الثأر في الميدان… ودور مفاجئ للنصر
لم يخفِ لوران بلان إعجابه بما حدث على ملعب مدينة المجمعة الرياضية، حين لعب النصر دور المشجع غير المباشر للاتحاد عبر إسقاطه الفيحاء أمامه في الجولة السابقة (2–0). قال بلان:
“لم أعد أخفي سرًا، كنت أتمنى فوز النصر قبل مواجهتنا ضد الفيحاء؛ لأن النقاط الثلاث كان لها أثرها الواضح اليوم. هذا الانتصار المفاجئ من النصر خفف الضغط عن لاعبيّ، وأتاح لنا التحرك بثقة أكبر.”
وأكّد المدرب أن رسالته إلى لاعبي الاتحاد قبل اللقاء كانت واضحة وبسيطة:
“قلت لهم: ‘استغلّوا هذه الديناميكيّة الإيجابيّة. أنتم على بُعد خطوة واحدة من الذهب، والعالم بأسره يراقب—فلتكونوا عند حسن ظن الجميع’. هذه الكلمات—التي وصفتها بعد المباراة بأنّها رائعة—نشرت الحافز المطلوب في نفوس اللاعبين.”
إليكم عوامل الصدارة… لماذا لا نلوم بلان على تفوّق “العميد”؟
على الرّغم من احتجاجات بعض الأصوات على عدم اعتماد لوران بلان كعاملٍ رئيسي في صدارة الاتحاد، فإن أهم ثلاثة أسباب مؤثرة في موقع النادي بالمقدمة، وفقًا لتحليلات رياضية محلية، هي:
- الانسجام الفني: التغييرات التكتيكية التي أدخلها بلان منذ بداية الموسم جعلت الفريق أكثر مرونة بين 4–2–3–1 و3–5–2.
- الروح الجماعية: مستوى الأجانب (بنشمار، تاليافيكو، وياسر الشهراني) مع تضافر جهود المحلّيين (العطاس، النويصر) خلق منظومة متكاملة.
- قوة العمق: توزّع الأهداف بين عدة لاعبين (بنزيما، تياغو، الحارثي) خفّف الاعتماد على اسم واحد ومكّن الاتحاد من تجاوز أوقات الضغط.
بهذا، يصبح شغل اتحاد نقاط ضعف المدرب أقل أهميةً أمام ما حققه الفريق من نتائجٍ عالية على مدار 30 جولة.
قلق حول بنزيما… إصابة مبكرة تثير المخاوف

جاءت حداثة المباراة الأهم عند خروجه مصابًا في الدقيقة 22، بعد تدخلٍ مزدوجٍ مع المدافع الضيف. وأعلن الجهاز الطبي للاتحاد أن الفحوصات الأوليّة كشفت عن “التواء طفيف في الركبة اليمنى” وقد يغيب المهاجم الفرنسي صاحب الـ35 عامًا لمدّة أسبوعين إلى ثلاثة.
ومع وجود أربع جولات متبقّية، يترقب آلاف الأنصار تحسن حالته قبل الموعد الحاسم أمام الهلال (الجولة 34)، وإن كانت إصابته المبكرة أعادت إلى الأذهان تجربة الموسم الماضي حين أخفق الاتحاد في التعويض.
عروضٌ أوروبية وعودة محتملة
وسط هذا المشهد، تتصاعد الأنباء عن اهتمام أنديةٍ أوروبية بحسم صفقة بنزيما الصيف المقبل، رغم ارتباطه بعقدٍ يمتد حتى 2026. ووفقًا لمصادر قريبة من اللاعب، قد يمتدّد رحيله في حال عجز الاتحاد عن تأمين مشاركته بانتظام في دوري الأبطال، لكن رغبة كلا الطرفين تبدو مائلةً للبقاء معًا حتى نهاية الموسم ثم دراسة العرض المناسب تحت سقف الأهداف القارية.
أما عن لاعبين آخرين، فتُشير التقارير إلى أن الظهير الأيسر مصعب الجوير—المنضمّ حديثًا إلى الهلال—قد يعود إلى “العميد” عبر صفقة تبادلية، فيما يستعدّ الجناح العائد من الإعارة عبدالعزيز الجبرين لتقديم أوراق اعتماده قبل المواسم المقبلة.
ماذا يحتاج الاتحاد لحسم الدوري رسميًا؟

مع 12 نقطة مطروحة في الجولات الأربع المقبلة، على الاتحاد أن يحصد 7 نقاطٍ فقط ليضمن اللقب بغض النظر عن نتائج أقرب ملاحقيه (الهلال والنصر). وأهمّ المواجهات المباشرة ستكون ضد الهلال في الجولة قبل الأخيرة على استاد الملك فهد، فيما يمكن أن يكون التعثر الوحيد مقبولا إذا حدث أمام أحد فرق القاع.
لكن بلان يحذّر من الاستهانة:
“كل مباراةٍ في الدوري تحتاج لتعبئةٍ كاملة. لا مجال للتراجع أو الاسترخاء. سنحافظ على نفس الروح يومًا بيوم.”
جدول المباريات القادمة
- الاتحاد × العروبة (الجولة 32)، على أرض “الجوهرة المشعة”
- ضمك × الاتحاد (الجولة 33)، في مقرّ نادي ضمك
- الاتحاد × الهلال (الجولة 34)، ديربي الرياض
- الرائد × الاتحاد (الجولة 35)، في بريدة
وستنقل مباريات “العميد” على قنوات السعودية الرياضية وبي إن سبورتس.
الخاتمة
في الختام، يبقى الاتحاد على موعد مع فصلٍ تاريخيٍّ يضيفه إلى سجله الذهبي، فإذا تضافرت عوامل الاستقرار الفني والقرارات الحكيمة—على رأسها دعم الإدارة لخطط بلان وتخفيف آثار غياب بنزيما—فسيضع سيّد الأندية الرياضية نجمة الدوري الخمسين على صدره.
هذا هو السباق نحو الذهب، حيث يُمكن لكل حافزٍ، ولو كان فوزًا ضد الفيحاء بمساعدة من “النصر”، أن يحدث فارقًا بين الأسطورة والإعجاب.