علق كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، على خروج فريقه المبكر من دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا بعد الهزيمة المزدوجة أمام أرسنال الإنجليزي (3-0 ذهاباً في لندن و2-1 إياباً في البرنابيو)، معترفاً بأن الضيف اللندني استحق التأهل، ومشيراً إلى الدروس التي يجب أن يستقيها الفريق قبل الانتقال إلى المنافسات المحلية والقارية التالية.
في تصريح حصري لشبكة “موفيستار” الإسبانية عقب صافرة النهاية على ملعب سانتياجو برنابيو، قال أنشيلوتي: “كنا بحاجة إلى عنصر حاسم أو نقطة تحول خلال المباراة، مثل ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم ثم ألغاه. تلك اللقطة كانت ستغير ديناميكيتنا وتجعل الأمور أكثر انفتاحاً، لكن في نهاية المطاف تعاملنا مع أرسنال كما يجب، وهم استحقوا الفوز في المباراتين معاً”.
تحليل لحظات التحول الحاسمة

أشار المدرب الإيطالي إلى أن إلغاء ركلة الجزاء تسبب في هزة معنوية للاعبيه، مؤكداً أن تشخيصه لتلك اللقطة جاء بعد التواصل مع مساعديه وتقني التحليل بالفيديو: “طالبنا بإعادة اللقطة لأنها كانت فرصة مُحقّة، ولكن قرار الحكم ظل قائماً. هذا الأمر أثر علينا نفسياً، وربما خفف بعضاً من اندفاعنا في الدقائق التالية”.
واسترسل في الحديث عن تفاصيل المواجهة التكتيكية مع الفني الإسباني ميكيل أرتيتا: “أرسنال قدم مباراة متوازنة دفاعياً وهجومياً. ضغطهم المتقدم وتحوّالاتهم السريعة من الدفاع للهجوم أربكت خطوطنا، وكانت لنا بعض المحاولات في الشوط الثاني، ولكن لم نتمكن من ترجمتها إلى أهداف كافية لإنقاذ الموقف”.
التركيز على المنافسات المحلية
رغم خيبة الأمل القارية، شدد أنشيلوتي على أن الأولوية المقبلة ستكون الحفاظ على الصدارة في الليغا والاستعداد لنهائي كأس الملك ضد الغريم التقليدي برشلونة، ثم التوجه إلى كأس العالم للأندية: “للمرة الأولى منذ سنوات، قد ينتهي مشواري في دوري الأبطال مع الريال بهذا الشكل، لكن هذه هي كرة القدم. علينا الآن رفع مستوى تركيزنا بالكامل على الدوري، ومن ثم ننتقل إلى الكلاسيكو المصيري في نهائي الكأس، وبعدها إلى مونديال الأندية الذي بات هدفنا الرئيسي لاسترجاع اللقب العالمي”.
وأكمل: “ريال مدريد اعتاد على المنافسة على كل الجبهات، وهذه المرة سنكون على موعد مع تحدٍ محلي أكبر للحفاظ على لقب الليغا الذي نقترب منه، قبل خوض النهائي الذي ينتظره الجميع”.
تقييم الموسم ودرس النجاح والفشل

وضع الموقف الحالي في سياق عام كامل: “عشنا ليالٍ رائعة في السنوات الأخيرة مع تحقيق دوري الأبطال ثلاث مرات في خمسة مواسم، لكن هذا ما يجعل قدراتنا تتميز بالاستمرارية. الخروج مبكراً هذه المرة ليس نهاية المطاف، بل فرصة لتحليل أدائنا بين شتّى الجبهات وتجديد طموحنا”.
واستطر حول خبرته الطويلة قائلاً: “سأتعلم من الأخطاء التي ارتكبناها هذا الموسم، وسأعمل مع الطاقم الفني على تعزيز نقاط القوة، مثل عمق الفريق وتنويع الخيارات الهجومية. أعتقد أن وجود مهاجم صريح إلى جانب بنزيمة أو بديله يمكن أن يمنحنا حلولاً أكثر داخل منطقة الجزاء”.
غموض المستقبل وإمكانية الاستمرار
تطرق المدرب المخضرم إلى السؤال المتكرر حول مستقبله مع النادي الملكي: “هل ستكون هذه آخر مشاركة لي في دوري الأبطال مع الريال؟ من المبكر الحسم. العقد مستمر حتى الصيف المقبل، وهناك فترة انتقالات أمامنا. لنرى ماذا سيحمل العام القادم، لكن قلبي دائماً مع هذا النادي وتاريخه”.
حملة دعم الجماهير وأهمية التماسك
اختتم أنشيلوتي تصريحه بشكر أنصار النادي على الوقوف خلف لاعبيه في كل الظروف: “جماهير سانتياجو برنابيو وجمهورنا حول العالم كانوا لاعبنا رقم اثنين. دعمهم اللامحدود عبر المدرجات ووسائل التواصل خفف عنا وطأة الخسارة. الآن علينا تلمّس آمالهم بتقديم فرحة جديدة على مستوى الدوري والكأس العالمي”.
يبقى الآن الرباعيون الملكيون على موعد مع تحديات متلاحقة: صراع اللقب المحلي، مواجهات الكأس الحاسمة، ثم رحلة إلى أبوظبي من أجل الظفر بكأس العالم للأندية. والكل يعلم أن إرث ريال مدريد لا يقبل القبول بالأقل من أفضل النتائج، وهذا ما سيجعله يعود بقوة أكبر في الموسم المقبل.