مسيرة يامال في لاماسيا وتطوّره اللافت
ترسّخت أوّلى بصمات يامال داخل أكاديمية لاماسيا عندما كان في السابعة عشرة من عمره، إذ أثار انبهار المدربين بقدرته على المراوغة والتحكم في الكرة تحت الضغط منذ ظهور اسمه مع فرق الأشبال. ويؤكد فونت، الذي أشرف على تدريبه في فريق تحت 10 سنوات، أن الوصافة الإحصائية التي حقّقها يامال في الموسم الحالي بمعدل التمرير الحاسم وصناعة الأهداف تفوق الأرقام التي سجّلها ميسي في فئاته العمرية المناظرة.
«لامين كان يقوم بأمور غير اعتيادية بالنسبة لعمره»، يقول فونت، ويضيف: «قدراته التقنية وقراءة الملعب في الفضاءات الضيقة لم نرَ لها مثيلاً مع أي لاعب آخر في فئات ناشئي برشلونة»، مما يعكس ثقة المدرب المخضرم في أن يامال يمكن أن يصبح أحد نجوم الفريق الأول لسنوات طويلة.
مؤشرات تفوق إحصائي … ولكن هل تستمرّ للعشرية المقبلة؟
يتفوّق يامال، وفق إحصائيات «ماركا»، في بنود مثل متوسط الأهداف المُسجلة والمُساعِدَات (الـ«أسيست») لكل 90 دقيقة، كما سجل أعلى نسبة مراوغات ناجحة بين اللاعبين دون 18 عاماً في الدوريات الأوروبية الكبرى هذا الموسم. وقد جعلت هذه الأرقام الكثيرين يُعيدون الحسابات عند الحديث عن مستقبل النادي وضرورة دمج لاعبي لاماسيا في التشكيلة الأساسية.
لكن فونت يُحذّر من سرعة إصدار الأحكام:
«الحفاظ على هذا المستوى لمثل هذا الكم من السنوات كما فعل ميسي سيكون تحدياً هائلاً. اللياقة الذهنية والجسدية تحتاج إلى إدارة صحيحة ومتابعة مستمرة من الجهاز الفني والطبي»؛ في إشارة إلى أهمية التخطيط طويل الأمد لحماية المواهب الشابة.
ثقة مفرطة أم بوصلة للتطوير؟

تلفظ لامين يامال أحياناً بتصريحات تبدو واثقة بشكل يفوق سنه، وهو ما فُسّر على أنه «تكبر» من بعض الصحف والجماهير. ويرد فونت على ذلك:
«الشيء الأهم هو اغتنام هذه الثقة البناءة. كلما تعلم كيفية التحكم بمظهره أمام الكاميرات، وتوجيهها نحو التركيز على الكرة والعمل الجماعي، سيكون أقرب إلى النجاح على المستوى الأعلى».
ويضيف:
«في أي نادي كبير مثل برشلونة، يحتاج اللاعب نوجوان إلى دعم نفسي وفني لاتقان التعامل مع الشهرة. لامين لديه مقومات عظيمة، لكن عليه أن يتعلّم كيف يسير بخطى ثابتة وسط الضغوط المتلاحقة».
مسؤولية الأدلة الفنية والحكام الإعلاميين
حثّ المدرب الناشئ المسؤولين في النادي والصحافة والحكام على التعامل بحذر مع التطوّرات القادمة، معتبراً يامال «جوهرة ثمينة» يجب عدم تعريضها للمقارنات العابرة أو التهويل قبل استكمال المتطلبات الفنية. وقال:
«نحن نملك شيئاً مميزاً جدًا، ويجب على الجميع – من النادي وحتى الحكام – أن يعتنوا به؛ لأن المسار الخاطئ في التقييم الإعلامي أو التحكيمي قد يؤثر سلباً على نفسيته».
وفي نفس السياق، يُنتظر أن يعتمد الجهاز الفني بقيادة تشافي هيرنانديز على خطة تدريجية لا تتجاوز 20–25 مباراة رسمية هذا الموسم، بهدف الحفاظ على نشاط اللاعب وتقليل مخاطر الإرهاق والإصابات.
ميلاد جيل جديد أو استذكار أساطير

تُعيد هذه التصريحات الجريئة الحديث عن انعطافة تاريخية في الاعتماد على خريجي لاماسيا لقيادة برشلونة في المستقبل، بعد عقود من الهيمنة الأوروبية مع نجوم مثل ميسي، تشافي، وإنييستا. وأشار فونت إلى أن نجومية يامال قد تتحوّل إلى نموذج يُحتذى به إذا ما اتُّبع مسار تطويري متكامل يشمل:
1. إعداد بدني مخصص يناسب قدراته التقنية.
2. إشراك تدريجي في المباريات الكبيرة للحفاظ على تركيزه وتحصينه النفسي.
3. متابعة نفسية ودعم نفسي مستمر للتعامل مع ضغوط الشهرة المبكرة.
نحو استمرارية الإنجازات
في نهاية حديثه، حثّ جوردي فونت الجماهير على التحلّي بالصبر:
«من الصعب توقع مستقبل لامين مائة في المائة، ولكن المؤكد أننا أمام موهبة فريدة لم نرَ مثلها من قبل»، خاتماً أن الطريق أمام يامال ما زال طويلاً، وأن التفوق الإحصائي في سن مبكرة لا يضمن تلقائياً العلو في قائمة أساطير النادي، بل يتطلب إدارة دقيقة للمواهب والضغوط على حد سواء.
في ختام الحديث
يبقى الرهان على تطوير لامين يامال ضمن ورشة لاماسيا الكبرى، في وقت يترقب فيه قطاع واسع من عشاق كرة القدم الإسبانية متابعة كل حركاته على طريق السعي لتكرار إنجازات ميسي وبناء إرثٍ جديد للجيل القادم في قلعة "الكتلان".