تفاصيل المعاناة ورفض الاستسلام
تعود مشكلة روديجر إلى أشهر ماضية، حيث تعرض لضغط زائد على المفصل في فترات توقف الدوري الدولي، ما تطلّب جلسات علاج طبيعي متكررة. ومع انطلاق كأس العالم للأندية ومباريات الليغا المتلاحقة، بدأت الآلام تشتدّ ويشعر اللاعب بصعوبة في الثبات الانضغاطي على الأرض عند المواجهات الثنائية مع المهاجمين السريعين. وبرغم ذلك، قرر قلب الدفاع التمسك بجاهزيته الفنية وتجاوز الألم بالتحمّل النفسي، راضيًا بالاعتماد على حقن التسكين والعلاج التأهيلي للحفاظ على تواجده في تشكيلة المدرب كارلو أنشيلوتي.
جدول مباريات لا يرحم
لم يلقَ روديجر كثيرًا من فترات الراحة هذا الموسم، إذ خاض 38 مباراة رسمية مع ريال مدريد حتى الآن، شملت 26 جولة في الليغا إضافة إلى دور المجموعات ومباريات الأدوار الإقصائية في دوري أبطال أوروبا، فضلًا عن نهائي كأس السوبر الإسباني. وقد أشارت مصادر “ريليفو” إلى أنّ اللاعب شارك في 92% من دقائق المباريات منذ بداية العام، ما يعادل أكثر من 3,300 دقيقة لعبت تحت ضغط بدني هائل¹.
مخاطر الإصابة المستمرة

هذا الرقم القياسي في الدقائق الملعوبة يعكس حجم التضحية التي يبذلها روديجر، لكنه يفتح أيضاً تساؤلات حول مدى إمكانية استمرار الركبة في التحمل دون انفجار الإصابة في مرحلة حرجة. طبيب الفريق بيب جوادالوبو أكد في تصريحات داخلية أن “أي استجابة مفاجئة قد تُبعد اللاعب لفترة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، وفي هذه الحالة سيفوّت ريال مدريد مواجهة حاسمة في نصف نهائي كأس الملك أو تتويجًا محتملاً بالدوري”.
الأولوية لألقاب الموسم الحالي
يقف ريال مدريد على بعد خطوات من التتويج بلقب الدوري الإسباني للمرة 36 في تاريخه، بعد أن رفع رصيده إلى 75 نقطة بفارق مريح عن الملاحقين، كما تنتظره مواجهة نصف نهائي كأس الملك ضد إشبيلية، علماً بأن النهائي يقام قبل نهاية الشهر. ويعتبر روديجر ركيزة في خط الدفاع، إذ لعب بجانبه ديفيد ألابا في 18 مباراة بشكلٍ دائم، بينما شكّل ثنائيًا مع إيدير ميليتاو في 10 مواجهات، محققين معًا نسبة نجاح تجاوزت 78% في المناوشات الثنائية².
كيف يتعامل الجهاز الفني؟

يحرص كارلو أنشيلوتي على توزيع أحمال روديجر، فتارة يمنحه عطلات خفيفة في بعض حصص التدريب، وتارة يدفع به لمدة 60 دقيقة بدلًا من 90، مع اللجوء إلى نظام التناوب بينه وبين ميليتاو وألابا عند الحاجة. كما طلب المدرب الإيطالي من الجهاز الطبي تجهيز برنامج تأهيلي يومي للاعب يركز على تقوية العضلات المحيطة بالمفصل لضمان استقراره.
مخاطرة طويلة الأمد أم بطولة حالية؟

على الرغم من تفهم الإدارة والأجهزة الفنية لحماسة روديجر، تشدد النصائح الطبية على وجوب النظر إلى المستقبل قبل الحاضر. فإهمال جراحة لترميم الغضروف المفصلي أو إصلاح الرباط الجانبي قد يعرضه لاحقًا لآلام مزمنة تجعل مستقبله المهني في خطر، كما حدث مع عدد من اللاعبين المرموقين اللذين اضطروا لإنهاء مسيرتهم مبكرًا لأسباب جراحية لم تُعالَج بشكل مناسب.
الظهور القادم وأهمية اللحظات الأخيرة
يترقب الريال مواجهة ستُقام مساء الغد على ملعب “سانتياغو برنابيو” ضد أتلتيك بلباو في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري، وهي أول مباراة بعد وداع دوري أبطال أوروبا. وتكمن أهميتها في تعزيز الفارق في الصدارة أو تأمين درع البطولة رسميًا قبل أربعة أسابيع من النهاية. وسيكون روديجر على العشب، مهما كلّفه ذلك من ألم، لتثبيت جدار دفاعي يخفف الضغوط على زملائه ويدعم مسيرة الفريق نحو الاحتفال بالدرع.