ثلاثية مبكرة ومن ثمّ تساهل تكتيكي
سيطر ريال مدريد على الربع ساعة الأول من اللقاء بشكلٍ كامل، وتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف عبر الألماني أردا جولر (33)، والفرنسي كيليان مبابي (39 و48)، عابرةً دفاع سيلتا القابل للكسر.
وحالما بدا أن النقاط الثلاث قد صُودرت، لجأ أنشيلوتي إلى إجراء تبديلاتٍ ضَعفت نجاعة خط الوسط والضغط العالي، معتمداً على الدفع بأسماءٍ أقل خبرةً في المواقف الحاسمة.
قال طارق ذياب عبر شاشة “بي إن سبورتس”: “أنشيلوتي أخرج لاعبًا شابًا في الخط الخلفي ثم أخرج أفضل عناصره في الملعب، أردا جولر، وكأن المباراة قد حُسمت عند الدقيقة 60! منح الخصم ثقةً باهظة، وهو السبب الرئيسي لعودة سيلتا فيغو.”
تبعات التبديلات على أداء الملكي
خلال 15 دقيقةٍ من تبديلات أنشيلوتي (بين الدقيقة 60 و75)، شهد ريال مدريد ضعفاً في التغطية الدفاعية وتراجعاً في الضغط على حامل الكرة، فتلقّى هدفين في الدقيقتين 69 (ميندي) و76 (بديل) على الترتيب، لينجح سيلتا في تقليص الفارق ومعادلة الأرض التكتيكي.
ورصدت الإحصائيات:
- تراجع الاستحواذ: من 65% إلى 52%.
- انخفاض الفرص: من 10 فرص في الشوط الأول إلى 3 فقط في الثاني.
- زيادة التمريرات الخاطئة: بنسبة 20% بعد خروج جولر.
- الفرص الخطرة: 5 فرص مؤكدة لسيلتا بسبب الثغرات التي خلفها التغيير.
جولر الضحية… فقدان الثقة ضرب الإبداع

أردا جولر، الذي تألق في الشوطين الأول والثاني قبل خروجه عند الدقيقة 60 بصافرة تبديلٍ مروعةٍ بحسب ذياب، سجّل الهدف الافتتاحي وقدم تمريرتين حاسمتين وخلق أكثر من 4 فرصٍ مؤكدةٍ.
قال المحلل: “لو كنت مكان أنشيلوتي، لما وضعت جولر على دكة البدلاء. هو من أفضل اللاعبين في الملعب اليوم، ولكن غياب الثقة يحطّم معنوياته. كيف تطلب منه التألق يوم الأحد في الكلاسيكو وهو يفكّر أن دوره محدودٌ في الدقائق الأخيرة؟”
ومن الجدير بالذكر أن ظهور جولر المتذبذب كأساسي هذا الموسم – شارك في 12 مباراةٍ كأساسي من أصل 30 – أثر على قدرته على إيجاد الانسجام مع زملائه وفرض الإيقاع المطلوب.
ريال مدريد بين الصدارة والثنائية المحتملة

رفع الفوز رصيد ريال مدريد إلى 75 نقطةٍ في المركز الثاني بفارق أربع نقاطٍ خلف برشلونة المتصدر، مع تبقّي 4 جولاتٍ على نهاية الليغا.
- الكلاسيكو: سيواجه الفريقان يوم الأحد القادم على ملعب مونتجويك، حيث لا بديل عن الفوز إذا أراد الملكي استمرار المنافسة.
- دوري الأبطال: ينتظر ريال أيضًا نصف النهائي أمام مانشستر سيتي، مما يزيد من تعقيد إدارة الموارد البشرية.
- التحدي الثنائي: يتطلب من أنشيلوتي إعادة النظر في طريقة التعامل مع اللاعبين الشباب وإدارة الوقت بدقة أكبر.
ملاحظات ختامية
في نهاية المطاف، يبقى السؤال حول قدرة أنشيلوتي على إعادة الثقة لجولر وبقية العناصر الصغيرة التي أثبتت إمكانية حمل الراية الفنية، وسط ضغطٍ متزايدٍ بين الجماهير والإدارة لمجاراة برشلونة وإنقاذ موسمٍ حافلٍ بالتحديات.
ومهما كانت نتائج "الكلاسيكو" القادمة، فإن درس مباراة سيلتا فيغو سيظل عبرةً في كيفية التعامل مع التفوق المسبق والابتعاد عن المهادنة التكتيكية التي تعطي الخصم فرصًا لا يُعوَّض عنها.