أبناء بيرنابيو بين راحة مزيّفة وهفوات قاتلة
بدأ ريال مدريد اللقاء بشكلٍ إيجابي، حيث اعتمد على بناء المراكز من العمق وتمريراتٍ بينيةٍ أدّت إلى أهدافٍ عبر الألماني أردا جولر والفرنسي كيليان مبابي (هدفين). لكن الشوط الأول، رغم النتيجة المريحة، لم يخلُ من لغاتٍ دفاعيةٍ انكشف خلالها التّفاوُت في التغطية على الأطراف، ما سيظهر بجلاءٍ في الشوط الثاني.
الأخطاء الدفاعية تعيد ذكريات الماضي
- استسلام الوسط: مع صافرة الشوط الثاني، بدا أن اللاعبين استكانوا لنتيجة الشوط الأول، فخسر ريال السيطرة في منتصف الملعب.
- ضعف التنظيم: تراجعت خطوط الضغط العالي، مما منح سيلتا الفرصة للعودة بهدفين في الدقيقتين 69 و76.
- دور الحارس: كان تيبو كورتوا هو المنقذ الوحيد، بعدما خرج من مرماه أكثر من مرة لمنع تسديداتٍ خطيرة.
تكرار خطأ الألافيس… من يحمّل كارلو المسؤولية؟

يمكن تلخيص الخطأ التكتيكي الأبرز في تكرار ما حدث أمام ألaves في سبتمبر الماضي؛ حيث أعاد أنشيلوتي سيناريو إخراج المدافع إيدير ميليتاو وتهدّده بتقليص الفارق.
في مباراة الليلة، كرّر المدرب الإيطالي السيناريو ذاته بإخراج الدولي التركي أردا جولر (الدقيقة 83) رغم كونه أفضل عناصر الفريق من ناحية الربط بين الخطوط وصناعة الفرص، وفضّل إشراك الشاب جياكومو رامون بدلًا عن خيسوس فاييخو أو ميليتاو.
- انتقاد إعلامي: “ماركا” علّقت: “قرار إخراج جولر لم يتناسب مع السياق حيث كان الفريق بحاجة لتمريراته خلف دفاع الخصوم”.
- موقف “موندو”: “أنشيلوتي استدعى تشاؤمات الموسم وشوّه الثقة بين المدرب واللاعبين”.
السلاح الفاسد في خط الهجوم… الأنانية تقتل الإبداع الجماعي
رغم امتلاك ريال مدريد لنجومٍ بسرعاتٍ مذهلةٍ وأقدامٍ قاطعةٍ على المرمى، يبقى العائق الأساسي هو الانفرادية الزائدة وغياب التعاون داخل المراكز الأمامية.
- الانفراد يقتل الفرصة: شهد الشوط الثاني تكالبًا فرديًا أمام المرمى، حيث حاول كل مهاجمٍ اقتناص بصمته التهديفية دون تمريرٍ متقنٍ للاعبٍ في وضعيةٍ أفضل.
- إحصائيات واضحة: صاحب الكرة في نصف ملعب الخصم تراجع بنسبة 18%، وعددُ التحولات العكسية زاد بأكثر من 25% مقارنةً بالشوط الأول.
- التعاون المفقود: مثال ذلك، مبابي الذي سدد عرضياتٍ بعيدةٍ بدلاً من إمداد زميله في منطقة الجزاء، بينما أصرّ فينيسيوس على المحاولات الفردية بدلًا من التعاون مع فارياس ومودريتش.
تحدٍ أمام الكلاسيكو… ضرورة إعادة الثقة والتنظيم

مع تبقّي مباراة الكلاسيكو أمام برشلونة يوم الأحد المقبل على ملعب مونتجويك، يتحتم على أنشيلوتي:
- إعادة بناء الثقة: عبر منح اللاعبين الأساسيين شعورًا بالأمان التكتيكي وليس الاعتماد على مفاجآتٍ تبديليةٍ قد تثير الفوضى.
- فرض الجماعية الهجومية: من خلال توزيع المهام بين الثلاثي الهجومي وتخصيص أدوارٍ واضحةٍ لضغط المنافس وإيجاد فرصٍ حقيقية.
- تنظيم منتصف الملعب: عبر تفعيل دور كروس ومودريتش وبيليجنهام في حماية الدفاع وتقديم الكرات في اللحظات المناسبة.
هل يعود أنشيلوتي إلى الصواب قبل الكلاسيكو؟
يؤكد عشاق النادي الملكي أن العودة القوية ضد برشلونة لن تتحقق إلا بإغلاق ثغرة الفردية، وضخ نفحاتٍ تكتيكيةٍ جديدةٍ لإحباط أسلوب بيدري وجافي ويامال.
ويبدو أن اللقاء المقبل سيصبح اختبارًا نهائيًا لقدرة ريال مدريد على تحويل الدروس المستفادة من مباراة سيلتا فيغو إلى وقودٍ قويٍ لموقعة الكلاسيكو الحاسمة.