السياق التنافسي: الصدارة على المحك
لم تكن الجولة الـ34 من الدوري مناسبةً لخفض حرارة المنافسة؛ إذ فاز برشلونة على بلد الوليد 2-1 السبت، ثم عاد ريال مدريد ليلحق به بنتيجة مماثلة ضد سيلتا فييغو صباح الأحد، مثلا حالةً من التراجُع في فارق النقاط الذي تراجع من سبع إلى أربع. هذا الوضع كرّس أهمية الكلاسيكو المقبل، الذي بات يُنظر إليه على أنه «معركة الحسم» في صراع اللقب بين قطبي إسبانيا.
وفي حال نجح البارسا في تحقيق الفوز يوم الأحد، فسيقتنص النقاط الثلاث ويبتعد بست نقاطٍ قبل ثلاث جولاتٍ على النهاية، أي عمليًا سيحسم اللقب ويدشن تتويجه الرابع في الليغا خلال خمس سنوات. أما انتصار ريال مدريد فسيعيد المباراة إلى نقطة الصفر، ويضع برشلونة تحت الضغط من جديد قبل جولةٍ وحيدةٍ على خط النهاية.
كلمات ميغيل: “حان وقت الكتابة الثالثة”
في أعقاب فوز الميرينجي على سيلتا فييغو وتزامنه مع فوز برشلونة على بلد الوليد، نشر جافي ميغيل تغريدةً عبر حسابه الرسمي على «إكس»، جاء فيها:
“كالعادة… سيُترك لبرشلونة مهمة إنهاء الأمر يوم الأحد! لقد انتزعنا لقبين أمام أنوفهم، والآن حان وقت الثالث!”
لم يأتِ اختيار الكلمة عبثًا؛ فقد استرجع ميغيل فوز الريال في نهائي كأس السوبر الإسباني بملعب «جوهان غامبر» (5-2)، ثم الفوز 3-2 في نهائي كأس الملك على «الأزرق والأحمر»، إضافةً إلى انتصار الذهاب في الليغا برباعيةٍ نظيفةٍ على ملعب «سانتياغو برنابيو». وكان كل ذلك بمثابة «درسٍ عملي» قدمه ريال مدريد لبرشلونة في مواجهات الكأس — بحسب رأي ميغيل — وأعلن أنه بعد فوزٍ ثالثٍ لن يفوّت التاريخ على «الكتالان» كتابة نهايةٍ مشرقةٍ للموسم.
لماذا حان وقت الثالث؟
- تألق في النهائيين: أثبت الريال قدرته على رفع مستوى الأداء في المباريات الحاسمة؛ فقد سجل 5 أهدافٍ في نهائي السوبر، ثم 3 أهدافٍ في نهائي الكأس.
- عوامل الخبرة: يمني أنشيلوتي النفس أن يقود فريقه مجددًا لاستغلال الضغوط النفسية المفروضة على ميسي ويامال وفريقهم الشاب، معتقدًا أن الخبرة ستفرض نفسها في الكلاسيكو.
- الفارق النفسي: رأى ميغيل أن ثلاثية الألقاب الأخيرة (سوبر، كأس، الذهاب في الليغا) تجعل الريال يتطلع إلى ركلة البداية الثانية في كامب نو بثقةٍ كبيرةٍ وأنغامٍ خارجةٍ عن توقعات البارسا.
موقعة الكامب نو: سيناريوهات منتظرة
تتراوح قراءات كتاب الرأي بين سيناريوهين رئيسيين:
- انتصار برشلونة: حسم اللقب نظريًا قبل جولةٍ على النهاية، ما يؤكد هيمنة تشافي على الليغا ويعزز ثقة الشاب لامين يامال وفيران توريس.
- فوز ريال مدريد: إبقاء الأمل والصراع مشتعلًا، قبل جولةٍ مصيرية ثالثةٍ على أرض الميرنجي، يُتوقع أن تحمل توترًا هجوميًا ودفاعيًا منقطعي النظير.
خلف الكواليس: الاستعداد والمعنويات
يحضر أنشيلوتي كلاسيكو الليغا عبر برنامج تحضيري يتضمن دروس فيديو تحليلية لمباريات البارسا الأخيرة، وسط حرص على تحميل نجومه مبادئ “الضغط العالي” و”الانتقال السريع”. في المقابل، يعول تشافي هيرنانديز على الحالة الجماعية المتصاعدة داخل «كامب نو»، بعدما حقق الفريق فوزه الرابع على التوالي في جميع المسابقات.
وفي كواليس الإعلام، تشهد قنوات “ماركا” و”موندو ديبورتيفو” تحليلاتٍ يوميةٍ لمهام كل خط؛ دفاعيًا يتابع الإصرار على الاحتفاظ بشباك نظيفة أمام مبابي وفينيسيوس، وهجوميًا يركز على استغلال كرات يامال المباغتة وتهيئة المساحات للروخي بلانكوس.
ما بعد الأحد… من سيرسم المشهد الأخير؟
سواءً انتهى الصراع في كامب نو أو استمر حتى جولة النهاية، فإن كلاسيكو الموسم 2024–2025 سيترك بصمةً واضحةً في سجلات الكتاب والإعلام والجماهير. وإذا نجح برشلونة في تحقيق الفوز، فستكون جملة ميغيل بمثابة نبوءةٍ تحققت: “الكتالان أنتزعوا ثالث الألقاب”، وقد تبدأ صفحةٍ جديدةٍ من “عصر تشافي” في الليغا. أما إذا انتصر ريال مدريد، فسيُكتب للفريق الملكي خبرا من نوعٍ آخر: أن تحقيق العكسيات في الكلاسيكو هو ما يبقي المنافسة مشتعلةً حتى آخر لحظة، ليكتب أنشيلوتي فصلًا جديدًا عن سطوة الخبرة في حفلات الحسم.
وبالتالي، تبقى الأيام المقبلة حاسمةً في تحديد هوية بطل الليغا، لكن الواضح أن الأجواء الإعلامية والجدالات التحليلية ستزداد سخونةً مع اقتراب منفذ صافرة البداية في كامب نو، حيث ستدق أجراس الثأر أو الاحتفال في أساطير الكلاسيكو الإسباني.
