تفاصيل الصفقة وأرقام صادمة
انضم جون دوران إلى النصر قادماً من أستون فيلا في سوق الانتقالات الشتوية لعام 2025 بعقد يمتد لخمس مواسم ونصف، مقابل 77 مليون يورو، وهو رقم يعد من الأعلى تاريخياً بين الأندية السعودية. منذ ذلك الحين، شارك الكولومبي في 15 مباراة رسمية، سجل خلالها تسعة أهداف، محرزاً متوسطاً جيداً في الأهداف على الرغم من خروجه المبكر من دوري أبطال آسيا للنخبة على يد كاواساكي فرونتال الياباني (خسارة 3–2)، حيث أضاع فرصة ذهبية في اللحظات القاتلة من لقاء الإياب.
إدعاء “الديون” وتضارب أقوال خميس
خلال مواجهة تلفزيونية في "المنتصف"، سأل المذيع خميس عن مصدر تمويل النادي لضخ هذا المبلغ الكبير في صفقة دوران، فأجابه المحلل السابق بشكل مقتضب: "بالقروض!". وعندما استنكر المذيع هذا التصريح وسأله إن كانت معلومة مؤكدة أم مجرد وجهة نظر، اكتفى خميس بالابتسام ساخراً قائلاً: "أنت تتحدث مع يوسف خميس؛ ابن نادي النصر. خزينة النادي في الصفر، فكيف تم الدفع؟".
ما أثار انتقاداً واسعاً هو تناقض حديثه الحالي مع تصريحاته في الحلقة رقم 29 من يناير 2025، حين أكد أن الصفقة ممولة من أعضاء الشرف الداعمين للنادي، وقال آنذاك:
"لن يحصل ماجد الجمعان على أموال من صندوق الاستثمارات لدفع قيمة دوران، بل سيتم تجميع المبلغ من عدة أعضاء شرف، وربما تُقسّم المدفوعات على دفعات لتسهيل الإجراءات".
هذا التحول أثار استياء مراقبين عدّدوا أسباباً محتملة للتصريح الجديد: قد يكون رغب في جذب المشاهدين عبر تصريحات مثيرة، أو أراد الضغط على الإدارة لكشف مصادر التمويل الحقيقية، أو ببساطة كتبته لحظات ضغط إعلامي.
سجل من التصريحات المثيرة للجدل
يوسف خميس ليس غائباً عن إثارة الخلافات؛ فقد تصدر عناوين الصحف الأسبوع الماضي بادعائه أن حارس مرمى العروبة رافع الرويلي ظهر مع منتخب الدفاع المدني في كأس وزير الداخلية، ما يعني – بحسب اللوائح – استحقاق النصر لاسترجاع نقاط مباراة هُزم فيها. لكن خميس اضطر للاعتذار بعد ساعات، واعترف بأنه أخطأ في تحديد اللاعب، وأن من شاهدته فعلياً كان حارساً آخر.
وفي مناخ متصل، قال خميس أيضاً إن رئيس النصر ماجد الجمعان مجرد "واجهة صورية" ولا يمتلك القرار الفعلي داخل إدارة النادي. هذا الاتهام أثار حفيظة بعض المحللين الذين طالبوا بتوضيح طبيعة العلاقة بين المؤسسة غير الربحية وأعضاء الشرف والمجلس التنفيذي.
الأثر النفسي والإعلامي على الجماهير
لا يخفى على أحد أن تصريحات خميس تلقى رواجاً بين جماهير "العالمي" ووسائل التواصل، خصوصاً عندما تتعلق بمسائل مالية أو عمليات انتقالية بآلاف الليرات. ومع ارتفاع سعر صرف اليورو أمام الريال، زادت أهمية شفافية الأندية السعودية في كشف مصادر تمويل الصفقات الكبرى، الأمر الذي يجعل من كلمات خميس وقوداً للجدل حول الاستدامة المالية للأندية وقدرتها على جذب نجوم العالم.
وجهة نظر الخبراء الرياضيين
يرى بعض المحللين أن استقدام لاعبين بمثل تكلفة دوران يعود في الأساس إلى استراتيجية النصر الراغب في مواصلة المنافسة محلياً وقارياً، مع رفع المستوى التنافسي للدوري السعودي وجذب اهتمام الجماهير الدولية. وقد تلجأ الأندية إلى القروض البنكية أو الاتفاق مع مؤسسات استثمارية داخلية أو استخدام موارد أعضاء الشرف في تمويل الصفقات.
وفي هذا الإطار، قال المحلل الرياضي سالم البلوي:
"من الطبيعي أن تُقسم قيمة الصفقة على دفعات خلال فترة العقد، وقد يتم الاستعانة بالقروض المصرفية قصيرة الأجل لتغطية الدفعة الأولى، على أن تُعاد تسدّد لاحقاً من عوائد الرعاية وحقوق البث والأرباح التجارية".
بدوره، أكد الخبير المالي في الرياضة أحمد الزهراني أن الأندية الكبرى عالمياً تعتمد مزيجاً من المنح، والتراخيص التجارية، والقروض المسهلة، لتغطية نفقات الانتقالات، مشيراً إلى أن اعتراض خميس قد يكشف ضعف التواصل الإعلامي للنصر في توضيح تفاصيل تمويل الصفقات.
السعي لاستعادة المصداقية
يواجه المعلق السابق تحدياً في استعادة ثقة المتابعين بعد تناقض تصريحات عدة، إذ إن الصحافة الرياضية تطالب دائماً بتوثيق الأرقام والمصادر. وربما يكون حل الأزمة برفع قوى نقاش حقيقي داخل برامج الرياضة، يسأل فيه خميس عن دلائله ومصادره إن كان لديه وثائق تثبت صحة كلامه، أو عليه بسحب التصريح وتقديم اعتذار رسمي إن لم يستطع إثبات التمويل بالديون.
خاتمة الفرص والتهديدات
بينما يواصل النصر تحضيراتة لمواجهة الفيحاء في دوري روشن السعودي، تبقى أصداء حديث يوسف خميس وتناقضاته محور اهتمام المتابعين، الذين لا يترددون في التأثير إعلامياً على قرارات الأندية وقدرتها على الحفاظ على شفافية أموال الأعضاء وشركاء الرعاية. وفي المقابل، يبقى على خميس فرصة وحيدة لاستعادة مصداقيته الصحفية عبر تقديم أدلة أو مراجعة ما قاله تنفيذاً لمبادئ المصداقية والاحترافية الإعلامية.
