
يعتبر محمد نور أحد أبرز نجوم كرة القدم السعودية، حيث صنع تاريخًا طويلًا مع نادي الاتحاد والمنتخب الوطني، لكن حتى أعظم اللاعبين يواجهون لحظات يندمون عليها، وبالنسبة لنور، فإن هناك إنذارًا واحدًا ظل عالقًا في ذاكرته، جعله يشعر بالأسف طوال مسيرته الكروية.
بطاقة صفراء غيرت مجرى مسيرته
خلال ظهوره في برنامج “دورينا غير”، كشف محمد نور عن الإنذار الوحيد الذي ندم على الحصول عليه، وهو البطاقة الصفراء التي تلقاها خلال مواجهة المنتخب السعودي ضد كوريا الجنوبية في نصف نهائي كأس آسيا 2000 التي أقيمت في لبنان.
كان المنتخب السعودي قد نجح في تجاوز عقبة كوريا الجنوبية بالفوز بنتيجة (2-1)، بفضل هدفي طلال المشعل، ليحجز مقعده في المباراة النهائية أمام اليابان. لكن ذلك الإنذار كلف نور غيابًا قاسيًا عن النهائي، حيث تعرض للإيقاف بسبب تراكم البطاقات، ما جعله يتابع المواجهة الحاسمة من المدرجات، وهو يشعر بالعجز عن مساعدة فريقه في تحقيق اللقب.
“كنت أعرف أنني سأغيب لكن…”
عندما سئل من قبل الإعلامي خالد الشنيف إن كان قد نسي أنه كان يحمل بطاقة صفراء سابقة، أجاب نور بكل صراحة: “كنت أعلم، لكنني كنت أريد أن نفوز.. المباراة كانت مشدودة، وقلت لن ألعب النهائي”.
ردّه هذا يعكس الروح القتالية التي كان يتمتع بها، حيث لم يكن يفكر في مصلحته الشخصية بقدر ما كان يسعى لضمان وصول المنتخب إلى النهائي بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يعني غيابه عن أهم مباراة في البطولة. لكن رغم ذلك، لم يستطع نور إخفاء شعوره بالندم لاحقًا، حيث انتهى مشوار الأخضر في البطولة بحصوله على الميدالية الفضية، بعدما خسر أمام اليابان بهدف نظيف.

مسيرة ذهبية مع الاتحاد والنصر
بعيدًا عن تلك اللحظة المؤلمة، فإن مسيرة محمد نور تبقى واحدة من الأغنى في تاريخ الكرة السعودية، خصوصًا مع نادي الاتحاد، الذي دافع عن ألوانه بين عامي 1996 و2013، قبل أن يخوض تجربة قصيرة مع النصر لموسم واحد، ثم يعود من جديد إلى “العميد” ليختم مشواره الكروي.
نور كان أحد أهم اللاعبين في الجيل الذهبي للاتحاد، حيث قاد الفريق إلى تحقيق العديد من الإنجازات المحلية والقارية، من بينها:
- الدوري السعودي: 7 مرات.
- كأس ولي العهد: 3 مرات.
- دوري أبطال آسيا: مرتين.
- بطولة آسيا لأبطال الكؤوس: مرة واحدة.
- دوري أبطال العرب: مرة واحدة.
- بطولة الخليج: مرة واحدة.
ولم يقتصر نجاحه على الاتحاد فقط، حيث توج مع النصر بلقبي الدوري وكأس ولي العهد، ليترك بصمته في فريق آخر من كبار الكرة السعودية.

بصماته مع المنتخب السعودي
أما على صعيد المنتخب الوطني، فقد كان نور عنصرًا أساسيًا في تشكيلة “الأخضر” لسنوات طويلة، وساهم في تحقيق ألقاب مهمة، مثل كأس العرب وكأس الخليج. كما كان جزءًا من الفريق الذي بلغ نهائي كأس آسيا 2000، إلى جانب مشاركته في كأس العالم مرتين، في نسختي 2002 و2006.
وعلى مدار مسيرته الدولية، لعب نور 93 مباراة بقميص المنتخب السعودي، سجل خلالها 8 أهداف، من بينها هدفه الشهير في شباك تونس خلال مونديال 2006 بألمانيا.
إنذار واحد.. لكنه لا يُنسى
على الرغم من كل النجاحات التي حققها محمد نور، فإن البطاقة الصفراء أمام كوريا الجنوبية بقيت واحدة من اللحظات التي لم يتمكن من تجاوزها بسهولة، حيث حرمه هذا الإنذار من فرصة لعب نهائي قاري مع المنتخب.
وبالنظر إلى مسيرته الحافلة، فإن هذا الموقف لم يكن سوى نقطة صغيرة في مشوار أسطوري سطره نور بأحرف من ذهب، وجعله واحدًا من أعظم اللاعبين الذين مروا في تاريخ الكرة السعودية.