أسلوب ألونسو وتفضيله للمواهب الصاعدة
خلال موسم 2023–2024، نجح تشابي ألونسو في تحقيق ثنائية الدوري والكأس الألمانيين بلا خسارة، معتمداً على دمج لاعبين شباب في التشكيلة الأساسية وتعزيزهم بالخبرة التكتيكية. لقد منح الدولي الإسباني فرصاً واسعةً لأسماءٍ مثل أردا جولر، إذ حاول ضمه الصيف الماضي إلى ليفركوزن قبل أن تُعقّد الصفقة. ويعزو المتابعون هذا التوجه إلى فلسفة ألونسو التي توازن بين الضغط العالي والسيطرة على الكرة، وتتيح للاعبين المبدعين مساحةً للتعبير (AS).
وما يُثري هذه الرؤية أن ألونسو سبق وأن صرّح بأن جولر يمتلك “رؤيةً استثنائيةً للتمرير من العمق، وقدرةً على كسر الخطوط بلمسةٍ واحدة” (Mundo Deportivo)، ما يجعله مناسباً تماماً للطريقة التي يعتزم تطبيقها مع ريال مدريد. وبعد فترةٍ من تراجع فرصته تحت قيادة أنشيلوتي، فإن جلب ألونسو لأردا سيعيد للإسباني-التركي ضمان مشاركةٍ منتظمةٍ، وسيكون بمقدوره الاعتماد عليه كنقطة ربطٍ أساسيةٍ بين وسط الميدان والهجوم.
معاناة جولر في عهد أنشيلوتي وفرص جديدة قادمة

انضم جولر (20 عاماً) إلى مدرسة ريال مدريد صيف 2022 بعد تألقه مع غلطة سراي، وحمل آمالاً عريضةً لخلافة لوكا مودريتش وتوني كروس في خط الوسط. غير أن أنشيلوتي استخدمه بديلاً محدود الدور، ولم تتجاوز مشاركاته مع الفريق الأول 12 مباراةً رسميةً في الموسم الماضي، ما أثار تساؤلاتٍ عن مستقبله في “الملكي” (AS).
كان جولر قريباً من الرحيل الصيف الماضي بحثاً عن دقائق لعب أكثر، بل جرى ربطه بأنديةٍ أوروبيةٍ عدةٍ، لكنه اختار البقاء وثقة الإدارة بمخاطبة ألونسو في ضمه إلى ليفركوزن لدت سليمةً أن يبقى في مدريد. والآن، مع بروز إمكانية وصول مدربٍ يؤمن بقدراته، تبدو الأبواب مفتوحةً أمامه لاستعادة الزخم؛ إذ سيُمنح فرصاً للاعب وسطٍ قادرٍ على الانطلاق خلف الدفاعات المتراصة، وتنشيط الجهة الواصلة للثلاثيات الهجومية عبر لمسةٍ مبتكرة.
أدوار متوقعة وعلاقة ثقة متجددة
من المتوقع أن يستفيد أردا من نموذج ألونسو التكتيكي عبر تفعيل دوره في محور الارتكاز أو كلاعبٍ ثانٍ خلف رأس الحربة، مع الحفاظ على حركاته العرضية والعمودية. وفي ليفركوزن، شارك جولر كلاعب وسطٍ مهاجمٍ في 28 مباراةٍ موسم 2023–2024 وسجل 6 أهدافٍ وصنع 9 أخرى، ما يؤكد قابليته للتكيف مع المهام المنوطة به تحت هجومٍ منظمٍ وضغطٍ متقدمٍ (AS).
تكمن قوة الثقة المتبادلة بين اللاعب والمدرب في معرفتهما السابقة في ألمانيا، حيث عملوا معًا على بناء خطةٍ دفاعيةٍ هجوميةٍ متوازنةٍ. ومع انتقال ألونسو إلى مدريد، سيتوافر لجولر احتمال المشاركة الأساسية في الليغا ودوري أبطال أوروبا، ما سيمنحه حافزاً إضافياً للمنافسة على الألقاب والمزيد من الدقائق الحاسمة.
انعكاسات الحسابات المالية واستراتيجية النادي

سيسهم تولي ألونسو في خفض حاجة ريال مدريد للجوء إلى صفقاتٍ باهظة الثمن في مركز الوسط، إذ إن وجود جولر ضمن الكتيبة يُتيح استثمار ميزانيةٍ أكبرٍ للتعاقد مع عمود دفاعيٍ أو مهاجمٍ جديدٍ. ووفقًا لصحيفة “آس”، فإن النادي الملكي يفضّل الخيار الداخلي لما يوفره من وقت تأقلمٍ أقلّ وتكلفةٍ ماديةٍ منخفضةٍ مقارنةً بصفقاتٍ خارجيةٍ ضخمةٍ.
كما سيعزز هذا التوجه مسار سياسة النادي في دعم المواهب الشابة، حيث بات ريال مدريد يعتدّ بشكلٍ متزايدٍ على خريجي أكاديمية “لا فابريكا” والمستقطبين الواعدين، لضمان استدامة القوام التكتيكي في المدى الطويل.
خاتمة: فصلٌ جديدٌ لجولر وسياسة الاستمرارية
مع انفراج الأوضاع الفنية المحتملة برحيل أنشيلوتي وتعيين تشابي ألونسو، يتهيّأ أردا جولر لأهم محطةٍ في مسيرته الاحترافية حتى الآن. إذ سيحظى بالبيئة التكتيكية التي تعزز من لعبه الإبداعي، وبثقة مدربٍ يعرف كيفية صياغة نجوم المستقبل في قلب الفرق الكبرى. وبالتالي، سيخرج جولر من خانة الاحتياطي إلى مصاف لاعبي الوسط المؤثرين في ريال مدريد، ليؤكد نفسه كلاعبٍ أساسيٍ في قلب ماكينة “الملكي” المتجدد.