يخوض ريال مدريد مواجهة حسّاسة أمام سيلتا فيجو غدًا ضمن الجولة الرابعة والثلاثين من الدوري الإسباني، وسط حالة من الترقب المتزايد بين أنصار الملكي بسبب التقلبات التي ضربت الفريق في الأسابيع الأخيرة. ورغم التعافيات الطيبة لبعض اللاعبين، جاءت القائمة الأخيرة التي أعلنها كارلو أنشيلوتي محملة بعدد من المفاجآت على مستوى الغيابات والاستدعاءات.
استعادة نجم الوسط قبل الميدان
كان المدرب الإيطالي يراقب عن كثب حالة الإنجليزي جود بيلينجهام، الذي غادر مران الجمعة الماضي قبل نهايته بسبب شعوره بآلام بسيطة في الفخذ الأيسر. مع ذلك، عاد صاحب الرقم (5) للمشاركة في الحصة التدريبية الصباحية اليوم السبت بصورة اعتيادية، ليؤكد تجاوزه لأي قلق عضلي ولمسه الجاهزية التامة لخوض مواجهة غدًا في “سانتياغو برنابيو”.
ويعد بيلينجهام الركيزة الأساسية لشبكة تمريرات مدريد ومحور بناء الهجمات، ما يجعل ضمه لدقائق المباراة أمرًا مهمًا للتوازن التكتيكي لفريق العاصمة.
تجنب مخاطرة بعدوى الزكام
في خطوة احترازية لافتة، قرر أنشيلوتي استبعاد البرازيلي رودريجو جوس من القائمة النهائية، بعد تعرضه لنزلة برد مصحوبة بارتفاع طفيف في درجة الحرارة. جاء هذا القرار خوفًا من انتقال العدوى داخل غرفة الملابس للفريق الأول، خاصة في ظل النقص الحاصل في بعض المراكز الدفاعية.
وكان رودريجو قد شارك بانتظام في آخر ثلاث مباريات، وسجل هدفًا هامًا في فوز ريال مدريد على ديبورتيفو ألافيس، لذلك يترقب الجميع عودته السريعة للمشاركة في المباريات المقبلة بمجرد تمام شفائه.
غيابات مؤثرة في الخط الخلفي

إضافة إلى رودريجو، يعاني الملكي من غياب عدة مدافعين أساسيين:
- أنطونيو روديغر: لا يزال يرافقه الألم في الركبة اليمنى إثر تدخل جراحي خضع له قبل أسبوعين.
- دافيد ألابا: يعالج التواء بالكاحل الأيسر سيبعده عن الملاعب لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
- إيدر ميليتاو: يعاني من شدٍّ في العضلة الضامة، وقد يحتاج لراحة إضافية قبل العودة.
- فيرلان ميندي: لا يزال في مرحلة التعافي من إصابة في أوتار الركبة، وكان مرجحًا غيابه حتى نهاية الموسم.
استدعاء لاعبين من الشباب:
ومع هذه الإصابات، وجد أنشيلوتي نفسه مضطرًا لاستدعاء ثلاثة عناصر من الفريق الرديف لتعويض النقص الحاد:
- جاكوبو رامون (ظهير أيمن)
- سيرجيو ميستري (قلب دفاع)
- يوسف لخديم (حارس مرمى مغربي شاب)، الذي يمثل أول حضور له مع المعسكر الأول هذا الموسم، ويعكس الثقة التي يوليها إلى قطاع تخرج المواهب.
خلفية المنافسة وأهمية النقاط
يقبع ريال مدريد في المركز الثالث برصيد 71 نقطة، بفارق نقطتين خلف برشلونة الوصيف وسبع نقاط عن أتلتيكو المتصدّر، ويأمل أن يحافظ على الفرق في سباق اللقب الممتد حتى الجولات الأخيرة.
سيلتا فيجو، صاحب المركز الثالث عشر، لا يشكل خصمًا سهلاً على أرضه رغم تذبذب نتائجه، إذ اعتمد في تحقيق انتصارات سابقة على الضغط المكثف في مناطقه الخلفية والتحول السريع للهجوم المعاكس.
تعرف مواجهات ريال مدريد وسيلتا فيجو باستحواذ الملكي الكبير وسيطرة الخطوط الوسطى، لكن الأخطاء الفردية أو الإهمال في الارتداد الدفاعي قد يكلف الفريق نقاطًا ثمينة، في ظل اعتماد أنشيلوتي على تشكيلة هجومية تضم كريم بنزيما وفينيسيوس جونيور ومودريتش إلى جانب بيلينجهام.
رد فعل الجماهير وتوقعات الأنصار

سادت حالة من التفاؤل في الأوساط المدريدية عقب التأكيد على جاهزية بيلينجهام وقرار أنشيلوتي الحكيم بعدم المجازفة برحيل رودريجو، بينما أبدى أنصار “الملكي” ارتياحهم لاستدعاء أبناء لا فابريكا (فريق الشباب)، معتبرين أن إدخال المواهب يمنح الفريق حيوية وقدرةً أكبر على التكيف مع ندرة الخيارات.
ورغم الخوف من غياب روديغر وألابا، يأمل الجمهور في استثمار الأسماء المنسجمة مع فكر المدرب، وتحقيق الفوز الذي يبقي ضغوط المنافسين قائمة.
مواعيد تتقاطع مع نصف نهائي الأبطال
لا يمكن فصل المواجهة المحلية عن ضغط جدول المباريات، إذ ينتظر ريال مواجهة حاسمة في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا منتصف الأسبوع المقبل أمام باريس سان جيرمان.
سيحاول أنشيلوتي توزيع الجهد بين اللاعبين الأساسيين والبدلاء، من أجل ضمان أفضل جاهزية قبل رحلة “حديقة الأمراء”، مع الحفاظ على دافع المنافسة في الليغا.
في المجمل
تأتي قائمة اليوم لتوضح ثقة أنشيلوتي في عمق الفريق، واحترازه من مخاطرة صحية قد تؤثر على المباريات المقبلة. ومع عودة بيلينجهام للعطاء، وبصيص الأمل لعودة رودريجو سريعًا، يخطو ريال مدريد أولى خطواته نحو ثلاث نقاطٍ ضروريةٍ في معركة التتويج الإسباني، قبل الانشغال باللقاء الأوروبي الأهم لهذا الموسم.