قيمة بيدري الفنية والتكتيكية
على الرغم من امتلاك برشلونة لثلاثي هجومي يُعدُّ من أبرز نجوم أوروبا، فإن بيدري نجح في منح الفريق بُعداً تكتيكياً متكاملاً:
- إدارة الإيقاع: يمتلك بيدري قدرة نادرة على ضبط سرعة اللعب بين الانتقال من الضغط العالي إلى التشكيلات الدفاعية دون فترات فراغ، مما يتيح للكتالان إعادة السيطرة بعد فقدان الكرة.
- المساحات الضيقة: يتفوق لاعب الوسط الإسباني في تجاوز الخصوم بمراوغاتٍ ذكيةٍ حتى في حالات الضغط الشديد داخل خط الوسط، حيث ينجح بمتوسط 11–12 مراوغةٍ ناجحةٍ في المباراة الواحدة وفق إحصائيات “أوبتا”، متفوقاً على غالبية نجوم الوسط في أوروبا.
- المساندة الدفاعية والهجومية: لا يكتفي بيدري بدوره الإبداعي، بل يساهم في استخلاص الكرات (متوسط 2–3 قطع ناجحةٍ لكل مباراة) ويعزز خيارات الدفاع عند المرتدات، ثم يتحول بسرعة إلى صانع لعبٍ بتسديداته العرضية وتمريراته الطولية الدقيقة.
حسم المباريات يبدأ به
قال كروس: “في نظري، لاعب مثل بيدري أهم من يامال، رافينيا، أو حتى ليفاندوفسكي بالنسبة لبرشلونة. هؤلاء اللاعبون يحسمون المباريات بالأهداف، لكن بيدري هو من يتيح لك الوصول إلى تلك اللحظة الحاسمة.”
ويعني ذلك أن قدرة بيدري على التحكم بالكرة وتوزيعها بشكلٍ يزيد فعالية الثلاثي الهجومي هي المفتاح الأهم في فلسفة تشافي هيرنانديز، خاصةً في المباريات الكبرى مثل الكلاسيكو، حيث يضطر الفريق عادةً للدفاع بشكلٍ منظمٍ قبل استغلال التحولات الهجومية السريعة.
لماذا لا يشبه ميسي؟

واصل كروس مدحه قائلاً:
“بيدري ليس مثل ميسي؛ فأنت تلاحظ على ليونيل سرعته الفائقة وحركته المتفجرة، بينما يبدو بيدري أقل سرعةً في عينيك، لكنه في الواقع سريعٌ للغاية. سرعته تكمن في سلاسة حركته وقدرته على المراوغة دون فقدان توازنه أو الكرة.”
ويشير هذا الوصف إلى أن قوة بيدري تأتي من دمج السرعة بالمهارة التقنية والذكاء التكتيكي بما لا يتيح للخصم التنبؤ بتحركاته.
أرقامٌ مبهرةٌ في أكبر البطولات

يتجلى تأثير بيدري هذا الموسم في كافة المسابقات:
- الدوري الإسباني: ساهم بـ6 أهدافٍ وصنع 8 تمريراتٍ حاسمةٍ قبل نهاية الموسم بأربع جولات، مع متوسط تمريرات ناجحةٍ يفوق 90%.
- دوري أبطال أوروبا: تجاوز أرقامه في النسخ السابقة عبر صناعة 5 فرصٍ حقيقيةٍ لكل 90 دقيقة، وتسجيل هدفين في مرحلة خروج المغلوب، ما يضعه في صدارة لاعبي وسط الكتالان حسب بيانات UEFA.
- المباريات الكبيرة: حقق معدل تقييم أعلى من 7.5 على موقع “هو سكورد” في أكثر من 10 مواجهاتٍ بين ريال مدريد وأتلتيكو ونابولي، ما يستحق إشادةً خاصةً في استوديوهات “ماركا” و“موندو ديبورتيفو”.
تأثير مواجهة الكلاسيكو
يستعد برشلونة لمواجهة ريال مدريد في الجولة الـ35 من الليغا على ملعب مونتجويك، حيث يتقدم البلوجرانا بأربع نقاطٍ على الطليان الملكيين. ويرى الخبراء أن حسم وسط الميدان سيكون له الدور الأكبر في تحديد بطل الليغا، بعد أن أثبت الموسم الحالي أن:
- خصم اللياقة العالية: تعتمد الكلاسيكو على القدرة على التحرك لمسافاتٍ تتجاوز 12 كيلومترًا لكل لاعب، وهنا يتميز بيدري بشراسته في استعادة الكرة والانطلاق بالهجمة.
- ضغط الحفاظ على التقدم: يلزم الفريق الذي يتقدم إيقاف عمليات إعادة تنظيم دفاع المنافس، وعادةً ما يتحكم فيها محور الوسط باللعب القصير والسريع، وهو الدور الذي يبرع فيه بيدري.
خلاصة: لاعب كامل لمواجهة المستقبل
بعد أن أشاد به نجمٌ كبيرٌ بحجم توني كروس، تأكد أن بيدري يتربّع على عرش لاعبي الوسط في إسبانيا وربما في أوروبا.
إن صعود لاعبٍ لا يتجاوز 21 عامًا إلى هذا المستوى من الأهمية داخل فريقٍ يضم نجومًا من العيار الثقيل، يعكس قوة مشروع برشلونة في دمج الشباب بالخريطة الفنية القديمة.
ومع اقتراب نهاية الموسم، يبقى السؤال: متى يستمر بيدري في تحطيم التوقعات ويثبت أنه لا يقل أهميةً عن أعظم صناع الألعاب في التاريخ؟