زلزال صيفي في كتالونيا بسبب تنازل نادر من راشفورد تخفيض راتبه من أجل الانتقال إلى كامب نو!

في مفاجأة صادمة أغرقت وسائل الإعلام الإنجليزية والإسبانية على حد سواء، بات ماركوس راشفورد، مهاجم مانشستر يونايتد، مستعدًّا لتخفيض راتبه بشكل كبير من أجل الانتقال إلى برشلونة هذا الصيف. وعلى الرغم من العروض الجذابة المنتظرة من الدوري الإنجليزي الممتاز ومن الدوري السعودي للمحترفين، يصرّ الدولي الإنجليزي على وضع كامب نو وجهةً وحيدة لمسيرته المقبلة، مع استعدادٍ للتضحية بمكاسب مالية ضخمة مقابل فرصة الانضمام إلى صفوف بطل الليغا بقيادة هانزي فليك.

مسيرة راشفورد نحو نضج مبكر

صعد راشفورد من أكاديمية مانشستر يونايتد إلى صفوف الفريق الأول في 2015، ليصبح مع الوقت أحد أبرز مهاجمي الدوري الإنجليزي. سجّل أكثر من 100 هدفٍ رسمي للفريق، وحقق معه لقبَي الدوري الأوروبي وكأس الاتحاد الأوروبي، إضافةً إلى ألقاب محلية أخرى. رغم تألقه، شهدت مسيرته في السنوات الأخيرة تذبذباتٍ بسبب الإصابات وتغييرات المدربين، ما دفعه في يناير الماضي إلى البحث عن فرصةٍ جديدة للاحتراف بعيدًا عن “أولد ترافورد”.

تجربة أستون فيلا… دفعة قبل الغياب

في الميركاتو الشتوي، وافق راشفورد على الانتقال على سبيل الإعارة إلى أستون فيلا، حيث وجد صانع لعبه النجم جاك غريليش ودعمًا جماهيريًا كبيرًا. شارك في 10 مبارياتٍ بالدوري الممتاز، سجّل خلالها هدفين وصنع أربعة آخرين، لكن الإصابة العضلية القوية أنهت موسمه المبهر مبكرًا قبل أن يتمكن من تقديم أفضل نسخةٍ له في فيلا بارك. ومع ختام الإعارة، عاد إلى مانشستر يونايتد وسط توقعاتٍ بأن يكون العقد النهائي مع برشلونة أو عرض آخر طال انتظاره.

عرضٌ من العيار الثقيل… وكواليس تخفيض الراتب

تواجه إدارة برشلونة العقبات المالية في ضوء قواعد سقف الرواتب الجديدة في الليغا، إذ تحتاج لتوفير رواتب أقل والتخلي عن بعض العقود الضخمة للحفاظ على تسجيل اللاعبين الجدد. هنا تطلع راشفورد إلى خفض راتبه السنوي من حوالي 300 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا إلى أقل من 200 ألف، أي خصم بنحو 30–40% من دخله الحالي، فقط ليتاح له الارتباط مع النادي الكتالوني. ويتزامن ذلك مع وجود عروضٍ سعودية ترفع راتبه إلى أكثر من 400 ألف جنيه أسبوعيًا، وعروض من أندية إنجليزية ترغب في ضمه مقابل استمرار المحافظة على مستواه في البريميرليج.

العلاقة مع هانزي فليك ورؤية “بناء المشروع”

وفقًا لتقرير “سبورت” الإسبانية، يرى راشفورد في فلسفة هانزي فليك التكتيكية ضالته لإعادة تجديد شبابه الكروي. فليك، الذي أعاد دماء الشباب إلى تشكيلة برشلونة بعد الانتكاسات التكتيكية لمواسمٍ سابقة، يعول على جناحٍ مبتكرٍ يتمتع بالسرعة والقدرة على المراوغة والتمرير في العمق. ويريد المدرب الألماني إضافة لاعبٍ بشخصية قيادية داخل غرفة الملابس، قادرة على ربط لاعبي الوسط بالهجوم في ظل غياب أسماءٍ كبيرة مثل ليو ميسي وأنطوان غريزمان.

مانشستر يونايتد يُلزم بالـ40 مليون جنيه إسترليني

أكّد مانشستر يونايتد أنه لن يسمح بانتقال راشفورد إلا مقابل 40 مليون جنيه إسترليني (حوالي 45 مليون يورو)، وهو مبلغٌ يعتبره البعض معقولًا بالنسبة لإمكانات الإنجليزي البالغ من العمر 27 عامًا. ورغم رغبة النادي في الاحتفاظ به، فإن شعوره بالإهمال تحت قيادة إيريك تن هاغ وعدم الثقة التكتيكية دفعتاه للبحث عن تحدٍ جديدٍ في قلعةٍ أوروبية عريقة.

واقع الصفقات الصيفية وبرامج سلبية متوقعة

لا يخفى على أحد أن برشلونة بحاجةٍ ماسة لرفع كفاءة الجناح الأيسر بعد رحيل عثمان ديمبلي ومحدودية المتوفرين في “كامب نو”. وبإمكان راشفورد تقديم إضافةٍ هجومية قوية تتناسب مع أسلوب الضغط العالي واللعب على الأطراف، مع الحفاظ على التوازُن في صناعة الأهداف للمهاجمين المتأخرين. وفي المقابل، قد يتسبب راتبه المعدل في فتح باب الانتقادات داخل كامب نو من قبل أنصارٍ يطالبون بضخ صفقاتٍ أخرى في مراكزٍ مختلفة.

إدارة برشلونة في معتركٍ مكثف

في الأيام المقبلة، يُتوقع أن تجتمع لجنة الرياضة في برشلونة لمناقشة تفاصيل الصفقة، من بينها:

1. آلية تخفيض الرواتب: تأمين اتفاقٍ نهائي على راتب يتوافق مع القواعد المالية، مع مكافآتٍ مرتبطة بالأداء.
2. تكاليف الانتقال: تسديد رسوم مانشستر يونايتد البالغة 45 مليون يورو، وربما اعتماد دفعاتٍ متباعدة.
3. برامج إعادة التكامل الفني: وضع خطةٍ بدنية تكيف راشفورد مع الدوري الإسباني، أسوةً بالعديد من النجوم البريطانيين.

في الختام…

قد تصبح صفقة راشفورد واحدًا من أجرأ الانتقالات في تاريخ برشلونة الحديث، إذ يختار اللاعب القطع مع مستقبله المالي الآمن في إنجلترا والسعودية، مستعدًا للتضحية والإيمان بمشروعٍ فليك الجديد في كامب نو، سعياً لتحقيق ألقابٍ محليةٍ وقاريةٍ تنتظر من يضخ دماءً جديدة في قلب كتالونيا.