم وتحديد مصير اللاعبين المثار حولهم الجدل، يواصل النادي إكمال مهمته في "الليغا" والظهور بمظهر قوي يليق بتاريخ وشعبية عريقة.