تشهد ساحة كرة القدم السعودية تحولات كبيرة في الفترة الأخيرة
حيث يحاول نادي النصر استعادة بريقه من خلال إعادة هيكلة إدارته الفنية والتجديد في صفوفه. في قلب هذه التحولات نجد ماجد الجمعان، الرئيس التنفيذي للنادي، الذي أصبح حديث الشارع الرياضي السعودي بعد ظهوره اللافت مؤخرًا في كولومبيا. جاء ذلك في سياق دعم جون دوران، نجم هجوم الفريق الأول، وتزامنًا مع مفاوضات انتقالية لأول صفقات الصيف التي تثير الآمال والتساؤلات على حد سواء.
إصلاح الأوضاع من الداخل
يتضح أن الجمعان الذي تولى مسؤولية قيادة النادي في مطلع عام 2025، لا يزال يعمل على إصلاح الأوضاع من الداخل، سواء على الصعيد الإداري أو الفني. منذ توليه المنصب، بذل جهوداً كبيرة في إعادة النظام وتحديث الاستراتيجيات التي تضمن للنادي استعادة مكانته في المنافسات المحلية والقارية. ورغم مرور أكثر من خمس سنوات على غياب منصات التتويج داخل الدوري المحلي، إلا أن هناك بصيص أمل يتجلى في التطلعات نحو لقب النخبة الآسيوية، وهو ما دفع الإدارة إلى البحث عن البدائل والإضافات الجديدة التي تعيد للنادي زخمه السابق.
زيارة كولومبيا وتكهنات الانتقالات
وفي هذه الأثناء، جاء سفر ماجد الجمعان إلى كولومبيا في ساعات قليلة، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات والتكهنات بين المتابعين والإعلام الرياضي. لم تُفصح إدارة النصر أو الجمعان عن تفاصيل الزيارة، ولكن ما أُثير حولها هو ارتباطها المباشر بدعم جون دوران، قلب هجوم الفريق الأول الذي يُعتبر من الركائز الأساسية في خطط النادي المستقبلية.
دعم جون دوران
وفقاً للتقارير المنتشرة، فقد استدعي دوران إلى منتخب بلاده خلال فترة التوقف الدولي الحالي، ما جعله متاحاً للظهور في مبارياته القادمة. ووفقاً لمقطع فيديو انتشر على منصة “إكس”، يظهر الجمعان وهو يحضر مباراة كولومبيا ضد باراجواي فجر اليوم الأربعاء بتوقيت مكة المكرمة، حيث يقوم بتحية دوران وعناقه بحرارة. هذا المقطع لم يكن مجرد لفتة شخصية، بل كان بمثابة رسالة واضحة من الإدارة حول دعمها المستمر للاعبين الأساسيين وتأكيدها على أهمية الوحدة والتلاحم داخل الفريق.
مفاوضات لويس دياز
لكن سفر الجمعان إلى كولومبيا يحمل في طياته أكثر من مجرد رسالة دعم لجون دوران. فقد أثيرت مؤخراً شائعات قوية حول مفاوضات انتقالية محتملة للنادي مع نجم منتخب كولومبيا وليفربول، لويس دياز. هذا اللاعب الذي أصبح في الآونة الأخيرة محور حديث الإعلام الرياضي، والذي يُذكر اسمه كثيراً في سياق انتقالات الصيف المقبل. تتحدث التقارير عن إمكانية انضمامه إلى صفوف النصر، مما قد يكون بمثابة خطوة استراتيجية لتعزيز قوة الفريق في مواجهة منافسيه المحليين والدوليين.
أرقام وأداء لويس دياز
لويس دياز، البالغ من العمر 28 سنة، جاء إلى ليفربول في يناير عام 2022 منتقلاً من صفوف نادي بورتو، ومنذ ذلك الحين قدم أداءً مميزاً حيث سجل 37 هدفاً وصنع 18 تمريرة حاسمة خلال 140 مباراة رسمية شارك فيها. وفي الموسم الرياضي الحالي (2024-2025)، تمكن اللاعب الكولومبي من تسجيل 13 هدفاً وصناعة 5 أهداف أخرى في 42 مباراة رسمية، مما يؤكد جدارته وأهميته كلاعب وسط مهاجم متميز. هذه الأرقام جعلت من دياز هدفاً للعديد من الأندية الأوروبية الكبرى، ومن بينها العملاق الكتالوني برشلونة الذي يتنافس أيضاً على التعاقد معه في ظل اهتمام كبير من صفوفه.
التوقيت الاستراتيجي للزيارة
من جهة أخرى، فإن ظهور الجمعان في كولومبيا لم يكن مصادفة بل جاء في توقيت حساس يتزامن مع مباراة المنتخب الكولومبي ضد باراجواي في الجولة الرابعة عشر من تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2026. هذا التوقيت المثالي يعكس مدى التخطيط الدقيق من قبل الإدارة، حيث يمكن اعتبار الزيارة بمثابة فرصة للتواصل مع شخصيات في الوسط الكروي الكولومبي وربما فتح آفاق للتفاوض مع لاعبين مميزين مثل لويس دياز.
طموحات النصر وآمال الجماهير
من الواضح أن الإدارة السعودية تسعى لاستغلال أي فرصة ممكنة لتعزيز صفوفها بلاعبين يمتلكون الخبرة والأداء المميز، لا سيما في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها الدوري السعودي في المنافسة على البطولات المحلية والقارية. فالانتقالات الصيفية غالباً ما تشهد مفاوضات حامية وأسعاراً قياسية، مما يستدعي جهداً كبيراً من الإدارات لتحقيق التوازن بين الاستثمار الرياضي والجدوى المالية. في هذا السياق، يظهر النصر كأحد الأندية التي تسعى للحفاظ على مكانتها عبر استقطاب اللاعبين ذوي الكفاءة والسمعة العالمية.
خاتمة: رحلة التغيير مستمرة
من الواضح أن رحلة النصر نحو التغيير الشامل ما زالت في مراحلها الأولى، لكن الخطوات التي تم اتخاذها حتى الآن تعد بمثابة بداية واعدة لمستقبل أكثر استقراراً ونجاحاً. وفي هذه الفترة الحرجة من الموسم الانتقالي، يبقى دور الجمعان والإدارة السعودية محورياً في إعادة صياغة هوية النادي وتوجيهه نحو تحقيق الإنجازات التي طالما حلم بها عشاق النصر.