
في تطورٍ لافتٍ أثار اهتمام جماهير الكرة السعودية والعربية، استشاد جريسي بنزيما، شقيق النجم الفرنسي وقائد الاتحاد، بردٍ ساخرٍ على تقليل محمد نور، أسطورة نادي الاتحاد، من قيمة دور كريم بنزيما في تتويج “النمور” بلقب دوري روشن السعودي 2024–2025. جاء هذا التفاعل وسط تصاعد الجدل حول من يستحق العلامة الكبرى في صنع الفارق لفريق الاتحاد هذا الموسم، حيث انقسم مشجّعو العميد بين منَّح بنزيما نسبةً كبيرة من الفضل، ومن اعتبر دوره هامشيًّا لا يتجاوز 1%.
ماذا قال محمد نور حقًّا؟
في حلقة الأحد الماضي من برنامجه “دورينا غير” على قناة SSC، اعتبر محمد نور، الذي يُلقّب بـ”القوة العاشرة”، أن مساهمة بنزيما في حسم لقب الدوري السعودي خلال الموسم المنصرم لم تتجاوز نسبة 1%، وألحق الفضل الكبير في الإنجاز إلى جماهير الاتحاد التي ملأت مدرجات استاد الملك عبد الله بن عبد العزيز في القصيم ومساندتها لا تتوقف طيلة الأشواط. تعليقٌ وصفه كثيرون بالغريب، باعتبار أن كريم انضم إلى صفوف الاتحاد في كانون الثاني/يناير 2024، وسجل 12 هدفًا وصنع 8 تمريرات حاسمة في دوري روشن، فضلًا عن دوره القيادي داخل وخارج الملعب.
ردّ المنتشري: 30% من دون منازع
لم يمر هجوم نور على بنزيما بلا اعتراضٍ من داخل الصف الاتحادي، إذ باغت حمد المنتشري، قائد الاتحاد السابق، ضيف “دورينا غير” بردٍّ صريحٍ قال فيه إن تأثير بنزيما بلغ 30% من جهود الفريق في حصد اللقب، مستندًا إلى الأرقام التي ساهم خلالها الفرنسي في قلب نتائج عدة مواجهات حاسمة، خصوصًا خلال الربع الأول من العام الحالي. هذه النسبة الإعلامية زادت من حرارة النقاش على منصات التواصل، حيث ارتفع وسم #بنزيما_30% في قائمة التريند السعودي.
جريسي يحسم النقاش بضحكةٍ ساخرة

ورغم تفعيل شبكة “SSC” لدعوة بنزيما للرد الشخصي، اختار شقيقه جريسي أن يرد بطريقة غير مباشرة ولكن ذات وقعٍ قوي. فقد شارك عبر الحساب الرسمي للنادي على إنستجرام مجموعةً من “إيموجي” الضحكات الساخرة على تصريحات نور، دون تعليقٍ كتابي، في رسالةٍ واضحةٍ بأن الكلمة الفصل ستكون للأرقام ولللاعب نفسه، لا للأقوال المجردة. خطوةٌ لاقت تفاعلاً واسعًا بين أنصار العميد، الذين رأوا فيها عزفًا على وتر “الكبرياء العائلي” للدفاع عن نجمهم.
أبعاد الصفعة الإعلامية
يعزز هجوم جريسي بنزيما على تصريحات محمد نور من أهمية دور الأندية الكبرى في إدارة سمعتها إعلاميًا، عبر توظيف منصاتها الرسمية للردّ على الأكاذيب أو المبالغات. وما يزيد الطعم إثارةً أن رسالة الشقيق جاءت عبر قناةٍ رسمية تعود للجمهور، مما يمنح الرد شرعيةً أكبر مقارنةً بالتصريحات الفردية عبر الحسابات الشخصية.
كريم بنزيما: الإنجازات والإرث المتواصل
انضم كريم بنزيما إلى الاتحاد في صيف 2024 قادمًا من ريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا، في صفقةٍ قياسيةٍ دار حولها الجدل لما تميّز به اللاعب من خبرته الرفيعة وأرقامه القياسية مع الميرينغي. وخلال الموسم الجاري:
• سجّل بنزيما 12 هدفًا في دوري روشن السعودي من 26 مباراة، بينها أهدافٌ حاسمةٌ قلبت تأخر الاتحاد إلى انتصاراتٍ مهمة أمام المنافسين التقليديين.
• قدم 8 تمريراتٍ حاسمةٍ تبين بوضوح اندماجه التكتيكي مع لاعبي الوسط والهجوم الجدد، وعلى رأسهم رومارينيو وفابيو مارتينيز.
• نال جائزة “أفضل لاعب” في ثلاث جولاتٍ متتاليةٍ تكريمًا لأدائه المتألق، بحسب موقع رابطة دوري المحترفين السعودي.
هذه الأرقام، ومعها دوره القيادي في غرفة خلع الملابس، جعلت منه أحد أبرز الأسباب في تحليق الاتحاد مبكرًا في الصدارة، قبل أن يظفر باللقب قبل جولتين من النهاية، محققًا 80 نقطة من 33 مباراة، متفوقًا بفارق 9 نقاطٍ على الهلال (71 نقطة من 32 مباراة).
محمد نور: ألقاب وتاريخ لا يُنكر

في المقابل، يحمل محمد نور، الذي سبق له أن توّج بلقب الدوري السعودي 8 مرات مع الهلال، رصيدًا زمنيًا من الإنجازات لا يُستهان به؛ فهو أحد أساطير الكرة السعودية وآخر لاعبي الأهلي والسد القطري والأهلي المصري قبل اعتزاله، وقد نال جائزة أفضل لاعب آسيوي عام 2000، إذ توَّج بكأس آسيا مع الأخضر في العام ذاته. هذا التاريخ المجيد يجعل من كلامه موضع احترام، لكنه لا يعفيه من النقد حال وجود إحصائيات توپرافية تعاكس آرائه.
ماذا بعد؟ مواجهة فنية وأخرى إعلامية
مع اقتراب صيف 2025، تستعد جماهير الاتحاد لتوديع مدرب الفريق الذي قادهم إلى البطولة بهدوء وتوازن، قبل اجتماعات التجديد الصيفية لتعزيز صفوف العميد. وفي الأثناء، تبدو الفرصة سانحةً أمام بنزيما لاستكمال رصيده من الأهداف والتألق في كأس الملك وكأس السوبر السعودي، ليأتي الجدل الإعلامي كوقودٍ إضافيٍ له ليرد على النقاد داخل الملعب بصوته وقدمه.
ختامًا، يُظهر ردّ جريسي بنزيما تلك المعركة غير المعلنة بين نجوم الأمس والأساطير الحاضرة من جهة، ولاعبي الصف الأول الجدد من جهةٍ أخرى، في ساحة الإعلام والسوشيال ميديا قبل ملاعب كرة القدم. وبينما يواصل الاتحاد كتابة صفحاته الذهبية في موسمٍ استثنائي، سيبقى السؤال معلقًا: هل سينجح أسطورة الأندية الكبرى في تهميش النجم الفرنسي أم أن الأخير سيجعل من صوته المستدير الأبرز في الحسم داخل المستطيل الأخضر؟