أجواء متوترة بعد الخروج الأوروبي وخسارة الكأس
تعرض الريال إلى صدمة كبيرة بعد الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا على يد أرسنال في دور الستة عشر، تلتها خسارة نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة في مباراة مثيرة الأسبوع الماضي.
هذه الأحداث أشعلت الشائعات حول مصير أنشيلوتي، خاصةً بعدما تحدثت تقارير صحفية عن مفاوضات أولية بين المدرب الإيطالي والاتحاد البرازيلي لكرة القدم، تمهيدًا لتولي مهام تدريب منتخب السليساو بعد انتهاء الموسم.
تكذيب الإشاعات وعلاقة متينة بالنادي
في حديثه للاعبي ريال مدريد أولًا ثم للصحافة، شدد أنشيلوتي على أن المعلومات التي نشرت حول رحيله لا أساس لها من الصحة، قائلاً:
“علاقتي مع ريال مدريد ممتازة منذ قدومي قبل ست سنوات، ولم أواجه أي مشكلة داخل جدران النادي، وسأظل ملتزمًا حتى آخر يوم في عقدي.”
وأوضح أن الموعد الحاسم للإعلان عن مستقبله سيكون في **25 مايو الجاري**، وهو التاريخ الذي حدده بنفسه دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية حول طبيعة القرار المنتظر.
“الوداع سيكون رحيبًا”
وقال أنشيلوتي في إجابة منه على سؤال حول مستقبله:
“لن أقول شيئًا الآن، لا أعرف ماذا سيحدث بعد نهاية الليغا، ولكن مهما كانت النتيجة فإن الوداع سيكون رحيبًا، والذكريات التي صنعناها لا تُنسى.”
بهذه الكلمات، أنهى أنشيلوتي باب التكهنات حول رغبته في خوض تجربة تدريبية جديدة حال نهاية مسيرته مع الريال، مؤكدًا أنه يملك شعورًا بالانتماء لا يمكن تجاهله.
ماذا عن عرض البرازيل؟

ترددت أنباءٌ خلال الأسابيع الماضية تشير إلى أن الاتحاد البرازيلي استقطب رفضًا أو شبه اتفاق مع أنشيلوتي لتولي مهمة المدرب الرئيسي لمنتخب “الراقصين على الألماس” بعد نهائيات كوبا أمريكا 2024.
غير أن المدرب الإيطالي عاد ليؤكد في المؤتمر الصحفي:
“أكن الكثير من التقدير والاحترام للجماهير البرازيلية، ولكن الحديث عن مستقبلي بعيد كل البعد عن الأولويات الحالية.”
وأضاف أنه سيركّز فقط على ما تبقى من مباريات الموسم الحالي في الليغا وكأس إسبانيا، معربًا عن امتنانه لكل من طلب موافقته للانتقال إلى البرازيل، لكنه لم يبدِ نواياً واضحة لقبول هذا العرض.
نظرة على إنجازات المرحلة الحالية
خلال الأعوام الستة الماضية، حقق أنشيلوتي مع ريال مدريد لقبي دوري أبطال أوروبا (دوري أبطال 2022 ودوري أبطال 2024)، بالإضافة إلى ثلاثة ألقاب للدوري الإسباني، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية.
هذه السلسلة من النجاحات أكسبته ثقة النادي وجماهيره، وجعلته رمزًا للاستقرار الفني في سانتياغو برنابيو. وعندما سُئل عن مدى رضاه عن هذه الفترة، أجاب بابتسامةٍ واثقةٍ:
“ما قدمناه معًا كفريق وجهاز فني يستحق الفخر، وأنا ممتن لكل لحظة قضيتها هنا.”
موقف بيريز والتأكيد على وحدة الصف

لم يغب اسم رئيس النادي فلورنتينو بيريز عن حديث الصحفيين، وفيما يتعلق بالتواصل بين الطرفين بعد خسارة نهائي الكأس، أوضح أنشيلوتي:
“نعم، تحدثت مع فلورنتينو، وقد أشاد بالجهود التي بذلها الفريق في كل البطولات. لم يكن هناك أي تذمر من جانب الإدارة، بل كان حوارًا إيجابيًا عن الأهداف المستقبلية.”
هذا التأكيد يؤشر إلى رغبة مشتركة في الحفاظ على الاستقرار داخل البيت الأبيض، ويدحض الصورة التي حاول البعض رسمها عن وجود خلافات جذرية بين المدرب والإدارة.
ماذا ينتظر ريال مدريد حتى 25 مايو؟
يتبقى لريال مدريد نحو أسبوعين قبل أن يعلن أنشيلوتي عن قراره النهائي، وهي فترة قد تشهد خوض مباريات مهمة في الدوري الإسباني وربما مواجهة أخرى أمام برشلونة في كأس السوبر الإسباني حال تأهل الفريقين إليها.
سيكون التركيز منصبًا على الحفاظ على الأمل في الظفر بلقب الليغا، والأهم ملاقاة سيلتا فيجو غدًا في مباراة يخوضها الفريق بهدف الابتعاد عن المنافسين وتأمين مكانٍ متقدمٍ في جدول الترتيب.
ختامًا… حتى 25 مايو
حتى يحين الموعد المنتظر، يبقى الشعار الرسمي: “أنشيلوتي في مدريد حتى إشعار آخر”.
ويظل السؤال الأبرز مطروحًا: هل سيستمر المدرب الإيطالي في وضع بصمته التاريخية على العصر الذهبي للنادي، أم سيختار البحث عن تحدٍ جديد بعيدًا عن العاصمة الإسبانية؟
في انتظار 25 مايو، يستمر الحديث عن مستقبل أحد أنجح المدربين في تاريخ ريال مدريد، بينما يضع الجميع أعينهم على ما سيعلنه الرجل الذي كتب فصول التفوق الملكي بأحرفٍ من ذهب.