مع اقتراب دقات انطلاق المواجهة المرتقبة بين سيلتا فيجو وبرشلونة على ملعب لويس كومبانيس الأولمبي، أثار المدرب الأرجنتيني كلاوديو جيرالديز موجة من الجدل بعدما هدّد المنافس الكتالوني بعزم فريقه على إلحاق الهزيمة بمتصدر الدوري الإسباني. في تصريحات نقلتها صحيفة آس الإسبانية، لم يخفِ مدرب سيلتا ثقته في قدرة لاعبيه على تكرار المفاجأة التي حققوها في مباراة الذهاب، مؤكدًا أن البرسا – رغم قوته – ليس بعيدًا عن نقاط الضعف التي يمكن استغلالها.
إشادة بإنجازات برشلونة... وثقة زائدة
بدأ جيرالديز تصريحاته بالإشادة بمكانة برشلونة عالميًا، موضحًا أنه "واحد من أفضل فريقين أو ثلاثة في العالم، إن لم يكن الأفضل حاليًا". واستشهد بإنجازات العملاق الكتالوني هذا الموسم، من وصوله إلى نهائي كأس الملك ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى حفاظه على صدارة جدول ترتيب الدوري لأغلب الجولات. ورغم ذلك، أكد مدرب سيلتا فيجو أنه لا يرى برشلونة كجبلٍ صامد لا يُمسّ، بل إن تركيزه منصبٌ على كيفية مجابهة نقاط الضعف التي ظهرت جلية في بعض المباريات.
"نحن نحترم جودة لاعبي برشلونة وأدوارهم في كل مركز، إلا أننا أثبتنا في الذهاب قدرتنا على إزعاجهم حتى في معقلهم"، قال جيرالديز، معرجًا على الأداء الذي قدّمه فريقه أمام العملاق الكتالوني في مباراة الذهاب.
استلهام نقاط الضعف من دوري الأبطال
أشار المدرب الأرجنتيني إلى أن لقاء بوروسيا دورتموند ضد برشلونة في دوري الأبطال مطلع الشهر كشف الجانب الدفاعي الذي يمكن استغلاله. ورغم فوز البرسا، إلا أن المهاجمين الألمان استغلوا بعض الثغرات في التغطية الدفاعية، مما سمح لهم بصناعة فرص حقيقية على مرمى الحارس. لذلك، يخطط سيلتا فيجو لتكرار سيناريو الضغط العالي واستغلال سرعة أظهرة الفريق على الأجنحة.
خطة الحيطة والحذر والتوازن التكتيكي

يركّز جيرالديز في تدريباته هذه الأيام على توظيف أليخاندرو غراسيا كقائد وسط الميدان، لتمكين الفريق من حماية الدفاع والانطلاق سريعًا في الهجمات المرتدة. ويعتمد سيلتا على التشكيلة 4-2-3-1 مع غياب بعض الأوراق الفنية بسبب الإصابات، لكنه يرى في متوسطي الدفاع وستة أسماء شابة حماسة كافية لحمل عبء المباراة.
• نقطة القوة:
استثمار لمسات الارتكاز في هدمي المناورات.
• نقطة الضعف:
افتقار الخبرة في المباريات الكبيرة تحت ضغط الجمهور.
الجانب النفسي: كيف يستعد سيلتا؟
ألمح جيرالديز إلى أن معنويات اللاعبين مرتفعة بعد تقديم الأداء الجيد في الكامب نو، رغم الخسارة بخسارة ضيقة. واعتمد على مجموعة من الجلسات التحفيزية التي ركزت على استحضار عظمة اللحظة وضرورة الاستفادة من عامل الأرض والجمهور. كما شدد على أن "الحماس لا يكفي" بل "يجب أن يتحول إلى خطة تكتيكية قادرة على تحقيق الفوز".
كلمتان عن برشلونة... رد الفعل المتوقع
من المتوقع أن يواجه تشافي هيرنانديز تحديًا مزدوجًا؛ أولًا بإيجاد حلول سريعة للمناورات المرتدة التي ينفذها سيلتا، وثانيًا بإدارة نجاحاته الأخيرة للتجنب من الشعور بالثقة الزائدة. ويربط المحللون بين قرار دفع البرازيليين الديناميكيين في خط الوسط وبين رغبة المدرب في استغلال المساحات خلف أظهرة سيلتا، خاصة أن هناك منافسة محتدمة بين أنسو فاتي ويوسف ديمير على الظهور بوجه هجومي ضاغط.
توقعات جماهيرية وتحليلات إعلامية
تكاثرت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يرى أنصار سيلتا أن الفرصة سانحة أمام فريقهم لتكرار إنجاز زيارة كامب نو، بينما يخشى مشجعو برشلونة من كلمة "هزيمة" في لويس كومبانيس لأول مرة منذ جولات طويلة. ويرى محللو القناة الكتالونية أنه حتى لو فاز البرسا، فإن أداءه أمام فرق الصف الثاني سيرسم صورة ذهنية عن مدى جاهزية الفريق قبل الخروج الشتوي لبطولة كأس العالم للأندية.
فرص الفوز وإمكانيات الشوطين

• الشوط الأول:
يتوقع بعض الخبراء أن يسعى برشلونة للضغط العالي مبكرًا لقطع خطوط التمرير، بينما سيحاول سيلتا الصمود الدفاعي والاعتماد على الكرات الطولية.
• الشوط الثاني:
قد يشهد انكشافًا من الجانب الكتالوني حال تسجيل هدف مبكر لصالح سيلتا، ما يفتح المجال لنشاط المرتدات.
خاتمة وتطلعات ما بعد المباراة
في النهاية، مع حالة الاحترام المتبادل بين الفريقين، ستُختتم هذه القمة بمعركة تكتيكية حقيقية بين جيرالديز وتشافي. وبغض النظر عن النتيجة، ستبقى قراءة دوافع كلا الفريقين قبل هذه المباراة ذات أهمية كبيرة لمراقبي الأداء الفني في الدوري الإسباني. وإذا نجح سيلتا في تحقيق نتيجة إيجابية، فقد تتسع دائرة الحديث حول قدرة فرق الصفوف المتوسطة على قلب الموازين أمام كبار أوروبا.