في أجواء احتفالية عقب فوز ثمين على الأهلي، حرص المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله، نجم صفوف الشباب، على توجيه كلمة مؤثرة إلى زملائه في غرفة الملابس، تركّت بصمة واضحة تعكس وعيه بثقل المسؤولية والظروف التي واجهها الفريق خلال الموسم الحالي من دوري روشن السعودي للمحترفين.
رفض تضخيم الإنجاز
في مستهل كلمته، لم يبدُ حمدالله متأفّفاً أو متغطرساً، بل بالغ تواضع في التعامل مع انتصار فريقه أمام الأهلي، واصفاً الفوز بـ«الطبيعي تماماً» بالنسبة لنادٍ بحجم وقيمة الشباب. وجاءت هذه الكلمات كنوع من التذكير بأن الانتصارات على الفرق الكبيرة أمر ملزم لتحقيقه لا ترفاً يُكتفى بالاحتفاء به.
وأشار المهاجم المغربي إلى أن النادي يمتلك عناصر متميزة قادرة على فرض أسلوبها وتحقيق الانتصارات بفضل جودتها الفنية العالية، وهو ما يحتم على اللاعبين الحفاظ على تركيزهم وعدم الانجرار خلف الضوضاء الإعلامية التي قد ترفع من سقف التوقعات بشكلٍ مبالغ فيه.
الإقرار بمعاناة الموسم
لم يغفل حمدالله الإشارة إلى التحديات التي واجهت الشباب خلال الموسم الحالي؛ فقد تعرض الفريق لسلسلة إصابات مؤثرة في صفوفه، شملت لاعبين أساسيين ارتبط نجاح الفريق بهم، الأمر الذي كان له أثر واضح على النتائج وأسلوب اللعب.
ورغم تلك المعاناة، أشاد المهاجم الدولي بجهود الطاقم الفني بقيادة المدرب، وقدرته على استثمار ما تبقى من عناصر لتحقيق نتائج إيجابية.
وجاء حديثه بمثابة تحفيزٍ لمواصلة الإصرار على تقديم أداء ثابت يليق بتاريخ النادي العريق، ومواجهة الضغط الجماهيري والإعلامي من بوابة العمل الجاد والانضباط التكتيكي.
الاعتذار العلني بعد الطرد
أحد أبرز محاور كلمة حمدالله كان اعتذاره لزملائه في الفريق، إثر تعرضه للطرد في الدقيقة 77 من مباراة الأهلي، بعد اعتراضات حادة أدّت إلى اشتباكات بين لاعبي الفريقين.
“الواقعة بسيطة، ولا داعي للمبالغة. أنا آسف لأنني حرمت نفسي من مشاهدة فرحة الفوز داخل الملعب، لكنني أثق تمامًا بأن زملائي قادرون على تجاوز غيابي المؤقت.”
وأعرب حمدالله عن أسفه لحرمان نفسه من متابعة مشهد الانتصار في أرض الملعب، لكنه على يقين بأن باقي العناصر ستحافظ على نفس الروح القتالية التي ظهرت في الشوطين الأول والثاني.
المساهمات الإحصائية والملتقى القادم
على الصعيد الإحصائي، ارتفع رصيد أهداف حمدالله مع الشباب هذا الموسم إلى 24 هدفًا في 29 مباراة رسمية، إضافةً إلى أربع تمريرات حاسمة، ما يؤكد فعاليته اللافتة منذ انتقاله إلى صفوف النادي الصيف الماضي، قادماً من الاتحاد بنظام انتقال حر بعقد يمتد حتى يونيو 2027.
اللقاء المقبل:
- الشباب × [الفريق المنافس] (الجولة 32)
- المكان: ملعب الأمير خالد بن سلطان
- الهدف: ترسيخ مركز الفريق في المربع الذهبي وملاحقة الصدارة
ختامًا: صدى إيجابي بين الجماهير
خلفت رسالة حمدالله صدى إيجابياً بين الجماهير الرياضية، لما تحمله من صدقٍ في الطرح وحسٍ قيادي يعكس نضجه كلاعبٍ مخضرم. ويبدو أن المهاجم المغربي اختار توقيتاً موفقاً للحديث علناً عن معاناة فريقه وطموحاته، ليؤكد أنه ليس مجرد هداف، بل قائداً حقيقياً داخل وخارج الملعب.
