شهدت المواجهة المثيرة بين برشلونة وإنتر ميلان ضمن إياب دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا تألقًا لافتًا للشاب لامين يامال، الذي احتفل بخوضه المباراة رقم 100 مع “البلوغرانا” وهو في عمر 17 عامًا و292 يومًا. هذا الرقم القياسي جعل من يامال أصغر لاعب في تاريخ النادي يتجاوز عتبة المئة مشاركة، ليُفتح على إثره باب مقارنة واسعة مع الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي بعد مسيرته الأولى المماثلة.
مسيرة يامال السريعة في قلب “كامب نو”
انضم لامين إلى أكاديمية لا ماسيا عندما كان في الحادية عشرة، قبل أن يُدرجه تشافي هيرنانديز في التشكيلة الأساسية في يوليو 2023. منذ ذلك الحين، تحول الجناح الأيمن المميل إلى اليسار إلى ورقة قيّمة بفضل سرعته ومهاراته في المراوغة، فأصبح يعتمد عليه في المباريات الحاسمة، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.
لحظة المفاجأة أمام إنتر
في مواجهة الإياب ضد “النيراتزوري”، مرّ برشلونة بفترة تأخر بهدفين قبل أن يقود يامال هجمة منظمة، تلقى فيها تمريرة متقنة داخل منطقة الجزاء، ليسدد كرة زاحفة عجز الحارس عن التصدي لها. ساهم ذلك الهدف في انتشال فريقه من مأزق بدا كبيرًا، وانتهت القمة بنتيجة 3-3 بعد ضغطٍ هائل من لاعبي المدرب تشافي، مما يعكس نضجًا مبكرًا لليث الشاب في البطولات الأوروبية.
قراءة أولية لأرقام اللامع والذهبي

البند
لامين يامال (100 مشاركة) | ليونيل ميسي (100 مشاركة) | |
---|---|---|
العمر عند الوصول | 17 سنة و292 يومًا | 20 سنة و248 يومًا |
الدقائق الملعوبة | 6,859 دقيقة | 6,747 دقيقة |
عدد الأهداف | 21 هدفًا | 41 هدفًا |
التمريرات الحاسمة | 33 تمريرة | 21 تمريرة |
الألقاب | 3 (آخرها كأس الملك) | 4 (دوري الأبطال والدوري، وغيرها) |
التوافق والاختلاف في الأرقام
- التوزيع الدقيق للأدوار: سجّل ميسي منذ بداية مسيرته أهدافًا أكثر بمرتين تقريبًا من يامال حتى هذه المرحلة، لكن الأخير نما كموزع فاعل، مقدّمًا 33 تمريرة حاسمة مقابل 21 لصاحب الحذاء الذهبي.
- نشاط هجومي مقابل تنظيم تكتيكي: انتهج برشلونة في حقبة ميسي أسلوبًا يعتمد على حرية الحركة المطلقة وقدرة الفرد على الحسم، بينما يركّز الفريق تحت قيادة تشافي على التنظيم الجماعي والتحولات السريعة، ما يفسر ارتفاع حصيلة التمريرات الحاسمة لليامال.
- الحفاظ على اللياقة: العدد الأكبر من الدقائق المنجزة يعكس ثقة الجهاز الفني في قدرة يامال على العطاء المكثف طوال المنافسات، وقدرته على تجاوز ضغوط المباريات الكبرى رغم صغر سنه.
تأثير الألقاب على صورة اللاعبين

- مسيرة ميسي الأولى: في 100 مباراة، حصد الأرجنتيني أربعة ألقاب رئيسية (دوري أبطال أوروبا، دوري الدرجة الأولى الإسباني مرتين، وكأس السوبر الإسباني)، مما منح مسيرته الانطلاقة الأسطورية التي صُنّف بعدها كأحد أعظم من ارتدوا قميص النادي.
- هرولة الألقاب لدى يامال: حقق الشاب ثلاثة ألقاب، كان آخرها كأس ملك إسبانيا، وما يزال أمامه فرصة تعزيز رصيده هذا الموسم بلقب الدوري الإسباني إذا حافظ برشلونة على مركزه ضمن الأربعة الكبار.
كوبري الأجيال ومستقبل “الغولسون الشاب”
بينما سجّل ميسي 41 هدفًا في مراحله الأولى مع “البلوغرانا”، ارتفعت سقف التوقعات تجاه يامال ليحاول مع مرور الوقت تعويض هذا الفارق. يُظهر اللاعب الإسباني-المغربي سرعة تعلمٍ وتطورٍ لافتَين، ما يجعله حاليًا ممثلًا للجيل القادم الذي يتبنى الدمج بين الإبداع الفردي والانضباط التكتيكي.
التحديات المقبلة
- المنافسة على عرش صناعة اللعب: سيطر يامال حتى الآن على صناعة الفرص بشكل يفوق أسلافه من عمره في نفس المرحلة، لكنه سيحتاج إلى تعزيز معدّله التهديفي لبلوغ مستوى مهاجمي الصف الأول.
- التعامل مع وزن التوقعات: يمثل الرقم القياسي في المباريات المبكرة ثقلًا نفسيًا، إذ يتوقّع الجمهور من اللاعب أن يكرر معجزات ميسي، ما يستوجب إدارة ذهنية سليمة ودعم مستمر من مدربه وزملائه.
خاتمة: بداية واعدة وشروط التميز
تُبرز هذه المقارنة المبكرة بين ميسي ويامال بعد 100 مباراة أن كل حقبةٍ لها أبطالها وظروفها السياقية. حقق “الفتى الذهبي” معاييرًا لافتة في صناعة اللعب والإصرار البدني، فيما حطّم القناص الأرجنتيني أرقامًا قياسية في التهديف والانتصارات المبكرة. تظل محكمة التاريخ هي الفيصل الحقيقي لتقييم مدى تألق يامال، ولكن حتى الآن، يؤكد الأداء أن برشلونة في طريقه لصناعة نجمٍ جديدٍ يضع بصمته في سجلاته وربما يعيد كتابة جزءٍ من إرث ميسي في عصرٍ مختلفٍ لكرة القدم.