مفاوضات مع الريال على أعتاب حلم إسباني
أشار أوباميانج في حواره مع شبكة Relevo الإسبانية إلى أنّه بعد موسمٍ استثنائيٍّ مع بوروسيا دورتموند بدا قريبًا جدًّا من الانضمام لريال مدريد الصيف الذي تلت مشاركة دورتموند في نهائي دوري الأبطال 2016 بملعب سان سيرو.
“كنت دائمًا أحلم باللعب في إسبانيا، تراث عائلتي جعلني مفتونًا بكرة القدم الإسبانية. تذكرت أيام ذهابي إلى سان سيرو لأشاهد النهائي ضد أتلتيكو، ووالدي كان يتواصل مع إدارة ريال مدريد، وكنت أقول له: ‘إذا كان بإمكانك فعل ذلك، سأوقع.’”
ورغم هذه المعطيات، لم يُكتب لأوباميانج الانضمام إلى الفريق الملكي، لكنه لم يترك المباراة تمرّ دون أن يسجل حضوره. وأضاف متهكمًا:
“لم يوقعوا معي، فثأرت منهم بتسجيل 7 أهدافٍ في مرمى ريال مدريد بعدها! لا تحتاج إلى حوافز إضافية أمام مثل هذه الفرق، الحافز ينبع من ذاتك.”
خطوة القادسية: “اخترتُ سريعًا ولست نادمًا”
في صيف 2024، قرر المهاجم الجابوني خوض تجربة جديدة، وهذه المرة في آسيا مع القادسية. واصفًا العملية بأنها دامت دقائق معدودة:
“سألوني: ‘أي رقم تريد على القميص؟’ ولم نتكلم أكثر من ذلك. رأيت في نادي القادسية رغبةً واضحةً في التطور وأن يكون أحد أفضل الأندية في السعودية، فاتخذت قرار الانضمام بسرعة.”
وأكّد أنّه لا يزال يشعر بالدافع ذاته لتقديم الأداء المتميّز، ولدعم المواهب الشابة في الفريق السعودي:
“أرغب في أن أكون قدوةً لزملائي الأصغر سنًّا، أريد نقل خبرتي وتقديم مثالٍ حيٍّ لهم، فهذه مرحلةٌ جديدة في مسيرتي.”
رسالة إلى فينيسيوس… والسعودية ليست نهاية الطريق

مع تزايد التكهنات حول انتقال فينيسيوس جونيور إلى الدوري السعودي، مَرّر أوباميانج نصيحةً للاعب البرازيلي:
“كرة القدم لا تنحصر في أوروبا فقط، بالطبع هناك أفضل اللاعبين هنا وهناك، لكن القرار شخصي ويعود إلى أهداف كل لاعب. يمكنك أن تُحقّق ألقابًا مهمة في السعودية، وتشارك مع فريقك في كأس العالم للأندية. الأمر يعتمد عليك وما تسعى إليه.”
بهذه الكلمات، وضع أوباميانج الخيار أمام فينيسيوس ضمن إطارٍ واسع، لا يقلل من قيمة الدوري الأوروبي، لكنه يفتح الباب أمام الإبداع خارج القارة الأم.
جلسة مع برشلونة و"لحظة لا تُنسى" في الكلاسيكو
إلى جانب فصول رحلته الكروية، لم يفُت أوباميانج الحديث عن تجربته القصيرة مع برشلونة في صيف 2022، حين سجّل هدفًا في مرمى ريال مدريد خلال أحد كلاسيكوهما الوديّين:
“كان حلمًا أن ألعب على سانتياجو برنابيو، وها أنا قد سجلت فيه هدف الكلاسيكو. شعرت وقتها أنني أعيش تجربة لا تُصدّق. الناس في برشلونة رحبوا بي، وتعاملوا معي باحترامٍ كبير. كنت أملك عقدًا حتى 2025، وكنت أتمنى البقاء، خاصة مع تطوّر الفريق المذهل بعد ذلك.”
ولم يخفِ إعجابه بلاعبٍ واحدٍ في تشكيلة برشلونة الحالية: بيدري، الذي اعتبره “رسامًا في الملعب”:
“موهبته مذهلة، تحركاته وفهمه للمساحات يعكسان مستوىً تقنيًا نادرًا. اللاعب الذي يمتلك القدرة على الاحتفاظ بالكرة بمثل هذه الدقة يغيّر إيقاع أي مباراة.”
من دورتموند إلى السعودية... رحلة مليئة بالتحديات

تمرُّ مسيرة أوباميانج عبر أنديةٍ أوروبيةٍ كبرى: من سانت إيتيان إلى بوروسيا دورتموند، ثم أرسنال، وصولًا إلى برشلونة والإعارة الأخيرة، قبل الانطلاقة الآسيوية مع القادسية. ومع كل محطة، يستمدّ الدافع من حلمٍ جديدٍ وأهدافٍ تتجدد، فقد حصد لقب هداف الدوري الألماني مرتين، ودوري أبطال أوروبا مع ليفربول في 2020–21، ومثّل العديد من الأندية العريقة.
اليوم، في القادسية، لا تزال علامات الاستفهام معلقة حول مدى تأثير وجود مهاجمٍ بهذه الخبرة على تطلعات الفريق في الدوري السعودي وكأس خادم الحرمين. لكن اليقين المطلق وفقًا لأوباميانج نفسه، أنّه اختار الأكشن بعيدًا عن منطقة الراحة، ليضيف صفحةً جديدةً إلى سيرته الذاتية، أيًّا كان شكل التحديات المقبلة.
خاتمة
بشخصيةٍ صريحةٍ وخبرةٍ عريضة، يُقدّم المهاجم الجابوني مثالًا على اللاعب المُبدع الذي يتجاوز حدود القارة والأندية، ويُثبت أنّ كرة القدم تُبنى برغبة التحدّي والفوز في كل مكانٍ تحطّ فيه، سواء كان في قلب إسبانيا أو على الملاعب السعودية اللامعة.