تفاصيل الإصابة وفترة الغياب
تعرض راشفورد لإصابة خلال مواجهة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام كريستال بالاس، التي انتهت بفوز أستون فيلا 3–0، حيث اشتكى الدولي الإنجليزي من آلام حادة في منطقة أوتار الركبة عقب تبادل الكرة مع مدافع الخصم. وخضعت الفحوصات الطبية للمهاجم (27 عاماً) في عيادة النادي، لتكشف عن شد في الألياف العضلية بحاجة إلى علاج يمتد بين ستة وثمانية أسابيع، ما يعني استحالة لحاقه بأية مباراة قبل نهاية الموسم.
قال المدير الطبي للنادي الدكتور مات غارني في بيان رسمي:
“جرى تأكيد وجود شد في أوتار الركبة اليسرى، ووفقاً لتقديرات الطاقم الطبي، يتطلب الأمر برنامج تأهيلي دقيق يضمن شفاء الأنسجة بشكل كامل قبل استئناف النشاط الكروي”.
مساهمات راشفورد هذا الموسم
انضم راشفورد إلى فيلا على سبيل الإعارة في الصيف الماضي بعد أن شعر برغبة في الانتقال من مانشستر يونايتد للبحث عن دقائق أكبر. ولعب في جميع المسابقات ما مجموعه 17 مباراة، سجّل خلالها أربعة أهداف وقدم ست تمريرات حاسمة لزملائه، محققاً نسبة تمرير ناجحة بلغت 82%، بحسب إحصائيات Opta. وقدّم عدة عروض لافتة، أبرزها تألقه في فوز فيلا على وولفرهامبتون برباعية نظيفة، حين سجل هدفين وصنع الثالث، ما جعله يحظى بإشادة جماهير ومنتقدي الدوري الإنجليزي.
تداعيات على خطط جيرارد التكتيكية
كان ستيفن جيرارد يعتمد على راشفورد كلاعب جناح هجومي يدخل في صلب خطة 3-4-3 أو 4-2-3-1 التي يفضلها لتوليفية “الأسود”. سعى جيرارد إلى استغلال سرعة الإنجليزي وقدرته على اختراق المنطقة بين المدافعين، سواء بالانطلاقات الفردية أو بفتح المساحات لزميله أولي واتكينز. وبغياب راشفورد، سيضطر جيرارد لإعادة توزيع الأدوار بين جواو بالينيا ورافينيا، وربما تسريع إدخال الوافد الجديد لويس دنك في مركز الجناح.
أعرب مدرب فيلا عن أسفه قائلاً:
“خسرنا اليوم واحداً من أهم لاعبينا في آخر أسابيع الموسم. كان ماركوس ركيزة أساسية في الهجوم، وسنبحث الآن عن بدائل قادرة على تحقيق التوازن بين الفعالية الفنية والتركيز البدني”.
معركة المراكز الأوروبية تزداد سخونة

يتوقع أن تشتد المنافسة على المركز السابع، المؤهل للدوري الأوروبي، بين فيلا وفولهام وتوتنهام وولفرهامبتون. ويحتل فيلا حالياً المركز السابع برصيد 56 نقطة، بفارق نقطتين أمام فولهام وواحدة أمام توتنهام الذي يملك مباراة مؤجلة. ومع تأخر وقت الموسم، تصبح كل مباراة بمثابة "نهائي مصغر" للفريق الذي يسعى لملاقاة كبار القارة.
تشمل المباريات الأربع المتبقية في جدول أستون فيلا مواجهات ضد فولهام وبرنموث وتوتنهام، قبل أن يختتم الموسم أمام مانشستر يونايتد، ناد صاحب راشفورد. وهذه المواجهات تتطلب تركيزاً عالياً وقدرة على تحقيق نتائج إيجابية رغم النقص الهجومي.
خيارات الإسناد والتعويض
أمام جيرارد عدد من السيناريوهات لتعويض غياب راشفورد:
1. تكثيف دور رافينيا:
يمكن إطلاق جناح برشلونة السابق في قلب الملعب أو على الجناح لينسق الهجمات.
2. إشراك الوافدين الجدد:
الاستعانة بالمهاجم الشاب إيساليلا، العامل على تأكيد نفسه خلال الحصص التدريبية.
3. تحويل جواو بالينيا:
استغلال قدرته على اللعب على الجناحين والأدوار المختلطة لخلق مفاجآت دفاعية للخصوم.
وفي حالة اختيار أي من هذه البدائل، يحتاج المدرب لتعديل خطته التدريبية لتسليط الضوء على العوامل النفسية والبدنية، وضمان جاهزية اللاعبين لدور محوري في المرحلة الحاسمة.
برنامج التأهيل وخطة ما بعد الموسم
من المقرر أن يبدأ راشفورد برنامجاً تأهيلياً مكثفاً يشمل جلسات في حمامات الثلج والتدليك العميق، ثم تدريجياً إدخال تدريبات القوة والتحمل قبل استئناف الركض والتمارين التكتيكية. ويتوقع أن يعود الإنجليزي لأداء جزء من التدريبات الجماعية مع بداية الموسم المقبل، ما يترك مجالاً للعودة الكاملة في ذروة الموسم الجديد.
على الصعيد الشخصي، لن يتوقف ماركوس عن متابعة زملائه عبر ترددات الملاعب، وقد يستغل فترة التعافي للعمل على نتائج لياقية إضافية أو حتى المشاركة في عمل تطوعي مع الأكاديمية الداخلية للفريق.
نظرة إلى المستقبل

رغم الظرف المؤسف، يبقى نهاية موسم راشفورد فرصة لإعادة تقييم خطواته الاحترافية، سواء بخصوص العودة إلى مانشستر يونايتد أو استمرار الإعارة في فيلا أو البحث عن وجهة أخرى تضمن له دقائقه الكاملة. ويبقى دعم الجماهير حاضراً من خلال حملات “GetWellSoonRashford” عبر مواقع التواصل، لما عرف عنه من تواصل مباشر مع الأنصار.
في المحصلة، يجمع الجميع على أن غياب راشفورد خسارة فنية لأستون فيلا في اللحظات الحاسمة، لكن تجربة الفريق في تجاوز مثل هذه الأزمات ستكون مقياساً لقدرة جيرارد وفريقه على تحقيق الهدف المنشود. ومع اقتراب صافرة النهاية لهذا الموسم، يظل الأمل معقوداً على لاعبي البدلاء في إبقاء الطموح الأوروبي على سكة التحقق.