في مفاجأة تُعيد إثارة السوق الصيفي الإسباني، قرر ريال مدريد إطلاق صاروخ مفاوضاته صوب نيكو ويليامز، الجناح الأيمن الشاب لأتلتيك بيلباو والمنتخب الإسباني، مُفعّلًا بند فسخ العقد بقيمةٍ تصل إلى 58 مليون يورو. خطوةٌ يصفها خبراء بـ”الهجمة المضادة” لدرء خطر انتصار برشلونة في سباق ضم المواهب الواعدة هذا الصيف.
عودة الميرينغي الكبير: حربٌ مفتوحة على حافة البرنابيو
بعد موسمٍ شاحب خلت خزائنه من دوري الأبطال وفشل في كأس الملك وتخلّفه عن الصدارة في الدوري، يضع ريال مدريد مهمّة تصحيح المسار على رأس أولوياته، بدايةً بتعزيز الخطوط الأمامية. وحسب تقرير صحيفة ماركا الإسبانية، لا يتردّد النادي الملكي في دفع كامل قيمة الشرط الجزائي لانتزاع ويليامز من أيدي الباسكيين، ومنع برشلونة من تحقيق ما عجز عنه منذ أشهرٍ قليلة (ماركا).
نيكو… الوجه الأصفر القادم من الجبال الباسكية
ولد نيكو ويليامز (22 عامًا) في قلب منطقة الباسك عام 2002، وصعد سريعًا من فئات أكاديمية أتلتيك تحت اسم “لومبارديتا” حتى احتل مركز الجناح الأيمن الأساسي في الفريق الأول. هذا الموسم، سجّل 11 هدفًا وصنع 7 تمريرات حاسمة في جميع المسابقات، مسهمًا في قيادة رجال إنياكي ويليغارا إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي للمرة الأولى منذ سنوات (ماركا). كما كان عنصرًا مؤثرًا في تتويج منتخب إسبانيا بلقب كأس الأمم الأوروبية الصيف الماضي، حيث شارك بأناقة في إحداث الفارق خلال مباريات الأدوار الإقصائية.
خطّة درع ميليتاري لشلّ خصوم اللوس بلانكوس
يرى فلورنتينو بيريز والإدارة الفنية أن تفعيل الشرط الجزائي في عقد ويليامز هو الصاعقة التي تمنع برشلونة من الاستمرار في سباق التعاقدات، خاصةً بعد أن ضاقت فرصهم بالتوقيع معه خلال الميركاتو الشتوي، ليرتبط اسمه دائمًا بالأولويات الكاتالونية. وبهذه الخطوة سيضرب ريال مدريد عصفورين بحجرٍ واحد: تدعيم الجناح الأيمن بلاعبٍ سريعٍ ورشيقٍ، وفي الوقت ذاته حرمان الخصم التقليدي من إضافة مكسبٍ إن أراد.
النقلة التكتيكية لراحة أنشيلوتي وترحيب تشابي القادم
سيأتي ويليامز إلى سانتياجو برنابيو التزامًا برؤية المدرب الجديد تشابي ألونسو، الذي سيحل محل كارلو أنشيلوتي بعد مباراة الوداع أمام ريال سوسيداد يوم 24 مايو الجاري. إذ يُرجّح أن يبحث ألونسو عن خيارٍ هجوميٍ قادرٍ على التغلغل خلف المدافعين، ويضيف عمقًا ويسارعة للهجوم الملكي. في المقابل، يُمكن أن يكون ضم ويليامز شارةً لمرحلة انتقالية تحت قيادته، تُرجّح الكفة لصالح المواهب الصغيرة المدعومة بتجربة النجوم المعتزلين.
رحيل رودريغو وفتح باب “الأسواق الإنجليزية”
لا يقتصر تأثير الصفقة على إضافة نجمٍ جديد فحسب، بل قد يسرّع خروج رودريغو غويس، الذي تلقى عروضًا من أندية الدوري الإنجليزي. ومع وصول ويليامز، ستتقلّص فرص بقاء رودريغو في تشكيل البلانكوس، حيث قد يبحث النادي عن بيعٍ يتوافق مع سياسات خفض الأجور وتجديد الدماء. ولا يُستبعد أيضًا أن يظل البرازيلي الصاعد إندريك تحت المراجعة، وسط حديث عن بيعٍ محتمل أو إعارةٍ لإتاحة مساحةٍ في قائمة الميرينغي.
خلفية الصفقة وتأثيرها على خطط الميركاتو
تقول مصادر في أروقة الفاتورنيتشر أن الصفقة سترتبط أيضًا بعدد من التبادلات المحتملة مع أتلتيك بيلباو، وربما تضم لاعبًا شابًا آخر من أكاديمية العاصمة، كجزءٍ من حزمة “التوازن المالي” المتفق عليها بين الناديين. ويفيد التقرير بأن الميرينجي لا يمانع في إضافة بند بيع مستقبلية أو نسبة من إعادة البيع لتخفيض العبء الفوري على الميزانية، بينما يحصل أتلتيك على لاعبٍ واعدٍ يعوّض رحيل نجمه بسخاءٍ مالي.
صراع الميركاتو والأندية الطامحة لمصيدة نيكو
بعيدًا عن ثنائية ريال مدريد وبرشلونة، جرى رصد أسماءٍ أخرى لاقتطاع الصفقة من أيدي العملاقين، ومنها مانشستر يونايتد وتشلسي اللذان يبحثان عن حلٍ هجوميٍ سريعٍ بتكلفةٍ معتدلة مقارنةً بصفقات الدايفرجينج الكبرى. لكن رغبة ويليامز الشخصية في التركيز على مسيرته وارتباطه بمعادلة “الضغوط العالية والألقاب الكبيرة” قد تميل كفّته صوب القميص الأبيض الذي يضمن له الاحتراف في أعلى المستويات.
ماذا بعد تأكيد الصفقة؟
سيكون الضغط كبيرًا على نيكو ويليامز لإثبات جدارته بقميصٍ بحجم ريال مدريد، حيث سيواجه تحديات تنافسية داخلية مع فينيسيوس جونيور ورودريغو وأيمن فاتي وغيرهم. ومن المتوقع أن يمنحه تشابي ألونسو دقائق تجريبية في بطولة ودية ما قبل الموسم، ثم يبدأ بالمزج بين مبارياته في الليجا ودوري الأبطال، مع منح الأفضلية لأداءٍ هجوميٍ متنوع.
في انتظار الإعلان الرسمي، تتجه الأنظار حاليًا إلى الخطوات النهائية للمفاوضات بين الميرينغي وأتلتيك. وإذا ما نجح ريال مدريد في كسر كبوة الموسم الماضية بضم نيكو ويليامز، فسيصبح هذا الصيف أكثر حرارةً وإثارةً في سوق الانتقالات الأوروبية، مع وعدٍ بلحظةٍ “لا تُعوَّض” في تاريخ النادي الأبيض.
