من الإنجاز إلى صرخة التأكيد
لم ينسَ جمهور “القلعة الخضراء” اللحظات التي صنع فيها يايسيله التاريخ بقيادته الأهلي للفوز بلقب دوري أبطال آسيا “نخبة” في يناير الماضي، بعد سلسلةٍ من النتائج الباهرة. تلك المنصة القارية الأولى كانت حافزًا قويًّا لضمان بقائه. ومع إعلان انتهاء عقده صيف 2026، بدأت الإدارة التنفيذية تحركها لتأمين مستقبله، حتى لا يفاجئها رحيله في الستة أشهر الأخيرة للعقد دون أي حقٍ جزائي.
وعقب الخسارة الثقيلة أمام الشباب، واجه الإعلامي سؤال مستقبل يايسيله قائلًا: “هل أنت مقتنع بالاستمرار رغم صدمة فقدان المنافسة على الدوري؟” فردَّ المدرب الكولونى:
“أنا سعيدٌ بما قدمناه، وبما حققناه مع النادي. تحدثنا كثيرًا عن التجديد، وبإمكاننا الجلوس على طاولة المفاوضات في الوقت المناسب. لا أزال أرى أننا نسير في الطريق الصحيح.”
شروط العقد الجديد: سنتان إضافيتان ورفع الراتب
كشف الشنيف عبر “دورينا غير” أن يايسيله طالب بعقدٍ يمتد لعامين إضافيين فوق الفترة المتبقية (2026–2028)، مع خيارٍ لتمديد ثالث حتى 2029، مقابل زيادةٍ في الراتب ليصبح ثاني أعلى راتبٍ بين مدربي أندية صندوق الاستثمار، بعد أن كان الأقل أجرًا بين نظرائه الأربعة. وعند بلوغ يناير المقبل ستة أشهر فقط تفصل بين المدرب والنهاية الرسمية لعقده، يحق لأيٍّ من الطرفين فسخ التعاقد دون دفع أي بندٍ جزائي، ما يعزز حاجة الأهلي إلى تأمين تمديد عقده قبل تلك النقطة.
كما تضمنت الشروط الجديدة:
مكافأة تتويج قارية ومحلية
حوافز مالية على التأهل لدوري أبطال آسيا
ضمان استقلالية فنية في اختيار طاقمه المساعد
وقد علمت “ماركا” أن الإدارة أدرجت بندًا جزائيًّا قدره خمسة ملايين يورو في حال فسخ يايسيله الاتفاق قبل نهايته، بما يضمن عدم خروجٍ مفاجئٍ كما حدث مع بعض المدربين في أندية الصندوق سابقًا.
تغريدة العنقري تهزّ الاستقرار

جاء الجدل الأكبر من تغريدةٍ نشرها عبدالعزيز العنقري، المسؤول السابق عن ملف التعاقدات في الأهلي، قبل أسبوعين، كتب فيها:
“قرب الرحيل وخاطري منك ما طاب…”
هذه الكلمات التي طالت يايسيله أثارت ضجةً وسارع عمّار باحكيم إلى تحليل خلفياتها قائلاً إن العنقري كان يُلمح إلى اتفاقٍ تواصلي مع أليجري، قبل أن تتدخل جماهير الأهلي الرافضة لرحيل مدرب “دوري النخبة” بالهتافات والدعم، فتراجع مجلس الإدارة عن التعاقد مع الإيطالي وشدد على تجديد الثقة في يايسيله.
وقال باحكيم:
“لو تمت صفقة أليجري، لكان يايسيله غادر مبكرًا، لكن الآن وبعد هذا الإنجاز القاري، بات من الصعب المساس باستقرار الفريق. تغريدة العنقري كانت محاولةً لإثارة الشكوك، لكنه أدرك سريعًا أنها أصابت مصالحه الشخصية قبل النادي.”
أليجري في الكواليس والهندسة الإدارية
قبل مفاجأة العنقري، تداولت التقارير أن إدارة النادي تفاوضت سرًا مع أليجري، المشهود له بخبرته الأوروبية ونجاحاته مع ميلان ويوفنتوس، بعقدٍ يمتد لموسمٍ واحدٍ مع بندٍ جزائيٍّ يصل إلى ستة ملايين يورو في حال عدم تجديده. لكن التعثر في المفاوضات وخروج أسمائهم من المشهد كانا رد فعلٍ شعبيٍّ وإداريٍّ سريعٍ، ما قاد إلى إعلان الثقة في يايسيله رسميًّا.
بحسب مصادر مطلعة، فإن الإدارة تركز حاليًا على محورين:
ضمان استقرار فني لمواصلة تطوير الأداء الجماعي موسمًا بعد موسم
إعادة هيكلة الطاقم مع الحفاظ على المدرب الألماني وربطه برؤية النادي طويلة الأمد 2030
عرض نيوم والاختيار الأخير
لم يتجاهل يايسيله عرضًا رسميًّا من نيوم، المشروع الاستثماري العملاق، الذي حاول ضمه إلى مشروعه الرياضي. لكنه رفضه قائلًا:
“إذا بقيت في السعودية، فخياري الأول هو الأهلي، أما الخيار الثاني فسيكون المنتخب السعودي.”
هذا التصريح أبدى ولاءه للنادي وتفضيله قيادة “الراقي” نحو مزيدٍ من الألقاب المحلية والقارية، على الانضمام إلى فريقٍ ناشئٍ آخر.
ملفات مفتوحة في شباك “الراقي”

بالتوازي مع ملف يايسيله، استعرض باحكيم ملفاتًا أخرى بحاجةٍ إلى حسمٍ عاجلٍ:
أيمن فلاته: عرضت الإدارة تجديد عقده مع ضمك رغم أن يايسيله لا يفضّله في تشكيلته المثالية
علي مجرشي: ظهير الأيمن يدخل فترة الستة أشهر الحرة الصيف المقبل، ولم يُفتح ملف تجديد عقده حتى الآن
وأكد الإعلامي أن “الأهلي بحاجة إلى توحيد الرؤية بين الإدارة والمدرب لضمان أن تكون الصفقات والتجديدات منسجمة مع خطط يايسيله التكتيكية”.
بقي أن تُحسم تفاصيل التجديد مع المدرب الألماني خلال الأسابيع المقبلة، فإمّا أن يُعمِّد يايسيله مشروعه في جدة بعقدٍ ممتدٍ طويلٍ الأمد، أو يشهد “الراقي” فصلاً جديدًا مع مدربٍ إيطاليٍّ أو غيره. وبين هذا وذاك، ستتحدد ملامح “الأهلي 2025–2026” ومدى استمرارية رحلة “دوري النخبة” التي كتبها يايسيله بحروفٍ من ذهب.